فصبيحة يوم الأحد 23 أبريل/نيسان في السودان، أجلت القوات العسكرية الأمريكية، بأمر من الرئيس جو بايدن، 70 موظفاً وعائلاتهم من السفارة الأمريكية في السودان. ودعا بايدن في بيان إلى إنهاء العنف في السودان "بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار".
16 ألف أمريكي في السودان
لكن الولايات المتحدة قالت يوم الجمعة 21 أبريل/نيسان إنها لن تُجلي ما يُقدر بنحو 16 ألف مواطن أمريكي لا يزالون في البلاد.
حيث قال فيدانت باتيل، النائب الرئيسي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في مؤتمر صحفي الجمعة: "نصحنا الأمريكيين بعدم السفر إلى السودان منذ أغسطس/آب عام 2021".
ذكّر أيضاً بـ"الإنذار الأمني للسفارة الأمريكية في الخرطوم في 16 أبريل/نيسان أنه بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في الخرطوم وإغلاق المطار، فعلى الأمريكيين ألا ينتظروا تنفيذ الحكومة الأمريكية لعملية إجلاء منسقة في ذلك الوقت".
كما أضاف: "من الضروري أن يتخذ المواطنون الأمريكيون في السودان ترتيباتهم الخاصة ليحافظوا على أمنهم في هذه الظروف الصعبة". ونتيجة لذلك، قرر بعض المواطنين الاستعانة بشركات الأمن الخاصة، وفقاً لتقرير صادر عن صحيفة The Wall Street Journal.
حيث قال ديل باكنر، الرئيس التنفيذي لشركة الأمن الخاصة Global Guardian، لصحيفة The Wall Street Journal إن موظفي الشركة اصطحبوا عشرات المغتربين إلى بلدان مجاورة، وفي بعض الأحيان تحت إطلاق النار والمدفعية ونيران الهاون.
كما قال باكنر للصحيفة: "فرق إنقاذنا تضطر للمرور بعشرات نقاط التفتيش في مناطق الحرب النشطة. ولدينا مئات العملاء الآخرين الذين ينتظرون إنقاذهم؛ لكن الوضع يزداد خطورة".
خدمات أمنية تقدمها شركات خاصة
يتكون فريق Global Guardian من ضباط سابقين في عمليات الجيش الخاصة وهيئات إنفاذ القانون الفيدرالي، وهم يقدمون خدمات دولية، مثل حماية الممتلكات والأمن الشخصي وعمليات الإجلاء من السودان إلى مصر وإريتريا خلال الأسبوع الماضي. وساهمت الشركة في إجلاء مواطنين أوكرانيين في بداية الغزو الروسي للبلاد.
حسب الموقع الأمريكي، فإن باكنر نفسه ضابط متقاعد من الجيش الأمريكي وعمل في العراق وأفغانستان والكويت وكولومبيا وكوبا والسلفادور وتشيلي وبنما وهايتي.
حيث قال باكنر في مقابلة مع شبكة CNN إن موظفي غلوبال غارديان شاهدوا قوات شبه عسكرية مسلحة في نقاط تفتيش مختلفة، وجسور مدمرة، ومجال جوي مغلق تماماً أمام الطائرات المدنية.
كما قال باكنر لشبكة CNN إنه خلال الـ 48 ساعة الأولى من محاولات نقل الناس إلى الدول المجاورة مثل مصر وإريتريا، ازداد الوضع صعوبة على العاملين في الشركة، الذين يضطرون لانتظار وقف إطلاق النار المؤقت لنقل الأشخاص خارج البلاد.
أضاف باكنر أيضاً أن القتال يستهدف البنية التحتية للمواصلات ومصادر المياه والمستشفيات، وقال: "هم يتقاتلون على البنية التحتية للبلاد، ولو أمكنهم السيطرة عليها فسيتمكنون من السيطرة على السكان".
بينما ازداد السفر صعوبة نتيجة إغلاق مطار الخرطوم، عاصمة البلاد. وأفادت وكالة أسوشيتد برس بأن من يحاولون الهروب من السودان يتعرضون لصعوبات مثل الطرق الخطيرة التي يصعب المرور منها والدول المجاورة التي قد تكون معادية للمواطنين الأمريكيين، مثل إريتريا.
المصدر: القدس العربي