الجواسيس الهنود متهمون بتسريب معلومات حساسة وسرية للكيان الصهيوني؛ ما يؤكد أن الكيان ناشط استخباريا في كافة الدول العربية القريبة والبعيدة، الامر الذي يجعل من الاردن هدفا متوقعا لجواسيسه وعملائه؛ اذ لا يعقل ان يزهد الكيان بممارسة هواياته التجسسية في الاردن.
بيئة الجوار العربي المحيطة بالكيان الصهيوني بيئة خصبة لهذا النشاط وحيوية للكيان الاسرائيلي، ولا يعتقد بأن الاردن بمنأى عن الاستهداف الصهيوني الذي لا يعيقه اتفاقات ومواثيق، وهو ما أكدته حوادث التجسس المتكرر للكيان الاسرائيلي على مصر، وأفضت الى تفكيك العديد من الشبكات برغم المستوى الرفيع من التنسيق والتفاهمات والاشراف الأمريكي.
محاولات التجسس المتوقعة للاحتلال الاسرائيلي داخل الاراضي الاردنية يتم رصدها على الارجح من قبل الاجهزة الامنية في الاردن، ومن المرجح انه يتم التعاطي معها وفق بروتوكولات خاصة بمجرد الاشتباه بنشاط غير مريح للكيان.
نشاط الاحتلال التجسسي لا يكاد ينتهي، ورصد هذه النشاطات المشبوهة وإحباطها وتفكيكها عملية لا تكاد تنتهي على الارجح منعا لتطورها وتحولها الى ازمة دبلوماسية وسياسية؛ ما يعني ان هناك إطاراً أمنياً متخصصاً وبروتوكولات محددة للتعامل مع هذه النشاطات شبه اليومية على الأرجح.
بروتوكولات التعامل مع الكيان ونشاطاته المشبوه بعد حادثة اختطاف النائب عماد العدوان يمكن تعديلها باعتقال المشتبه بهم، والبدء بالتحقيق معهم مباشرة دون ترحيلهم او تنبيه مشغليهم بضرورة التوقف عن العبث خصوصا إن كانوا من حاملي ما يطلق عليه الجنسية الاسرائيلية.
اعتقال النائب العدوان من قبل الكيان الاسرائيلي، وتلفيق الاتهامات له فتح الباب لتغيير قواعد اللعبة مع الكيان الاسرائيلي؛ فالكيان لم يتوقف يوماً عن محاولة التجسس والعبث امنيا، وبشكل يومي مع دول الجوار، وما حدث في قطر تذكير بهذه الحقيقة؛ ما يوفر فرصة ثمينة لتغير قواعد اللعبة الأمنية التي انتهكها الاحتلال، وأصر على تجاوزها وعدم احترامها من طرفه بافتعال أزمات دبلوماسية وأمنية وأكاذيب لغايات سياسية.
ختاماً..
حاثة التجسس الاسرائيلي على دولة قطر تذكير لدول المنطقة العربية بطبيعة الاحتلال وأدواته وأساليبه لإدارة علاقاته بدول الإقليم التي لا تخلو من نشاط امني، وانتهاكات لكل الأعراف والمحاذير الأمنية والسياسية والدبلوماسية؛ فالتجسس الأداة المفضلة للكيان، خصوصا ان الموساد (جهاز الأمن الخارجي) يعد الذراع الحقيقي للدبلوماسية الإسرائيلية ولسياستها الخارجية.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر: السبيل