غزة ترد على المجزرة والمواجهة قد تطول.. بعد صمت أربك إسرائيل
فصائل المقاومة الفلسطينية أطلقت من غزة، عشرات الصواريخ على المستوطات الإسرائيلية المحطية بالقطاع؛ ردا على عدوان عسكري إسرائيلي قتل 16 فلسطينيا منذ فجر الثلاثاء، وفي ظل توقعات بأن المواجهة الراهنة قد تستمر لعدة أيام.
Table of Contents (Show / Hide)
وجراء تلك الصواريخ، دوت صافرات الإنذار في محيط غزة ومدينة عسقلان جنوبي إسرائيل، بحسب بيان لجيش الاحتلال. وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عبر بيان، إن "رد المقاومة الموحد جزء من الرد على مجزرة الثلاثاء".
وشن جيش الاحتلال، في وقت سابق الأربعاء، غارات على غزة في ما تبدو أنها كانت محاولة لجر المقاومة إلى التعجيل بالرد على قتل 15 فلسطينيا، بينهم ثلاثة من أبرز قادة "سريا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الثلاثاء، حيث خيمت على إسرائيل منذ تلك المجزرة حالة شلل وترقب بانتظار الرد الفلسطيني.
ووفقا لمصادر طبية، قتلت غارات الأربعاء فلسطينيا وأصابت آخرين، وزعم الجيش الإسرائيلي، عبر بيان، أنه استهدف عناصر من حركة الجهاد في موقع لإطلاق الصواريخ بغزة.
وعيد وصمت مكلف
والثلاثاء، استشُهد 15 فلسطينيا على الأقل، بينهم ثلاثة من أبرز القادة العسكريين في حركة الجهاد الإسلامي و4 أطفال، بالإضافة إلى إصابة 22 بجروج متفاوتة؛ جراء سلسلة غارات جوية إسرائيلية على القطاع، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني وتحاصره إسرائيل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية صيف 2006.
وتوعدت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية" إسرائيل بـ"دفع الثمن عن جريمتها"، وأعلنت حركة الجهاد أن "الرد الفلسطيني على المجزرة لن يتأخر"، فيما قال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية إن "العدو أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته".
وخلافا للمعتاد، التزمت فصائل المقاومة الصمت دون رد في النهار ولا حتى الليل؛ مما زاد من حيرة الإسرائيليين حكومة وجيشا وشعبا وأرهقهم في ظل حالة الاستنفار الأمني والشلل الذي ضرب نحو نصف دولة الاحتلال، مع إجلاء سكان وإغلاق شوارع ومدارس ومؤسسات.
وترقبا لصواريخ المقاومة، نشرت إسرائيل منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ وأعلنت البلديات في جنوبي ووسط إسرائيل، وبينها تل أبيب، فتح الملاجئ، إلى جانب نقل سكان من محيط غزة إلى فنادق في مناطق عديدة.
وبحسب محللين فلسطينيين، في أحاديث لوكالة "الأناضول"، فإن تأخر الرد العسكري للفصائل لأكثر من 35 ساعة حتى الأربعاء جاء ضمن "تكتيكات الرد".
وقال المحللون إن التأخر "أربك الحسابات الإسرائيلية وأخضعها لدفع ثمن سياسي واقتصادي وأمني ونفسي، فضلا عن إعطاء المجال للمجتمع الدولي لتقييم الجرائم الإسرائيلية في غزة".
على الجانب الإسرائيلي، قال المراسل العسكري للقناة "13" العبرية أور هيلر، إن "ما نراه الآن هو حرب استنزاف وحرب أعصاب تدل على أننا أمام واقع جديد لم نعهده في السابق".
جولة تصعيد أم حرب؟
وفي إسرائيل يبدو أنه كان هناك يقين بأن رد المقاومة قادم لا محاولة، لكن مع تساؤلات بشأن إن كانت حركة الجهاد سترد بمفردها أم ستتعاون معها "حماس"، وهو ما تحقق وكانت تخشاه تل أبيب.
وقال عادي كرمي، مسؤول سابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، لصحيفة "معاريف" الأربعاء، إن "هدف الجهاد الإسلامي هو إشراك حماس وغيرها من الفصائل، والسؤال هو مَن سيتعاون معها وهل ستتمكن من تحقيق نتائج؟".
بينما كتب المحلل العسكري في "معاريف" طال ليف رام، الأربعاء: "قد يكون لدى حماس الكثير لتخسره من المواجهة المباشرة مع إسرائيل، ولكن هذه المرة قد تجد صعوبة في البقاء على الحياد بشكل واضح، وأن لا تتدخل".
ويبدو أن جهود مصر، الوسيط المعتاد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، لم تفلح في إقناع "حماس" بالالتزام بالتهدئة وعدم المشاركة في رد مع حركة الجهاد.
ومع مشاركة "حماس" في الرد على مجزرة الثلاثاء، تستعد إسرائيل لعدة أيام من القتال، بحسب ما نقلته "معاريف" عن مصادر أمنية.
وفي ظل صراعات سياسية داخل إسرائيل، ليس من الوضح إن كان ما يحدث منذ الثلاثاء هو مجرد جولة تصعيد كالمعتاد من حين إلى آخر أم أنها ربما تنزلق مجددا إلى حرب وعدوان إسرائيلي واسع على غزة.
ووسط حروب واضطرابات في أكثر من بؤرة إقليمية، لاسيما السودان، ربما يلقي اللاعبون الإقليميون والدوليون في هذا الملف، ولاسيما مصر وقطر والسعودية والولايات المتحدة، بثقلهم لاحتواء الوضع والعودة إلى تهدئة لا تصمد طويلا في ظل احتلال واعتداءات إسرائيلية متواصلة بحق الفلسطينيين.
المصدر: الخليج الجديد