هل يخاطر بايدن بشن حرب مع إيران؟
الرئيس الأمريكي جو بايدن يشرع في تصعيد ملحوظ في الخليج، يمكن أن يؤدي إلى حرب بين الولايات المتحدة وإيران.
Table of Contents (Show / Hide)
هكذا حذر تحليل مجلة "ريسبونسبل ستيتكرافت"، وترجمه "الخليج الجديد"، تعليقا على كشف مسؤولين أمريكيين، أن الجيش الأمريكي يدرس وضع أفراد مسلحين على متن سفن تجارية تسافر عبر مضيق هرمز، بهدف منع إيران من الاستيلاء على السفن المدنية ومضايقتها.
وأكد المسؤولون أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد، وأن المناقشات مستمرة بين المسؤولين العسكريين الأمريكيين وحلفاء واشنطن الخليجيين.
ولم تتخذ الولايات المتحدة، خطوة مماثلة حتى خلال ما يسمى بـ "حرب الناقلات"، التي بلغت ذروتها مع خوض البحرية الأمريكية وإيران، معركة بحرية استمرت يوما واحدا في عام 1988، والتي كانت الأكبر للقوات البحرية منذ الحرب العالمية الثانية.
ووفق التحليل، فإن بايدن مسؤول بشكل أساسي عن خلق هذا الوضع بسبب مسارين للسياسة اختارهما.
المسار الأول، كونه اختار التفاوض بشأن عودة أمريكا إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، بدلاً من العودة إليها، من خلال أمر تنفيذي مع تجاهل العديد من العوامل الرئيسية التي جعلت دبلوماسية الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران ناجحة.
ويضيف التحليل: "لقد أوجدت إيران بلا شك نصيبها العادل من المشاكل في المحادثات، ولكن باختيار عودة تفاوضية، اختار بايدن أيضًا الإبقاء على عقوبات الرئيس السابق دونالد ترامب سارية، على الرغم من أن مسؤولي بايدن الرئيسيين ينتقدون استراتيجية الضغط القصوى لترامب باعتبارها فشلاً ذريعًا".
ويتابع: "لكن استراتيجية الضغط الأقصى لترامب هي استراتيجية بايدن.. كان أحد عناصرها هو مصادرة النفط الإيراني في أعالي البحار، بما يتعارض مع القانون الدولي، كوسيلة لفرض العقوبات الأمريكية على إيران".
ويزيد: "كما كان متوقعا، ردت إيران باستهداف شحنات النفط للدول التي تعاونت مع بايدن في هذا الشأن".
ومنذ عام 2019، احتجزت إيران سفنا عديدة في المضيق، المصب الضيق للخليج العربي، كجزء من جهودها للضغط على الغرب بشأن مفاوضات الاتفاق النووي المنهار مع القوى العالمية.
وقد دفع هذا بعد ذلك بايدن إلى تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الخليج الفارسي لمنع الأعمال الإيرانية التي بدأت فقط نتيجة لسياسات بايدن الخاصة.
لكن بايدن الآن قد "يصعد بشكل ملحوظ"، وفق التحليل، الذي يقول إن "هذه السياسة التي تؤدي إلى نتائج عكسية من خلال وضع الجيش الأمريكي مباشرة في هذا المزيج".
ويرجع هذا جزئيًا إلى السياسة الثانية التي منحها الأولوية بشكل خاطئ، وهي "اتفاقات إبراهام"، ودفع السعودية إلى التطبيع مع إسرائيل.
وأمام ذلك، طلبت السعودية اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة من أجل الموافقة على التطبيع مع إسرائيل والتخلي عن الفلسطينيين.
ويعلق التحليل على ذلك بالقول: "قد لا يذهب بايدن إلى ذلك بحكمة، ولكن كجزء من استمالة السعوديين، يعتقد أنه يجب عليه إظهار استعداده للالتزام بالحرب في الشرق الأوسط، وهو التزام يعتقد القليل في المنطقة أن الولايات المتحدة لديه".
ويتابع: "قد يكون وضع مشاة البحرية الأمريكية على ناقلات نفط مصممًا للإشارة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بأن بايدن جاد في الدفاع عن السعودية ضد إيران، وأن الحقبة (القصيرة جدًا) لانسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط قد انتهت".
ويستطرد التحليل: "إنه لأمر مثير للإعجاب كيف لعب بن سلمان دور بايدن.. لقد نجح في دفع الرئيس الأمريكي إلى عكس السياسات العديدة التي عارضتها المملكة، وإعادة الانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، والحد من التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن من الشرق الأوسط".
في المقابل، تحصل إسرائيل على التطبيع فيما تواصل ضم الأراضي الفلسطينية، وتستمتع أمريكا مرة أخرى بالقشة القصيرة المتمثلة في الاضطرار إلى العيش على حافة الحرب مع إيران.