يتناول مقال محسن أبورمضان في "ميدل إيست آي" والذي ترجمه "الخليج الجديد" هجوم إسرائيل الأخير، الذي ذكرت صحيفة "هآرتس" أنه "تم التخطيط له بدقة مسبقاً" والذي يستهدف غزة بما في ذلك "الاحتمال الواضح لقتل مدنيين إلى جانب الأشخاص المستهدفين".
يشير الكاتب إلى أن عدد الشهداء في غزة 21 قتيلا و64 جريحا جراء العدوان الإسرائيلي الأخير. وقد جاءت الهجمات على غزة بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر في أغسطس/آب الماضي بين إسرائيل و"الجهاد الإسلامي"، بدعم من منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند.
ويذكر الكاتب بعض المطالب الشعبية دعت للرد والانتقام، فيما يخشى آخرون اندلاع حرب مروعة أخرى على القطاع المحاصر، حيث لا يزال المدنيون في عين العاصفة.
ويشير هجوم إسرائيل على غزة إلى أن إسرائيل لا تحترم الاتفاقات وتنتهك القانون الدولي. ويبدو أن القادة الإسرائيليين يمضون قدما في أجندتهم اليمينية والعنصرية التي تسعى إلى "حل" الصراع بالقوة.
وفي هذا السياق يسعى نتنياهو، بإحياء سياسة الاغتيالات المستهدفة الوحشية، إلى استعادة صورة الردع التي تصدعت بسبب صعود حركات المقاومة الشعبية في غزة والضفة الغربية.
ووفقا للمقال يهدف نتنياهو إلى الحفاظ على الائتلاف اليميني الحاكم، خاصة بعد أن واصل وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير تهديد حزبه بمقاطعة اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلي الأسبوعية "حتى يحصل على" تأثير كبير "على سياسة الأمن القومي".
ويرى الكاتب أنه مع العلم أن هذا قد يؤدي إلى انقسام الحكومة، بما في ذلك عدم الموافقة على الميزانية السنوية وبالتالي دفع الأمور إلى الانتخابات المبكرة التي قد تؤدي إلى الإطاحة به، فقد اختار نتنياهو، الذي تراجعت شعبيته بشكل كبير لصالح بيني جانتس تحويل التركيز إلى غزة.
ويشير المقال إلى أن هجوم نتنياهو الأخير على غزة يعتبر استراتيجية قديمة بين السياسيين الإسرائيليين لصنع الوحدة في أوقات الصراع الداخلي. فبعد شهور من الاحتجاجات الجماهيرية ضد خطط الائتلاف الحاكم للإطاحة بالقضاء، يعتقد نتنياهو أنه يستطيع إنهاء الأزمة القضائية الآن في أسبوعها الثامن عشر أو على الأقل وقف الاحتجاجات من خلال حشد الوحدة الصهيونية ضد تهديد خارجي.
على الجانب الفلسطيني أعلنت غرفة العمليات المشتركة لحركات المقاومة في غزة أن المجموعات متحدة ومستعدة للرد على الهجمات الإسرائيلية. وهذا يدل على فشل في تقويض المقاومة الفلسطينية التي حاولت إسرائيل تفكيكها من خلال استهداف قادة الجهاد الإسلامي فقط.
وهذا بالرغم من أن القوات الإسرائيلية هددت بتنفيذ عمليات اغتيالات تستهدف قادة حماس إذا شاركوا في أي رد عسكري على العدوان الإسرائيلي. وهذه محاولة لفصل قوى المقاومة عن بعضها البعض.
وتدرك مجموعات المقاومة أن الصراع مع إسرائيل ومشروعها الاستيطاني تاريخي ووجودي وأن جميع الفصائل السياسية الفلسطينية تقع ضمن دائرة هدف إسرائيل. لذلك يعتقد الكاتب أن سياسة التقسيم والتشرذم ستفشل وأن حكومة الاحتلال تتوهم أن سياستها ستكسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني وإصراره على المقاومة والنضال.
ويوصي الكاتب أنه من المهم تحويل هذا التهديد إلى فرصة من خلال العمل على تحقيق نضال موحد في الميدان.
ومن الأمثلة على ذلك اتخاذ إجراءات ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين في المحاكم الدولية، وتعزيز المقاومة الشعبية والدبلوماسية، وفضح الطبيعة الفاشية والعنصرية لدولة الاحتلال، وكشف العلاقة العميقة بين الصهيونية والفاشية والعنصرية.
بالرغم من الخوف من حرب أخرى على غزة، يواصل الفلسطينيون في جميع أنحاء الأراضي المحتلة التأكيد على الوحدة الوطنية على أساس المقاومة والنضال، بما في ذلك أهمية ممارسة جميع أشكال النضال المشروع للدفاع عن حرية وكرامة شعبنا.
ويختم الكاتب مقاله بأن قيام إسرائيل بحملة وحشية أخرى ضد غزة في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة يؤكد فقط طبيعة المشروع الاستعماري الصهيوني كنظام عدواني وعنصري مبني على العنف والتطهير العرقي.