دور لمصر والإمارات وصدام محتمل مع إسرائيل.. تفاصيل خطة بايدن لغزة
قالوا مسؤولون أمريكيون، إن الإدارة أمضت أسابيع في صياغة خطة متعددة المراحل لمستقبل القطاع بعد الحرب، تتضمن إعادة إعمار تدريجي ونشر قوة دولية تليه سيطرة السلطة الفلسطينية، مع دور محتمل لمصر والإمارات.
Table of Contents (Show / Hide)
هذه المعلومات نقلتها نهال الطوسي عن مسؤولين، لم تكشف عن هويتهم، في تقرير بموقع "بوليتيكو" الأمريكي (politico) ترجمه "الخليج الجديد"، وقالت فيه إن هذا الحل "يضع الولايات المتحدة على مسار تصادمي مع الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة علي غزة، خلّفت حتى عصر أمس الإثنين 15 ألفا و899 شهيدا فلسطينيا، وأكثر من 42 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وتابعت نهال أنه "على الرغم من أن وزير الخارجية (الأمريكي) أنتوني بلينكن وآخرين في الإدارة أعلنوا أن السلطة الفلسطينية "المعاد تنشيطها" يجب أن تدير غزة، إلا أنهم لم يكشفوا عن تفاصيل حول كيفية عمل ذلك".
واستدركت: "لكنهم واجهوا مقاومة من رئيس نتنياهو، الذي استبعد فعليا أي دور مستقبلي للسلطة الفلسطينية في غزة".
ولفتت إلى أن السلطة الفلسطينية "تحكم أجزاء من الضفة الغربية، ولكنها تعاني منذ فترة طويلة من مزاعم الفساد وعدم الكفاءة، غير أن الأمريكيين يرون أنها الخيار الأكثر قابلية للتطبيق".
وإثر انهيار حكومة وحدة وطنية، سيطرت حركة "حماس" على غزة صيف 2007؛ جراء خلافات ما تزال قائمة مع حركة "فتح"، بزعامة الرئيس محمود عباس (88 عاما).
وقال المسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية: "يوجد تفضيل سياسي قوي للسلطة الفلسطينية للعب دور حاكم في غزة، لكن لديها تحديات كبيرة على صعيد الشرعية والقدرات".
مراحل متعددة
و"الرؤية الواسعة التي انبثقت عن المحادثات الداخلية (في واشنطن) هي إعادة إعمار غزة على مراحل بمجرد انتهاء القتال، مع حاجة إلى قوة دولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة في أعقاب ذلك مباشرة، تليها سلطة فلسطينية متجددة تتولى السلطة على المدى الطويل"، بحسب المسؤولين الأمريكيين.
ويعيش في غزة نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
المسؤولون أضافوا أن "الأجزاء الرئيسية من الخطة تشمل زيادة المساعدات المتعلقة بالأمن التي يقدمها مكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون، التابع لوزارة الخارجية، للسلطة الفلسطينية، والسماح بدور أكبر للمنسق الأمني الأمريكي، الذي يتمتع بسجل حافل في تقديم المشورة لقوات الأمن الفلسطينية".
ويتوقع المسؤولون الأمريكيون أن يستمر القتال في غزة لعدة أسابيع أخرى على الأقل. ويصر قادة الاحتلال على استمرار القتال حتى إنهاء حكم "حماس" لغزة، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عقود.
وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 وأسرت حوالي 239 بادلت العشرات منهم مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
عقبات محتملة
ووفقا لنهال فإن "أي استراتيجية تطرحها الولايات المتحدة ستواجه عقبات عديدة، بما في ذلك الشكوك الإسرائيلية والإحباط العربي، على الرغم من أن اللاعبين والمحللين الإقليميين يتفقون بشكل عام على أن واشنطن ستحتاج إلى لعب دور حاسم في مرحلة ما بعد الحرب".
وأحيانا، دعا نتنياهو إلى إنشاء هيكل حكم فلسطيني جديد في غزة، واقترح أيضا أن يكون لإسرائيل نوع من السيطرة الأمنية العامة.
و"لعل التحدي المباشر الأكثر صعوبة هو معرفة مَن الذي سيلعب دورا في تحقيق الاستقرار في غزة في المرحلة الانتقالية التي تلي القتال، في حين بدت الدول العربية مترددة أو غير راغبة تماما في تقديم الدعم"، كما زادت نهال.
وقال المسؤول الأمريكي الثاني إن "إدارة بايدن استبعدت إرسال قوات أمريكية، وإحدى الأفكار التي تم تداولها هي مطالبة الإمارات بالمساعدة في إعادة بناء المرافق الصحية أو تدريب موظفي الخدمة المدنية".
وتابع أن "الأمم المتحدة يمكن أن تلعب دورا في غزة على الأقل على الجبهة الإنسانية، ومع ذلك، فإن الحكومة الإسرائيلية ليست من محبي الأمم المتحدة، وتعتبرها متحيزة ضد الإسرائيليين".
وأردف أنه "من المرجح أن تلعب مصر المجاورة دورا رئيسيا في غزة، وقد تردد في دوائر إدارة بايدن اقتراح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية منزوعة السلاح مع وجود أمني دولي مؤقت".
وقال المسؤول في إدارة بايدن إن "المجهول الكبير هو ما الذي سيبقى من حماس في غزة".
و"حتى لو كانت أعداد الحركة منخفضة، فإن حصولهم على الأسلحة يمكن أن يغير بشكل كبير حسابات الدول التي تفكر في إرسال قوات"، بحسب نهال.
وبالنسبة لموقف إسرائيل من الأفكار الأمريكية، لاسيما عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، قال المسؤول الأمريكي: "الإسرائيليون ليسوا في مزاج يسمح لهم بالحديث عن اليوم التالي (لانتهاء الحرب).. هم يركزون بشدة على اليوم".