تشومسكي: روسيا تحارب بشكل أكثر إنسانية من أمريكا
بعد ما يُقارب من قرن من الزمان، يعمل دماغ نعوم تشومسكي بشكل جيد. فقد أجرى محادثات مع وسائل الإعلام في الأشهر الماضية وأعلن عن وجهات نظره حول العالم ومستقبله في ظل تغييرات هائلة.
Table of Contents (Show / Hide)
في مقابلته الأخيرة قال المنظّر الأمريكي الشهير في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا: "روسيا تُحارب بشكل أكثر إنسانية" مقارنةً بالهجوم الأمريكي على العراق، وناقش في جزء آخر من حديثه الأعمال الاستفزازية الأمريكية ضد الصين.
ما يقوله تشومسكي في هذه المحادثة سيثير بلا شك غضب الليبراليين والتيار الرأسمالي؛ لأن هذه التصريحات والأحاديث كلها ضد رغباتهم وآرائهم. يُعتبر تشومسكي شخصًا مهمًا ومؤثرًا في التيارات الفكرية الأمريكية، على الرغم من تهميش هذا التيار من قبل جماعات الضغط، خاصة التيار المرتبط بشركات الأسلحة وكبار الرأسماليين في وول ستريت. إلا أنه يعتبر إنجلترا "خادمًا" تابع أمريكا، فربما يحصل على قطعة من العظم من ضراوة زعماء البيت الأبيض.
يقول نعوم تشومسكي، إن الولايات المتحدة وإنجلترا رفضتا محادثات السلام في أوكرانيا من أجل تعزيز مصالحهما، ولم يكن تدمير أوكرانيا مهمًا لهذه الدول، على الرغم من أن أوكرانيا ليست طرفًا مستقلًا وهي تعتمد على الولايات المتحدة. أمريكا ترسل أسلحة إلى كييف لإضعاف روسيا. هذه صفقة لأمريكا.
قال تشومسكي، وهو يقارن هجوم روسيا على أوكرانيا بالهجوم الأمريكي على العراق عام 2003: تعمل روسيا بضبط النفس واعتدال، لم يحدث دمار هائل في البنية التحتية في أوكرانيا كالذي حصل في حرب العراق. لا شك أن روسيا لديها القدرة على فعل شيء كهذا،ويمكن لها بالتأكيد أن تجعل الأمور لا تطاق بالنسبة لأوكرانيا أكثر من بغداد ، لكنها مارست ضبط النفس.
وقال نعوم تشومسكي ردًا على سؤال حول "هل تقاتل روسيا بشكل أكثر إنسانية من الهجوم الأمريكي على العراق": أنا لا أقول هذا، هذه المسألة بديهية. اضطرّ مفتشو الأمم المتحدة إلى مغادرة البلاد أثناء حرب العراق لأن الهجوم كان شديدًا للغاية.. لقد كان هجومًا دبّره أسلوب الحرب الأمريكي والبريطاني. وعند مقارنةٍ أعداد الضحايا، وبحسب ما أعرفه بناء على الإحصائيات الرسمية لمسؤولي الأمم المتحدة، فقد تم تسجيل حوالي 8000 حالة وفاة مدنية في أوكرانيا. لكن كم عدد المدنيين الذين قُتلوا خلال الغزو الامريكي والبريطاني على العراق؟ وبحسب التقارير، قُتل ما بين 186 ألفًا و 210 آلاف شخص في هذه الحرب.
وأضاف قائلًا: عدد المسؤولين الأجانب الذين زاروا كييف منذ بداية الحرب الأوكرانية هو بسبب ضبط روسيا للنفس، لكن عندما قسمت أمريكا وإنجلترا العراق إلى عدة أجزاء، هل قام أي زعيم أجنبي بزيارة بغداد؟ لا، لأن أمريكا وإنجلترا دمرتا كل شيء بما في ذلك الاتصالات، والمواصلات، والطاقة وكل ما يجعل المجتمع يعمل.
وردًا على سؤال حول حل محتمل لإنهاء هذه الحرب، قال هذا المنظر الأمريكي: أوكرانيا لن تصبح عضوا في حلف الناتو العسكري، هذا هو الخط الأحمر الذي أكّده كل زعماء روسيا، بما في ذلك الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين وميخائيل جورباتشوف، آخر زعيم للاتحاد السوفيتي.
وأشار نعوم تشومسكي إلى أن انتقاد السياسة الخارجية الأمريكية لا يقتصر على أوكرانيا، مثلما تستفز واشنطن روسيا بقضية توسيع الناتو، فإنها تستفز الصين علانية بقضية تايوان. تُخطط الولايات المتّحدة لتطويق الصين بدول مجهزة بأسلحة متطورة وعالية الدقة مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، في الواقع، ليست الصين هي التي تخلق التهديدات، وبالطبع فإن إنجلترا تتبعها أيضًا. في الوقت الحالي، تُعدّ إنجلترا مستعمرة ولم تعد تُعتبر دولة مستقلة، صحيح أن الصين ليست دولة جيدة وتنتهك القوانين الدولية في بحر الصين الجنوبي، لكن الغرب هو المسؤول عن قضية تايوان.