تعطيه إسرائيل 3900 يورو أسبوعياً ومُتهم بـ”بيع أصابع بشرية”! من المرتزق الإسباني المُشارك بالحرب على غزة؟
نشرت صحيفة "إل موندو" الإسبانية، مقابلة مع مرتزق إسباني، سافر إلى إسرائيل وشارك في صفوف قواتها في الحرب الدائرة على غزة، قائلاً إنه يتلقى مبلغاً مالياً ضخماً مقابل كل أسبوع يخدم فيه بصفوف الاحتلال، مسلطاً الضوء على لجوء إسرائيل عبر شركات عسكرية إلى استقدام المقاتلين المرتزقة للمشاركة في الحرب على القطاع.
Table of Contents (Show / Hide)
تتبعنا في "عربي بوست" السيرة الذاتية للمقاتل الإسباني، واسمه "بيدرو دياز فلوريس"، وهو مقاتل سابق في "الفيلق الدولي لأوكرانيا"، وشارك في معارك ضد القوات الروسية التي بدأت حربها على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، ووجدنا أيضاً أن فلوريس كان ضمن مجموعة جنود إسبان في العراق خلال العام 2018.
يبحث فلوريس عن المال بالدرجة الأولى مقابل تقديم خدماته العسكرية كمرتزق، ويقول في مقابلته مع صحيفة "إل موندو"، إنه يتلقى الآن 3900 يورو في الأسبوع مقابل قتاله مع الجيش الإسرائيلي، ويؤكد أنه جاء إلى إسرائيل من أجل المال، وقال عن قتاله بصفوف الجيش: "إنهم يدفعون جيداً، ويقدمون معدات جيدة"، ويضيف أنه حصل على 7800 يورو خلال أسبوعين، أي إن أجره في الشهر يصل إلى 15600 يورو.
تم تجنيد فلوريس في صفوف جيش الاحتلال من خلال شركة عسكرية خاصة تدعم إسرائيل، بحسب ما أكده فلوريس في تعليق كتبه على حسابه بموقع "إكس"، خلال إجابته عن سؤال من حساب عن كيفية انتقاله للقتال في صفوف الجيش الإسرائيلي.
تصريحات فلوريس للصحيفة الإسبانية تؤكد أن إسرائيل جلبت مقاتلين آخرين مرتزقة لمساعدتها، إذ قال إنه تلقى مكالمة هاتفية من زميل له غادر بالفعل إلى إسرائيل، وقال فلوريس إن زميله عرض عليه الانتقال إلى هناك.
يؤكد فلوريس وجود عدد من الشركات العسكرية الخاصة التي تستجلب المرتزقة إلى إسرائيل، وقال إنهم يتولون مهمة حراسة المنافذ الحدودية بين إيلات والعقبة، أي على الحدود الأردنية الإسرائيلية.
كان فلوريس قد نشر صورة يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يؤكد فيها أنه في إسرائيل، وذلك خلال تعليقه على منشور لصفحة "إسرائيل بالإسبانية".
يبلغ فلوريس من العمر الآن 28 عاماً، إذ تقول صحيفة "إل موندو" إن فلوريس كان مقاتلاً في الجيش الإسباني، وإنه انتقل إلى العراق في العام 2018 لـ"قتال الجهاديين"، وكان حينها عمره 23 عاماً، ويؤكد فلوريس في تصريحات له أوردها موقع "Disidentia" الإسباني، أنه خدم في جيش بلاده 4 سنوات.
كانت إسبانيا قد شاركت بعدد من الجنود، في عام 2018، ضمن عملية "العزم الصلب"، التي نفذها التحالف الدولي في العراق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
فلوريس مرتزق قاتل في أوكرانيا
بحثنا عن فلوريس على شبكات التواصل الاجتماعي، ووجدنا عدداً من الحسابات له، لكنه ينشط بشكل رئيسي على موقع "إكس"، إضافة إلى وجود عدد من الفيديوهات له على موقع "تيك توك"، وتم تصويرها خلال مشاركته كمقاتل في صفوف "الفيلق الدولي" بأوكرانيا.
