في تقرير نشرته الصحيفة، الأحد 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، أشارت إلى أنه في الأسبوع الماضي، أرسل مديرو مراكز الصحة النفسية رسالة إلى مراقب الدولة متانياهو إنغلمان، حذروا فيها من أنَّ "نظام الصحة النفسية في إسرائيل على وشك الانهيار الكامل".
رحيل الأطباء النفسيين عن إسرائيل
أبلغت المصادر صحيفة Haaretz أنَّ خطط رحيل بعض الأطباء النفسيين بدأت حتى قبل الحرب، على خلفية المخاوف بشأن انقلاب على حكومة نتنياهو، لكن جمّدت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول خططهم لبعض الوقت.
تضيف الصحيفة أنه في الأشهر الأخيرة، بحسب المصادر، خضع العشرات من الأطباء النفسيين في نظام الصحة العامة لامتحانات الترخيص لممارسة الطب في إنجلترا.
إذ قال أحد كبار مديري نظام الصحة النفسية في إسرائيل، الذي تحدث مع أطباء يخططون للمغادرة، إنهم "لن يتمتعوا بالضرورة برواتب أعلى بكثير هناك؛ لكن ما يدفعهم إلى المغادرة هو الإحباط الناجم عن عبء العمل الثقيل، والشعور بأنهم يجدون صعوبة في رؤية كيف يمكن أن يتحسن الوضع في المستقبل، مع العلم أنه في ظل الوضع الحالي فالتوقع الوحيد هو زيادة العبء".
حسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنه حتى قبل موجة الرحيل الحالية، يعاني نظام الصحة النفسية من نقص حاد في الأطباء النفسيين، ويزداد الأمر سوءاً باستمرار.
وفقاً لتقرير القوى العاملة الطبية لوزارة الصحة، الذي نُشِر في يناير/كانون الثاني 2023، انخفض نصيب الفرد من عدد الأطباء النفسيين في إسرائيل في العقد الماضي بنسبة 19%.
كما أظهرت البيانات التي قدمها المعهد الوطني للخدمات الصحية وأبحاث السياسة الصحية الأسبوع الماضي، أنه يوجد في إسرائيل طبيب نفسي واحد في الخدمة العامة لكل 11,705 من السكان.
بينما قال الدكتور شموئيل هيرشمان، رئيس منتدى مديري مراكز الصحة النفسية، إنَّ هناك حالياً نقصاً بنحو 400 طبيب نفسي، وحذر من أنه خلال خمس سنوات سيتضاعف هذا النقص؛ لأنَّ الكثير من الأطباء يقتربون من سن التقاعد، أو حتى تجاوزوها.
بحسب بيانات وزارة الصحة لعام 2021، فإنَّ أكثر من 63% من الأطباء النفسيين تجاوزوا سن 55 عاماً؛ 29% منهم تتراوح أعمارهم بين 55-67 عاماً.
انهيار النظام الصحي الإسرائيلي
يوم الخميس الماضي 28 ديسمبر/كانون الأول، أرسل منتدى مديري مراكز الصحة النفسية رسالة إلى مراقب الدولة إنغلمان، كتبوا فيها: "نتوجه إليك بصرخة استغاثة ويأس بشأن الوضع الصعب لنظام الصحة النفسية في إسرائيل".
كما أشاروا إلى أنه منذ نشر تقرير مدقق الحسابات في مايو/أيار 2020، الذي حذر من الحالة المزرية للنظام، حدث تدهورٌ كبيرٌ في القطاع؛ ويرجع ذلك بالأساس إلى نقص الموظفين المهرة، والذي، وفقاً لهم، يتفاقم يوماً بعد يوم.
شدد المديرون في رسالتهم على الطلب المتزايد على الأطباء النفسيين منذ الحرب. وكتبوا أنَّ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول "أدت إلى ما يُقدَّر بنحو 300 ألف مريض إضافي سيحتاجون إلى العلاج على يد متخصص مُدرَّب".
علاوة على ذلك، "فمن غير المعروف حتى الآن من القتال الدائر في قطاع غزة عدد القوات المشاركة التي ستعاني من تبعات القتال. ونحن نشهد بالفعل زيادة بنسبة عشرات بالمئة في الطلب على خدمات الصحة النفسية".
وفقاً لهم، فإنَّ الآثار النفسية للحرب في المرحلة الحالية وصلت لمستوى شديد ومثير للقلق بالفعل. وأضافوا: "نشهد ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض النفسية، وحالات الانتحار، والعلاج في حالات الطوارئ في المستشفيات في ظروف غير إنسانية. وهذا واقع يفرضه عجزنا التام؛ فنحن غير قادرين على تقديم الاستجابة المناسبة للاحتياجات العاجلة".
المصدر: العربي الجديد