كاتب أمريكي هكذا يخاطب بايدن.. حان الوقت لإنهاء حروب الشرق الأوسط القبيحة
الكاتب الأمريكي ديفيد إجناتيوس اعتبر أنه حان الوقت لإنهاء ما وصفها بـ"الحروب القبيحة" في الشرق الأوسط، ودعا الرئيس جو بايدن إلى الانخراط بشدة في جهود دبلوماسية لهذا الغرض، معتبرا أن "الدبلوماسية الأمريكية ضرورية في هذا الجزء المزعج من العالم".
Table of Contents (Show / Hide)
وأردف إجناتيوس، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية وترجمه "الخليج الجديد": "يبدو أن الحرب الأهلية في اليمن، وهي إحدى أشد الحروب قسوة هذا القرن، تتجه ببطء نحو تسوية مستقرة، بفضل الوساطة الدؤوبة من المبعوث الأمريكي تيم ليندركينج والتنازلات من السعودية".
ومنذ تسع سنوات، يعاني اليمن من حرب بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014.
وتتصاعد آمال اليمنيين في إنهاء الحرب منذ أن وقَّعت السعودية وإيران، بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية خلال شهرين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إنها يتصارعان على النفوذ في المنطقة. وأواخر 2021، قدَّرت الأمم المتحدة أن الحرب قتلت نحو 377 ألف شخص في اليمن بشكل مباشر وغير مباشر.
سوريا.. صراع بائس
فيما تسببت الحرب الأهلية المتواصلة في سوريا منذ 2011 في مقتل أكثر من 500 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ونزوح نحو 6 ملايين شخص من البلاد.
"لكن هذا الصراع البائس يفتقر إلى وسيط أمريكي أو خارطة طريق للحل، لذلك تتحرك الدول العربية بمفردها لعقد صفقات منفصلة"، بحسب إجناتيوس.
وتابع: "كان وزير الخارجية السعودي (فيصل بن فرحان) في دمشق قبل أيام للمرة الأولى منذ 2011، وهذا مؤشر على أن الدول تستعد للعمل المستقل لترتيباتها الخاصة".
وأردف أن "سوريا تصيب صانعي السياسة الأمريكيين بالإرهاق، وهو أمر مفهوم بعد عدد لا يحصى من الغزوات الدبلوماسية الفاشلة. وبدلا من السياسة لدينا عقوبات على الرئيس بشار الأسد ونرفض أي تطبيع معه".
وأردف: "قد تجعل العقوبات أعضاء الكونجرس يشعرون بتحسن، وهي تمنحنا القليل من النفوذ، لكنها لا تفعل شيئا لتخفيف معاناة سوريا".
وفي 2011، شرع نظام الأسد في استخدام القوة العسكرية لقمع احتجاجات شعبية طالبت بتداول سلمي للسلطة، مما زج بسوريا في حرب أهلية مدمرة.
واستطرد: لدينا التزام أخلاقي بمساعدة الأكراد السوريين (قوات سوريا الديمقراطية)، الذين قاتلوا تنظيم الدولة، للعثور على مكان في سوريا الفيدرالية المستقبلية، لذا يجب أن تعمل الولايات المتحدة مع شركائها الإقليميين في الإمارات والأردن والسعودية، وآمل أن تكون الدبلوماسية السرية قد بدأت بالفعل.
واعتبر أن "أجندة واشنطن في سوريا تتضمن أكثر من حلفائنا الأكراد، إذ تحتاج الدول العربية المجاورة (وإسرائيل) إلى المساعدة في تقليص القوة العسكرية الإيرانية في سوريا، كما تحتاج تركيا إلى تطمينات بشأن أمن حدودها الجنوبية". وإيران هي حليفة نظام الأسد، وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها.
واستطرد: "يحتاج اللاجئون إلى وسيلة للعودة إلى الوطن. والأسد، المنتصر المفترض، لا يستحق المساعدة في إعادة الإعمار، لكن سوريا تستحق ذلك".
لبنان.. فقير مُدمَر
إجناتيوس قال إنه "عندما نفكر في الحروب القبيحة في المنطقة، فلنتوقف لحظة لنتذكر لبنان الفقير المدمر، فهذا البلد دمرته الحرب الأهلية والفساد لمدة خمسة عقود".
ومنذ 2019 يعاني لبنان من أزمة اقتصادية حادة غير مسبوقة أدت إلى انهيار العملة المحلية الليرة أمام الدولار، وشح في سلع أساسية بينها الأدوية والوقود، إلى جانب هبوط حاد في القدر الشرائية.
وأردف إجناتيوس: "نظامه لبنان السياسي مسموم لدرجة أن الشعب لا يستطيع الاتفاق على رئيس. ويمكن للولايات المتحدة أن تساعد بدعم ترشيح الجنرال جوزيف عون قائد الجيش، وهو رمز نظيف غير سياسي.. جماعة حزب الله (حليفة إيران) لا تحبه، ولكن الكثير من اللبنانيين يحبونه.. دعونا نضغط على زر إعادة ضبط لبنان".
وفشلت جلسات برلمانية عديدة في انتخاب رئيس يخلف ميشال عون الذي انتهت فترته الرئاسية بنهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتتهم قوى سياسية "حزب الله" وحلفاءها بتعطيل الانتخاب، بينما تقول الجماعة إنها "تريد رئيسا لا يطعن المقاومة (تقصد حزب الله) من الظهر".
وقال إجناتيوس إن "إدارة بايدن تعيد اكتشاف الدبلوماسية بعد عقود من الحروب الأمريكية في المنطقة.. نتوسط في صفقات مع عراقيين ولبنانيين وإماراتيين وأكراد وسعوديين وربما في النهاية بعض السوريين أيضا. بعض شركائنا بغيضون، لكن هذا جزء من الدبلوماسية. لقد مررنا بعقود.