وقال كاتب المقال؛ إنه "من الآن فصاعدا، يسمح لإسرائيل بفعل أي شيء لغزة؛ وسيعطي اليسار حتى مباركته. كما يمنع حتى التعاطف مع سكان غزة".
وأضاف أن "اليساريين، كانوا أول من فقدوا صوابهم وعادوا إلى رشدهم، وبات أولئك الذين قبل الحرب خرجوا بعزم للدفاع على الديمقراطية الآن يعرقلونها بأيديهم. ويتبنى أولئك الذين قبل الحرب اعتبروا أنفسهم ليبراليين، أشخاصا محبين للسلام وحقوق الإنسان، الآن لا يبالون بالجرائم في غزة".
وتابع: "لماذا؟ لأنهم ارتكبوا فظائع ضدنا. إلى متى؟ حتى النهاية. بكم التكلفة؟ بأي ثمن. وأضحى اليسار يفكر الآن في غزة تماما كما يفكر اليمين، ويعتقد أن الخيار الوحيد يتمثل في عدم الكف عن توجيه الضربات".
وأشار ليفي إلى أنه "في الوقت الراهن، يعتقد الذين قللوا قبل الحرب من أهمية التعامل مع نظام الفصل العنصري ومصير الشعب الفلسطيني، أن اللعنة عليها أن تصيب الجميع، ويقولون فليخسأ الخاسئون، دعهم جميعا يختنقون ويموتون ويُطردون؛ أولئك الذين قبل الحرب اعتبروا أنفسهم يتسمون بالوعي باتوا يدعمون توافق الآراء حول مصير غزة".
وقال؛ إن "قلب اليسار ظل متحجرا رغم مقتل أكثر من 2360 طفلا في غزة بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، وقد كان اليسار مع بداية كل حرب مؤيدا لها، قبل أن يصحو ويعود إلى رشده، ولكن يبدو ذلك غير مرجح هذه المرة".
ولفت الكاتب إلى أن "الوضع الآن أسوأ خارج أروقة اليسار، فلقد انتشرت النزعة الفاشية على جميع المستويات وباتت هي الموقف السائد الوحيد. وساندت محطات التلفزيون المحلية أجندة القناة 14 التي تفيد أنه عندما يتعلق الأمر بغزة، لا يوجد أي اختلاف، ويطلق المراسلون والمذيعون على حماس اسم النازيين في عرض مقزز لتقليل أهمية الهولوكوست والإنكار، والجماهير تصفق على ذلك؛ من المحتمل أن حماس فعلت أشياء مشينة، ولكنها ليست نازية".
وذكر أن أي رأي آخر مخالف الآن يُحكم بالقمع، ولقد تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بصدق وشجاعة عن سياق الفظائع التي ارتكبت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وسارع إلى التأكيد أنه لا يوجد شيء يمكن أن يبرر الهجمات المروعة التي ارتكبتها حماس؛ وردت إسرائيل بهجوم مسعور على غوتيريش، ضخمته وسائل الإعلام. كل مراسل دبلوماسي لم يسبق له أن أبدى رأيه في أي شيء، يعرف أن تصريحات الأمين العام كانت “شنيعة”.
وأوضح كاتب المقال أن "الشرطة احتجزت الممثلة ميساء عبد الهادي طوال الليل؛ بسبب منشور على مواقع التواصل الاجتماعي لم ينتهك أي قانون، وتقوم القنوات التلفزيونية الإسرائيلية بإزالة أفلامها من أرشيف البث المباشر. عند مشاهدة كل هذه الإجراءات، يمكن للمرء أن يعتقد أن المكارثية بحد ذاتها كانت شعرت بالخزي مما يحدث في الوقت الحالي".
وأشار إلى أن "الأسيرة يوشيفيد ليفشيتز، التي أطلق سراحها، قدمت عرضا مؤثرا، واشتكى الصحفيون الرئيسيون لأنها صرحت بالحقيقة. في السياق ذاته، كتب مستشار العلاقات العامة والشخصية المعروفة على شبكة الإنترنت راني رهاف وهو يشاهد فيديو الدمار في غزة: “هكذا يعجبني !!!” (مع كل علامات التعجب هذه)".
وأضاف أن "الصحفي تسفي يحزقيلي يحث بدوره على تدمير غزة كل ليلة وقطاع غزة بأكمله، وترى زميلته في أخبار القناة 13، نتالي شيم طوف، أن الكثير من المباني لا تزال قائمة في غزة. وهذا هو الشر بعينه في مواجهة الكارثة في غزة، التي لا يكاد يطلع الإسرائيليون على فظائعها".
واختتم الكاتب مقاله بالقول؛ إن "إسرائيل تمر بفترة عصيبة تتميز أبرز معالمها بهجمات حماس وفقدان الضمير والحكمة".