تحالف إيران والسعودية والصين وروسيا قد يسبب أزمة طاقة في الغرب.. حرب الناقلات
يمثل تصاعد "حرب ناقلات النفط" بين إيران والولايات المتحدة، والتي تجري وقائعها في مضيق هرمز وأماكن أخرى خطرا ينذر بتفجر صراع بحري جديد على موارد الطاقة في الشرق الأوسط، لكن ما يزيد من خطورته فعليا هو التحالف الجديد المتمثل في روسيا والصين وإيران، والذي انضمت إليه السعودية مؤخرا، تحت ضغط تراجع علاقاتها مع واشنطن، ما يجعل كل شيء على الساحة قابلا للتغيير.
Table of Contents (Show / Hide)
ما سبق كان خلاصة تحليل نشره موقع "نيو إيسترن أوتلوك"، ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى أن النفط يلعب دورًا جيوسياسيًا فقط في الصراع بين الأطراف، مع القدرة على إشعال الحروب الصغيرة والكبيرة على حد سواء.
وكانت إيران، صاحبة ثالث أكبر احتياطي نفطي بالعالم مع احتياطات تشكل 13.5% بالكرة الأرضية، غير قادرة على زيادة إنتاجها وتصديره للأسواق الدولية بسبب العقوبات الدولية، ما قلل ماديًا من قدرتها على المنافسة مع الدول الأخرى المنتجة للنفط مثل فنزويلا والسعودية والكويت والإمارات.
روابط مع الصين والهند
لكن إيران عملت مؤخرا على إقامة روابط مفيدة مع الصين والهند، اللتين تحتاج طاقاتهما الإنتاجية المتزايدة إلى مزيد من النفط، حيث وقعت بكين مع طهران في مارس/آذار 2021 اتفاقية للاستثمار في الاقتصاد الإيراني بمبلغ ضخم (450 مليار دولار) لمدة 25 عاما، حيث سيتم استخدام جزء من هذه الأموال لتحديث تكنولوجيا صناعة النفط والغاز الإيرانية، وكذلك لإنشاء بنية تحتية جديدة للطاقة والاتصالات.
وبموجب هذه الاتفاقية، ستكون الصين قادرة على شراء النفط الإيراني بأسعار تنافسية، ما ينهي سنوات من العزلة الاقتصادية لإيران.
بعد ذلك نجحت بكين في استعادة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض التي استأنفت سفاراتها عملياتها بالفعل، ونتيجة لهذه الإنجازات الدبلوماسية، تعمل الصين على استعادة العلاقات الإيرانية العربية في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الاستراتيجية، وكذلك في الخليج العربي وخليج عمان، وهي مناطق ذات أولوية في التجارة العالمية والتحديات الأمنية.
ومكنت هذه السياسات بكين من الاعتماد على مشتريات مربحة من نفس النفط من إيران ودول الخليج العربي.
وقد قوضت الإنجازات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية المذكورة أعلاه في العلاقات الصينية الإيرانية والعربية بشكل خطير الجهود الأمريكية لاحتكار الشرق الأوسط وحكمه، ما سمح للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالدعوة علنًا إلى انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة اليوم.
أمريكا ترد بالأسطول الخامس
ومع ذلك، لا تزال واشنطن والنظام الحالي في إسرائيل بقيادة نتنياهو يحاولان التنافس مع الرباعية القائمة بين بكين وموسكو وطهران والرياض، حيث تحاول الولايات المتحدة استخدام قدرات الأسطول البحري الخامس، المتمركز في المنامة بالبحرين والذي يشمل نطاقه غرب المحيط الهندي والخليج العربي، لاتخاذ إجراءات لمنع تدفق النفط بين إيران والصين، بحسب التحليل.
وعلى سبيل المثال، في أبريل/نيسان الماضي، استولت الولايات المتحدة على ناقلة النفط الإيرانية المحملة بالنفط "سويز راجان" في خليج عمان في أبريل/نيسان وغيرت المسار المقصود إلى الصين إلى الولايات المتحدة بدلاً من ذلك، وشكل هذا الأمر نوعا من أنواع القرصنة.
وفي ذلك الوقت، لم تتمكن البحرية الإيرانية من عرقلة عمليات البحرية الأمريكية في مضيق هرمز وخليج عمان.
((3))
انتقام إيراني
لكن بعد فترة وجيزة، ردت إيران على الولايات المتحدة في مضيق هرمز في 27 أبريل/نيسان، عندما استولت البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني على ناقلة النفط "أدفانتج سويت" التي ترفع علم جزر مارشال، المملوكة للولايات المتحدة، والتي كانت محملة بالنفط من السعودية والكويت.
وكان لافتا أن الإيرانيين لم يستولوا على الناقلة إلا بعد التأكد من قيام الأمريكيين بتحويل الأموال إلى العرب وشحن السفينة بالنفط بالكامل، حيث كانت الشحنة مؤمنة من قبل شركة "شيفرون" الأمريكية.
ووفقا لهذه التطورات، يرى محللون أن المنافسة على موارد الطاقة والاتصالات العابرة البحرية والبرية تتخذ مرة أخرى نبرة قتالية، وقد تتسبب في تأثر موارد الطاقة الواردة إلى الغرب.
وإلى جانب الخليج العربي وخليج عمان ومضيق البوسفور وقناة السويس وقناة بنما، يعد مضيق هرمز طريقًا حيويًا لتوصيل الطاقة، حيث تنقل الأساطيل النفطية والتجارية النفط من أغنى منطقة طاقة في الشرق الأوسط.
أزمة لموارد الطاقة في الغرب
ويحذر التحليل من أن تطور الصدامات إلى لجوء أساطيل المنطقة بإغلاق مضيق هرمز، سيتسبب في أزمة اقتصادية حقيقية وندرة موارد الطاقة في الغرب.
وليس لدى إيران والسعودية أي اعتراضات على بيع وتصدير نفطهما إلى الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ومع ذلك، تعارض طهران والرياض تأمين نفطهما ونقله من قبل شركات تحت إشراف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
نتيجة لذلك، توفر إيران للشركاء الغربيين أنفسهم اتفاقيات البيع والتأمين والعبور في طهران والرياض، أو في بكين وموسكو.
مثل هذه الخطوة من جانب إيران تقلل من الهيمنة الأنجلو سكسونية في المنطقة، أو على الأقل تجردها من احتكارها.
وأمام تغير المشهد وتقارب إيران والسعودية بوساطة صينية، وانضمام روسيا المحتمل لذلك التحالف، لا يستبعد التحليل إمكانية اختيار إسرائيل "براجماتية السلام والتجارة"، وتكرر تجربة التقارب الإيراني السعودي بحماية صينية.