احتجاجات حاشدة ضد تتويج “تشارلز”.. “ألغوا الملكية، أطعِموا الناس”
الشرطة البريطانية ألقت القبض على زعيم جماعة ريبابليك المناهضة للملكية، قبل ساعات من تتويج الملك تشارلز، وأبعدوه عن مئات المحتجين الذين تجمعوا بين الحشود التي اصطفت على جانبي طريق موكب الملك في وسط لندن.
Table of Contents (Show / Hide)
حيث شهدت بريطانيا حدثاً تاريخياً، وهو تتويج الملك تشارلز الثالث ملكاً على بريطانيا، في حفل شارك فيه أفراد العائلة الملكية، باستثناء ميغان ميركل، وحشود من بريطانيا وشتى أنحاء العالم في أكبر احتفال رسمي تشهده البلاد منذ 70 عاماً، وضمن مراسم تتسم بالأبهة والفخامة، ويعود تاريخها إلى ألف عام.
قالت الجماعة في وقت سابق إنها ستنظم أضخم احتجاج مناهض لملك بريطاني في تاريخ البلاد الحديث. وارتدى المحتجون قمصاناً صفراء ليتميزوا بين الحشود، ورفعوا لافتات كُتب عليها "ليس مَلكاً لي". وأمضى المحتجون معظم الوقت وهم يطلقون صيحات استهجان أو يغنون أغاني مثل أغنية "هي إز جاست أ نورمال مان" (إنه مجرد رجل عادي).
شرطة بريطانيا تحذّر من المظاهرات أثناء حفل الملك تشارلز
في المقابل، حذّرت شرطة لندن من أنها ستتخذ إجراءات إذا حاول أي محتج "تعكير صفو أجواء المتعة والاحتفال" في هذا اليوم، وأحاطت القوات بالمحتجين.
قالت الجماعة إن الشرطة البريطانية ألقت القبض على زعيمها، جراهام سميث، صباح السبت، وأظهرت صورة نُشرت على تويتر لسميث جالساً على الأرض وتحيط به مجموعة من رجال الشرطة.
من جانبه، قال كيفن جون (57 عاماً)، وهو بائع من ديفون كان من بين المحتجين "إنه أمر مثير للاشمئزاز، ومبالغ فيه بشدة.. سيأتي بنتائج عكسية؛ لأن كل ما فعلته الشرطة سيعطينا قدراً كبيراً من الدعاية.. إنه جنون تام".
فيما لم تؤكد الشرطة اعتقال سميث، لكنها قالت إنها ألقت القبض على 4 أشخاص لاشتباهها في تسببهم بإزعاج للعامة، وألقت القبض أيضاً على 3 أشخاص للاشتباه في حيازتهم أغراضاً من أجل التسبب في ضرر يقع تحت نطاق الجرائم، خلال ما وصفتها الشرطة بأنها "عملية شرطية كبيرة". وقالت ريبابليك إن المئات من اللافتات صودرت.
اندلاع احتجاجات في بريطانيا
في سياق متصل، فقد اندلعت احتجاجات أيضاً في جلاسكو باسكتلندا وكارديف في ويلز، ورفعت لافتات كتب عليها "ألغوا الملكية، أطعموا الناس". وتحدّث كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي عن أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا، وقارنوها بمظاهر البذخ والترف التي واكبت حفل التتويج.
على الرغم من كون المناهضين للملكية أقلية، بالمقارنة مع عشرات الآلاف المحتشدين في شوارع لندن لدعم الملك، تشير استطلاعات الرأي إلى أن مناصرة الملكية في تراجع، وأنها في أضعف مستوياتها بين الشبان. ومع انتقال التاج من الملكة إليزابيث إلى ابنها الأقل شعبية، يأمل ناشطو الحركة في أن يكون تشارلز هو آخر ملك بريطاني متوّج.
قال النائب كلايف لويس، الذي انضم للتظاهرات المناهضة للنظام الملكي "إنه ملياردير بالوراثة، وُلد في جو من الثراء والامتيازات، ويرمز أساساً إلى عدم المساواة بين الثروة والسلطة في مجتمعنا".
مطالب بانتخاب رئيس لبريطانيا
في حين طالب المحتجون في لندن بانتخاب رئيس للدولة، ويقولون إن العائلة المالكة لا مكان لها في الديمقراطية الدستورية الحديثة، وإن كلفة استمرارها باهظة بإفراط.
من ناحية أخرى، احتشد أغلب المحتجين المناهضين للملكية، السبت، في ميدان الطرف الأغر إلى جوار تمثال برونزي للملك تشارلز الأول الذي فُصل رأسه عن جسده عام 1649، مما مهّد لقيام جمهورية قصيرة الأجل. ورفع بعض المحتجين المناهضين للملكية لافتات مكتوب عليها "خصخصوهم" و"ألغوا الملكية، لا حق الاحتجاج".
كما ظهرت على لافتات أخرى صورة ميغان، زوجة الأمير هاري ابن الملك تشارلز، مصحوبة بكلمات "أميرة الشعب"، وصورة لأسطورة كرة القدم الراحل بيليه، مصحوبة بكلمات "حفظ الله الملك".
يُذكر أنه، ومنذ أن أصبح تشارلز ملكاً في سبتمبر/أيلول 2022، صوحبت بعض الفعاليات الملكية باحتجاجات. وقوبل تشارلز بصيحات استهجان في فعالية أجريت على هامش الاحتفال بيوم الكومنولث في كنيسة وستمنستر أبي في مارس/آذار، وألقى عليه البعض بيضاً في يورك في نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي بريطانيا، تشير الاستطلاعات إلى أن غالبية السكان لا تزال تريد العائلة المالكة، رغم تراجع نسبة الدعم على مدى طويل.
كما كشف استطلاع لشركة يوجوف في أبريل/نيسان 2023، أن 64% من شعب بريطانيا يهتمون اهتماماً ضئيلاً أو غير مهتمين إطلاقاً بالتتويج. وارتفعت النسبة إلى 75% بين من تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً.
كما يقوم أكثر من 11 ألف رجل شرطة بدوريات لتأمين مراسم التتويج، وهو أكبر حدث احتفالي رسمي يقام في العاصمة البريطانية منذ 70 عاماً.
المصدر: الجزيرة