يقول "فلوريس" في مقابلة سابقة له، إنه بحث عبر قنوات تليغرام من أجل الذهاب والقتال في أوكرانيا، وقال إنه انتقل إلى هناك بعدما سأل عن المستندات اللازمة لإدراجه في صفوف القوات الأوكرانية.
في حسابه على موقع "تيك توك"، يُعرّف فلوريس نفسه بأنه "متطوع إسباني"، وأشار على حسابه إلى أنه قاتل في "الفيلق الدولي" بأوكرانيا، وكتب بالإسبانية: "ahora en Israel" أي "الآن في إسرائيل".
تأكدنا من أن هذا حساب فلوريس على "تيك توك" بعدما وجدنا أن موقع صحيفة "إل موندو" الإسبانية كان قد نشر فيديو صوّره فلوريس، وهو الفيديو نفسه الذي ظهر بالحساب على "تيك توك".
كانت وسائل إعلام روسية قد أعلنت عن مقتل فلوريس خلال مشاركته في المعارك بأوكرانيا، ليتبين بعد ذلك أنه غير صحيح، وذكر موقع "هافينغتون بوست" بالإسبانية، أن "روسيا عرضت 10 آلاف دولار مقابل رأسه".
تعرض فلوريس للإصابة برصاصتين خلال مشاركته في المعارك بأوكرانيا، وقال في تصريحات أوردها موقع "disidentia"، إنه بعد مشاركته بالحرب في أوكرانيا، فإنه كان "يعاني من الكوابيس وإنه احتاج إلى الحبوب المنومة".
وسائل إعلام روسية عدة، قالت إن فلوريس من مؤيدي الحركات اليمينية المتطرفة، لكننا لم نجد ما يكفي من المعلومات لإثبات ذلك.
في حسابه على "إنستغرام" الذي تأكدنا أنه يعود إليه من خلال موقع "إل موندو" الإسباني، وجدنا رابطاً وضعه فلوريس بنفسه، ويضم العديد من المقالات عنه، ووجدنا أن فلوريس كان يواجه اتهامات بأنه "يبيع أصابع" مقاتلين روس بعد قتلهم، وشارك فلوريس هذه الاتهامات في الأخبار التي نشرها على رابط في صفحة خاصة به، ونفى فلوريس في تصريحات صحفية هذه الاتهامات.
وجدنا أيضاً صورة نشرتها وسائل إعلام روسية عن فلوريس، وقالت إنها تتضمن معلومات شخصية عنه، وكان فلوريس قد شارك الصورة نفسها في أحد الأخبار التي شاركها على الصفحة الخاصة به.
المرتزقة في إسرائيل
تعتمد إسرائيل على المرتزقة منذ بداية نشأتها على الأراضي الفلسطينية، وكان موقع "الجزيرة الوثائقية" قد قال في تقرير مطول، إن "سلاح الجو الإسرائيلي كان يعتمد اللغة الإنجليزية عوضاً عن العبرية، لأن أكثر العاملين فيه من جنسيات مختلفة من غير اليهود، وبعد حرب 1948 غادر منهم الأكثر وبقي الكثير".
فيلم بعنوان "مرتزقة في إسرائيل" كشفت فيه "الجزيرة" كيف تمكنت تل أبيب من تجنيد مقاتلين في كل مكان من العالم فتحت فيه سفارة وأقامت به علاقات، وذكرت أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا تُصنف في قائمة الدول التي يشارك مواطنوها في صفوف القوات الإسرائيلية.
تُشير "الجزيرة" إلى أن تل أبيب عملت على إنشاء كثير من البرامج لصالح المنظمات التي تعمل على تجنيد متطوعين لصالحها، وقالت إن "أبرز الهيئات الصهيونية التي تعمل في هذا المجال منظمة محال التي تفخر بتجنيدها ألوف المقاتلين من 37 دولة في العالم إبان الحرب الإسرائيلية الفلسطينية عام 1948".