كتاب إسرائيلي يكشف تفاصيل خلاف أبوظبي وواشنطن في 2022
كشف كتاب إسرائيلي خاص بـ"اتفاقيات إبراهيم" للتطبيع تفاصيل خلاف نشب بين الإمارات والولايات المتحدة جراء مستوى الدعم الأمني الأمريكي المخيب للآمال، عقب هجمات صاروخيه شنتها جماعة الحوثي اليمنية على الدولة الخليجية عام 2022، مقابل دعم إسرائيلي كبير لأبوظبي.
Table of Contents (Show / Hide)
وفي 2020، وقَّعت الإمارات وإسرائيل، في واشنطن، اتفاقا لتطبيع العلاقات بين البلدين، بوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب (2017-2021).
ووفقا لنسخة محدثة من كتاب "سلام ترامب" للصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، صدرت الخميس الماضي، فإن إسرائيل أرسلت وفدا من مسؤولي الاستخبارات إلى الإمارات للمساعدة بالتحقيق في أولى هجمات الحوثيين (مدعومين من إيران) أوائل 2022، بحسب جاكوب ماجد، في تقرير بصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" (The Times of Israel) ترجمه "الخليج الجديد".
وفي مارس/ آذار 2015، بدأ تحالف عسكري عربي، تقوده السعودية ويضم الإمارات بين دول أخرى، تدخلا في اليمن (الجار الجنوبي للسعودية) لدعم القوات الموالية للحكومة الشرعية في مواجهة الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات منها العاصمة صنعاء منذ 2014.
وتابع ماجد أنه في الفصل الجديد من الكتاب، يكشف رافيد عن أنه عقب هجمات الحوثيين، طلبت الإمارات من إسرائيل شراء نظام "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي، لكن تل أبيب اقترحت أن يقوم مسؤولوها الأمنيون بإجراء مراجعة للتأكد من أن القبة ستلبي احتياجات أبوظبي الدفاعية.
وبحسب الكتاب، أدى التقييم إلى استنتاج مفاده أن "سبايدر" (SPYDER) سيكون أكثر ملاءمة، وهو نظام دفاع جوي يمكنه اكتشاف واعتراض الطائرات بدون طيار وصواريخ "كروز" والذخائر الموجهة بدقة.
وأردف أن الإمارات وافقت على شراء "سبايدر"، وفي أبريل/ نيسان 2022، انطلقت من قاعدة "نيفاتيم" الجوية العسكرية في إسرائيل ثماني رحلات من بطاريات "سبايدر" إلى الإمارات.
وأضاف أن "تلك الشحنات حظيت بتقدير كبير من الإمارات، التي أصبحت محبطة بشكل متزايد من إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن في الأسابيع والأشهر التي أعقبت هجمات الحوثيين". وإلى جانب اتفاق السلام بين تل أبيب وأبوظبي، تعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.
فاتورة واشنطن
و"في أعقاب الضربة الأولى للحوثيين، وافقت واشنطن على طلب إماراتي بأن تزود (واشنطن) الطائرات المقاتلة الإماراتية الأمريكية بالوقود لمراقبة سماء البلاد على مدار الساعة"، بحسب ماجد.
وتابع أن "الكتاب كشف عن أن الملحق العسكري بالسفارة الأمريكية في أبوظبي التقى بعد الهجوم الثاني بمسؤولين إماراتيين وسلمهم فاتورة إعادة التزود بالوقود؛ مما أساء بشدة إلى الإماراتيين".
وأردف أن "قائد القيادة المركزية الأمريكية فرانك ماكنزي زار الإمارات أوائل فبراير/ شباط 2022، لكن (ولي عهد أبوظبي آنذاك) محمد بن زايد رفض مقابلته". ونقل الكتاب عن مسؤول إماراتي رفيع قوله: "لم نستطع تصديق أن الأمر استغرق 22 يوما من الأمريكيين لإرسال شخص إلى أبوظبي لإبداء التضامن بعد الهجمات".
واستطرد: "عند معرفة حادثة التزود بالوقود، سافر منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط بالبيت الأبيض بريت ماكغورك إلى أبوظبي، حيث جلس مع محمد بن زايد لساعات في محاولة لطمأنته بأنه حصل على دعم الولايات المتحدة".
ووفقا للكتاب، "لم يكن هذا كافيا لإقناع الإمارات بالاستجابة لطلب واشنطن بالتصويت لصالح قرار في مجلس الأمن الدولي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا (منذ 24 فبراير/ شباط 2022)، إذ امتنعت أبوظبي عن التصويت، مما خيب آمال إدارة بايدن".
وأضاف أنه "عندما تم تقديم قرار مماثل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، جندت واشنطن تل أبيب للضغط على أبوظبي لدعم القرار، وهو ما حدث بالفعل.. لكن عندما سعى البيت الأبيض لتحديد موعد مكالمة بين بايدن ومحمد بن زايد أوائل مارس/ آذار 2022، رفض الأخير، واستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن يتخطى الأمر".
وتابع أن "وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن شارك في أول قمة وزارية لمنتدى النقب (في إسرائيل مارس/ آذار 2022)، واغتنم الفرصة لطمأنة حلفاء واشنطن في الخليج بأن إدارة بايدن لن تتخلى عنهم".
وأردف: "ثم التقى بلينكن مع بن زايد في المغرب واعتذر شخصيا عن رد واشنطن على هجمات الحوثيين قائلا: "أنا آسف لذلك".
وبحسب الكتاب، فإن "بايدن التقى أخيرا مع بن زايد بجدة في يوليو/ تموز الماضي، على هامش قمة مجلس التعاون الخليجي، وأعرب بن زايد عن إحباطه من واشنطن عقب هجمات الحوثيين، فسأل بايدن فريقه "لماذا لم أعلم بذلك؟".. وطمأن بن زايد بأنه سيعمل على إصلاح الصدع".
وأفاد بأن "بايدن وجَّه فريقه بالمضي قدما في صفقة تمنح الإمارات ضمانات أمنية من الولايات المتحدة، على الرغم من أن الاتفاقية لم يتم الانتهاء منها بعد".