وأشارت المجلة إلى أن نتنياهو لم يحظَ بفرصة عادة ما يحصل عليها "القادة الديمقراطيون من زيادة التأييد الشعبي عقب بداية الحروب أو أزمات الأمن القومي"، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن ارتفعت نسبة تأييده من 51% إلى 90% عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.
في 11 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، أصدر كاميل فوكس، عالم الإحصاء في جامعة تل أبيب، استطلاع رأي شمل 620 يهودياً إسرائيلياً، قال فيه 95% من المشاركين إن هجوم حماس أثبت فشل حكومة نتنياهو، وحتى بين من صوّتوا لأحزاب في ائتلافه اليميني، بلغت هذه النسبة 93%.
وبنسبة مشابهة تقريباً، قال المشاركون في الاستطلاع إن فشل السلطات هذه المرة أخطر من فشلها في بداية حرب أكتوبر/تشرين عام 1973، حين لم تتوقع إسرائيل هجمات مفاجئة منسقة من مصر وسوريا.
ولم يسأل الاستطلاع إن كان على نتنياهو أن يستقيل في الحال، لكن ثلاثة أرباع المشاركين قالوا إن على رئيس الوزراء أن يتنحى فور انتهاء الحرب.
بعد ذلك بيومين، نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أول استطلاع لها عن نوايا التصويت منذ هجوم حماس، ووجدت أنه لو أجريت الانتخابات اليوم، فإن تحالفاً وسطياً لأحزاب المعارضة بقيادة بيني غانتس، وزير الدفاع السابق الذي وافق مؤخراً على الانضمام إلى حكومة طوارئ، سيؤمّن الأغلبية بـ78 مقعداً بينما سيفوز الائتلاف الحاكم بـ42 مقعداً فقط.
في حين قال المشاركون أيضاً إنهم يفضلون غانتس رئيساً للوزراء على نتنياهو بنسبة 48% إلى 29%.
في مواجهة هذه الأرقام المحبِطة في الداخل، ربما يجد نتنياهو بعض العزاء في الخارج، ففي استطلاع إلكتروني أجرته مؤسسة YouGov في فرنسا في مايو/أيار الماضي، بلغت نسبة المشاركين المتعاطفين مع الفلسطينيين 22% مقابل 13% متعاطفين مع الإسرائيليين.
أما الأسبوع الماضي، تغيرت هذه النسبة، إذ أبدى 29% من المشاركين الفرنسيين تعاطفهم مع الإسرائيليين، مقارنة بـ14% متعاطفين مع الفلسطينيين، كما تظهر استطلاعات رأي أجرتها مؤسسة YouGov في أمريكا نمطاً مماثلاً.
من جانب آخر، تراجع تقدم إسرائيل على فلسطين في الدعم الأمريكي من 27 نقطة مئوية إلى 18 نقطة، من يوليو/تموز عام 2014 إلى مارس/آذار من هذا العام.
والأسبوع الماضي، ارتدت النسبة مرة أخرى إلى 33 نقطة: 42% من المشاركين يؤيدون إسرائيل، و9% فقط يؤيدون الفلسطينيين.
ووجد استطلاع أجرته شبكة CNN يومي 12 و13 أكتوبر/تشرين الأول أن 90% من الأمريكيين المشاركين في الاستطلاع يرون أن الرد العسكري الإسرائيلي على الهجمات كان مبرراً جزئياً على الأقل.
لكن مع تزايد وتيرة الهجوم الإسرائيلي على غزة، فقد تتغير الأمور مرة أخرى، ففي استطلاع YouGov، حصل كلا الطرفين على حوالي سبع نقاط مئوية من الدعم، مقارنة بشهر مارس/آذار الماضي بين المشاركين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، وهي بالفعل الفئة العمرية الأقل تعاطفاً مع إسرائيل.
في المقابل، انخفضت بشكل حاد نسبة المشاركين المترددين أو من يتعاطفون مع الطرفين بدرجة متساوية.
بعبارة أخرى، دفع هجوم حماس الشباب الأمريكيين المترددين إلى حسم قرارهم واختيار أحد الطرفين؛ ففي مقابل كل متذبذب سابق اختار الإسرائيليون، اختار آخر الفلسطينيين، وفق مجلة إيكونيمست.
ومع تحول الاهتمام الدولي من الهجمات التي شنتها حماس إلى الكلفة البشرية الناجمة عن الغارات الجوية الانتقامية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، فالدعم الذي تحظى به إسرائيل قد يتراجع مرة أخرى.