وبينما لم تؤكد طهران هذا الادعاء، زعم دبلوماسي إيراني كبير أن دولة عربية نقلت رسالة من واشنطن بشأن التوصل إلى تسوية "كبيرة" بشأن المنطقة.
الوسطاء الموثوقين
وترسل واشنطن رسائل شبه مستمرة إلى طهران، لكن كان التواصل يتم عبر سفارة سويسرا في العاصمة الإيرانية، والتي تمثل المصالح الأمريكية بالبلاد، أو دول خليجية غير السعودية، هي قطر وسلطنة عمان اللتان تمتلكان علاقات متميزة وقوية مع إيران.
ووفقا لما أورده موقع "أمواج ميديا"، فإن بداية الحديث عن وساطة سعودية بين الولايات المتحدة كانت من مراسل موقع "تابناك" الإخباري الإيراني المقرب من الحرس الثوري، حينما زعم، قبل نحو أسبوعين، أن وفدًا سعوديًا كان في إيران لمناقشة رسالة أمريكية مرسلة إلى كل من الرياض وطهران.
وأضاف المراسل، آنذاك، في تغريدات عبر حسابه على منصة "X"، أن البلدين تلقيا "الرسالة نفسها" وأن السعوديين كانوا في إيران "للتشاور مع إيران" حول الوضع.
استياء إسرائيلي
وفي حين لم يفصح المراسل عن محتوى الرسالة المزعومة، إلا أنه توقع أن إسرائيل أظهرت استياءها من التواصل الأمريكي من خلال استهداف مواقع في سوريا مرتبطة بإيران.
وتم حذف جميع التغريدات في وقت لاحق، كما تقول "أمواج".
ومع ذلك، قال مراسل "تابناك" نفسه مجدا في 11 يناير/كانون الثاني الجاري من جديد إن الولايات المتحدة وجهت رسالة إلى إيران عبر السعودية.
هذه المرة، زُعم أن جوهر الرسالة يدور حول حث إيران على عدم تقويض حل الدولتين أو التطبيع العربي مع إسرائيل مقابل دعم الولايات المتحدة لإنهاء حرب غزة ونأي واشنطن بنفسها عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف في دولة الاحتلال.
غموض رسمي إيراني
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني للصحفيين إنه "لا يستطيع تأكيد" التقارير التي تفيد بأن السعودية تقوم بالوساطة بين طهران وواشنطن.
ومضى كنعاني، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، بالقول إن موقف إيران من الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية "واضح".
واتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الحكومة الأمريكية "بالافتقار إلى الكفاءة والمؤهلات الأخلاقية" للعب دور في معالجة القضية الإسرائيلية الفلسطينية.
وتابع كنعاني: "إن الإجراء الأفضل والأكثر فعالية الذي يمكن للحكومة الأمريكية اتخاذه... هو إنهاء دعمها غير المشروط للنظام الصهيوني".
سفير إيران بسوريا
وبشكل منفصل، قال سفير إيران لدى سوريا حسين أكبري لوسيلة إعلام لبنانية إن الولايات المتحدة وجهت رسالة إلى الجمهورية الإسلامية عبر دولة عربية خليجية لم يذكر اسمها.
وفي مقابلة نشرها موقع العهد الإخباري في 8 يناير/كانون الثاني الجاري، ادعى أكبري أن وفودًا عربية زارت إيران في الأشهر الأخيرة بناء على طلب من الولايات المتحدة.
وقال السفير إن آخر وفد زار العاصمة الإيرانية كان قد وصل قبل عشرة أيام من إحدى دول الخليج العربية.
ولم يخض أكبري في التفاصيل حول محتوى الرسالة الأمريكية المزعومة الأخيرة، لكنه اعتبر أن إدارة جو بايدن تسعى إلى "تسوية كبرى" ولا تريد "حل القضايا البسيطة فحسب، بل المشكلة في المنطقة بأكملها".
ويقول الموقع إنه على الرغم من غياب العلاقات الدبلوماسية، أبدت إيران انفتاحًا بشأن تبادل الرسائل مع الولايات المتحدة.
ومع ذلك، لم تطرح طهران حتى الآن الرياض كمحاور محتمل.
دور مثير للفضول
وأشار "أمواج" إلى دور السعودية الجديد المزعوم كمحاور بين أمريكا وإيران مثير للفضول، فالرياض وطهران لم تبادرا إلى تطبيع العلاقات بينهما إلا في العام الماضي.
وبعد سبع سنوات من القطيعة، اتفقت القوتان الإقليميتان في مارس/آذار 2023 على استعادة العلاقات الدبلوماسية بموجب اتفاق توسطت فيه الصين.
ومنذ ذلك الحين، تبادل الجانبان السفراء وأطلقا اتصالات رفيعة المستوى.
ويختم التحليل بالقول: إذا كانت الولايات المتحدة تقترب بالفعل من السعودية كمحاور محتمل، فقد يشير ذلك إلى رغبة أمريكية وسعودية متبادلة ومتصاعدة في إدارة التوتر مع إيران خاصة وأن إدارة بايدن تضغط على المملكة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.