جاء ذلك خلال كلمته أمام مجلس الشؤون الخارجية بالكونجرس الأربعاء، مضيفا أن الولايات المتحدة أكدت لإسرائيل أن تفجر التوترات مع الفلسطينيين سيجعل من المستحيل عمليا توسيع اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية.
وتابع في التصريحات التي نقلتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية: "الحكومة الإسرائيلية اتخذت بعض الخطوات التصعيدية ضد الفلسطيين، بما في ذلك على المستوطنات".
وزاد بلينكن: "أخبرنا أصدقاءنا وحلفائنا في إسرائيل أنه إذا كان هناك حريق مشتعل في ساحتهم الخلفية، فسيكون من الأصعب، إن لم يكن من المستحيل، تعميق اتفاقات إبراهام الحالية أو توسيعها، لتشمل السعودية".
وكشف الدبلوماسي الأمريكي الكبير، أنه أثار القضية في محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته إيلي كوهين، وقال إنه حث إسرائيل على اتخاذ خطوات نحو وقف التصعيد.
وتابع: "نحن ندعم بالكامل اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط، ومنذ اليوم الأول نعمل على تعميق بعض الاتفاقيات القائمة وتوسيعها لتشمل دولًا أخرى، من بينها السعودية، التي تريد أن تلعب واشنطن دورا في ذلك".
وقبل أيام، أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي، عن تفاؤله الكبير بإمكانية تطبيع العلاقات مع السعودية قبل مارس/آذار 2024.
وقال في تصريحات نقلتها صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إن إسرائيل مهتمة بإبرام اتفاق سلام مع السعودية، وإن "السعوديين مهتمون أيضا".
وأضاف: "هذا اتفاق يمكن تحقيقه"، موضحا أنه سيشمل دولا أخرى، وأنه إذا تم التطبيع بين إسرائيل والسعودية، ستحذو دول عربية وإسلامية أخرى حذوهما.
وأشار إلى أن محادثات التطبيع تجري عبر عدد من القنوات، خاصة من إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن.
واعتبر كوهين أن هناك "فرصة سانحة" لإبرام هذا الاتفاق قبل مارس/آذار 2024؛ لأنه بعد هذا التاريخ "ستكون إدارة بايدن أكثر تركيزا على ملف الانتخابات الرئاسية الأمريكية".
ولن يحمل اسم الاتفاق مع السعودية، لو تم، اسم "اتفاقات إبراهام" التي تشير إلى اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين، حسب الوزير الإسرائيلي.
وسبق أن كشف السفير الأمريكي الأسبق في إسرائيل مارتين إنديك في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن 3 مطالب وصفها بأنها "باهظة الثمن"، قدمتها السعودية للولايات المتحدة، من أجل المضي قدما بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وتتمثل المطالب بضمانة أمنية من الولايات المتحدة، مثل التزام "الناتو" بموجب المادة (5) تجاه السعودية، إضافة للتدفق الحر للأسلحة بما في ذلك طائرات "F-35" من الولايات المتحدة، وإعطاء الضوء الأخضر لقدرة سعودية مستقلة على تخصيب اليورانيوم.
ولا تعترف السعودية بإسرائيل، كما لم تنضم لمعاهدة إبراهيم التي تم بموجبها تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين في صيف العام 2020 بوساطة أمريكية.
لكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قال في 8 يونيو/ حزيران الجاري إن التطبيع بين السعودية وإسرائيل يصب في مصلحة المنطقة، لكن يجب معالجة القضية الفلسطينية أولا.
وسبق أن أعلن نتنياهو، صراحة أكثر من مرة، عن رغبته في إقامة علاقات مع السعودية، وقال إن ذلك الأمر سيكون بمثابة "نقلة نوعية لسلام شامل بين إسرائيل والعالم العربي"، ومن شأنه إنهاء الصراعين العربي-الإسرائيلي والفلسطيني-الإسرائيلي.
المصدر: الخليج الجديد