في الإعلام الأمريكي.. تجارة السلاح عمل "حميد" ما دام التجار أمريكيين
"كانت وسائل الإعلام الأمريكية متهورة بشأن استخدام روسيا للطائرات الإيرانية بدون طيار في أوكرانيا، لكنها امتدحت بشكل روتيني الأسلحة الأمريكية".
Table of Contents (Show / Hide)
بهذه الكلامات، قدم الكاتب "جريجوري شوباك" مقاله المنشور بموقع "ميدل إيست آي" والذي لفت فيه إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية كانت متحمسة بشأن استخدام روسيا للطائرات الإيرانية بدون طيار في أوكرانيا، لكنها تصور بشكل روتيني صادرات الأسلحة الأمريكية على أنها قوة إيجابية.
ويشير "شوباك" إلى أن إيران وُصفت في الإعلام الأمريكي بأنها "شريك ومساعد للعدوان الروسي الوحشي". وكتب كل من "إيلي جيرانمايه" و"سينزيا بيانكو" في مجلة "فورين بوليسي" أنه يجب على أمريكا وأوروبا التركيز على "الطرق التي يمكن بها اعتراض ومواجهة الأسلحة الإيرانية المستخدمة في أوكرانيا، فضلاً عن زيادة التكاليف على إيران".
واعتبرت بعض التقارير مثل افتتاحية "واشنطن بوست" أن الطائرات بدون طيار الإيرانية المرسلة إلى روسيا هي من بين أسباب اعتبار إيران "تثير الاضطرابات" دوليًا وتشارك في "العدوانية في الخارج" من خلال "مساعدة روسيا على تدمير أوكرانيا".
ويشير التقرير إلى أنه ليس هناك ندرة في حالات استخدام وسائل الإعلام الأمريكية لغة مماثلة لوصف آثار الأسلحة الأمريكية الصنع فحسب، بل ستجد المديح الصريح لمخصصات الأسلحة الأمريكية.
قيادة حقيقية
فعلى شبكة "سي إن إن"، أكد "بيتر بيرغن" أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" ووزير الخارجية "أنتوني بلينكين" قد أظهرا "قيادة حقيقية" بشأن حرب أوكرانيا من خلال اتخاذ إجراءات مثل السماح "بالمساعدة العسكرية لأوكرانيا ، بما في ذلك صواريخ "هيمراس" عالية الدقة وقريبًا دبابات"أبرامز".
ويضيف الكاتب على نفس المنوال، يصر "بريت ستيفنز" من صحيفة "نيويورك تايمز" أنه: "حان الوقت لتسليح أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها للانتصار بسرعة - بما في ذلك طائرات "إف16" .
وليس "ستيفنز" هو الوحيد الذي يتملق صناعة الأسلحة الأمريكية. فقد ورد في مقال رأي في صحيفة "وول ستريت جورنال" بقلم "مايكل ماكوفسكي" و"بليز ميتستال" أن "مستودع أسلحة أمريكي في إسرائيل أصبح مخزونًا من الديمقراطية في الأشهر الأخيرة، حيث نقلت إدارة "بايدن" قذائفها المدفعية إلى أوكرانيا".
وأضافا: "يجب استخدام مخزون الأسلحة الأمريكية في إسرائيل لمنح أوكرانيا أي شيء وكل ما تحتاجه. ولكن بعد ذلك يجب على أمريكا تحديثها وإعادة تعبئتها بسرعة" من أجل استخدام الولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط "للتأكد من أنه في المرة القادمة التي يندلع فيها صراع ، يمكن للمستودع مرة أخرى أن يكون بمثابة مخزون من الديمقراطية تمس الحاجة إليه".
ويعتبر المقال هذا الرأي "ساذجا" لأن الأمر ليس له علاقة بالديمقراطية بل هو في تقديره حرب بالوكالة.
من أجل الديمقراطية
ويضيف بأن القول بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تستخدمان الأسلحة في الشرق الأوسط من أجل "الديمقراطية" أمر سخيف في ظاهره. فالأسلحة الأمريكية في المنطقة تدعم الاستبداد الوحشي الموالي للولايات المتحدة وتستخدم للغزو والاحتلال الأمريكي الذي يقتل ويطلق العنان للموت والدمار بمقاييس يصعب فهمها ، كما حدث في العراق.
فاسرائيل من جهتها تستخدم التسلح الامريكي لمهاجمة شعوب المنطقة، وغالبا ما يكون ذلك بتكلفة باهظة.
ويضيف الكاتب أنه مع الكلام عن صادرات الأسلحة الأمريكية كدليل على "قيادة حقيقية"، وكيف تعمل الأسلحة الأمريكية "كمخزون للديمقراطية" ، يمكن أن يُسامح المرء إذا اعتقد أن الأسلحة الأمريكية لا تقتل وتشوه الناس على الإطلاق. فحتى السنوات القليلة الماضية فقط مليئة بأمثلة على ذبح الأسلحة الأمريكية للمدنيين.
عندما قصفت السعودية وحلفاؤها جنازة في اليمن عام 2016، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص وإصابة أكثر من 500 بما في ذلك مئات القتلى والجرحى من المدنيين، كانت القنبلة أمريكية الصنع، ووصفت التغطية الإعلامية المحدودة للشركات في الولايات المتحدة أمريكا بأنها "متواطئة وممكّنة للعدوان السعودي الغاشم" أو بأنها مشاركة في "حملة إرهاب" في اليمن.
وبالمثل، في عدوان إسرائيل على غزة في مايو/أيار 2021، قتل الجيش الإسرائيلي 42 فلسطينيًا، 10 منهم أطفال، في شارع الوحدة بالقطاع. وخلصت "هيومن رايتس ووتش" إلى أن: "غارات شارع الوحدة تضمنت استخدام قنابل "جي بي يو" أمريكية بزنة 1000 كيلوغرام أسقطت جواً مع مجموعة توجيه ذخيرة الهجوم المباشر المشترك، وهذه المجموعة من إنتاج شركة "بوينج" وتصديرها الولايات المتحدة لإسرائيل ".
يختم الكاتب مقاله بالتأكيد على أنه عندما تغطي وسائل الإعلام الأمريكية صادرات أسلحة الأعداء الرسميين، فإن هذه المنافذ تتصرف كما لو كانت تجد تجارة الأسلحة بغيضة أخلاقياً. لكن عندما يغطون صادرات الأسلحة الأمريكية، يبدو الإعلام الأمريكي وكأنهم يقومون بحملة العلاقات العامة مع "بوينج" أو "رايثيون".
المصدر: الخليج الجديد