وكان الضابط برتبة مقدم “غاي باسون”، نائب قائد لواء كفير بالجيش الإسرائيلي، ادعى في لقاء مع القناة 14 العبرية، أن 8 أطفال رضع قتلوا في بئيري، وأن “إحدى الناجيات من المحرقة” تُدعى جينيا قتلت أيضا.
وزعم أنه رأى ثمانية أطفال قتلوا في دار حضانة للأطفال في كيبوتس باري، وادعى أن ناجية من أوشفيتز تدعى “جينيا” قُتلت في الكيبوتس وأنه رأى الرقم المنقوش على يدها.
نفي المزاعم بلسانهم
ونقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تصريحات لمتحدث باسم مستوطنة بئيري -لم تذكر اسمه- نفى خلالها تلك المزاعم، وقال إن قرابة 100 شخص قُتلوا في بئيري وأن المستوطنين واجهوا مئات الحوادث المفجعة في ذلك السبت الأسود، حسب تعبيره.
لا وجود لاسم جينيا في بئيري
وأضاف لاحقًا: “الصورة الأخرى التي ظلّت عالقة في ذهني هي جينيا، ذات الذاكرة المباركة، وهي امرأة مسنة من كيبوتس بئيري، أرى الرقم محفورًا على ذراعها، وتقول لنفسك، لقد مرت بالمحرقة في أوشفيتز (الهولوكوست) وانتهى الأمر بالموت في كيبوتس بئيري”.
لكن صحيفة “هآرتس” أشارت إلى “عدم وجود ناجية من المحرقة تُدعى جينيا في بئيري”.
وأوضحت الصحيفة: “على حد علمنا، لم يعش أحد بهذا الاسم في الكيبوتس على الإطلاق. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن أي من ضحايا مذبحة بئيري (هجوم حماس) من الناجين من المحرقة”.
ونقلت هآرتس عن الجيش الإسرائيلي قوله -تعليقا على هذه الادعاءات- إنه “سيتم التحقيق في الأحداث المذكورة. لم تكن هناك نية لوصف واقع لم يحدث، ونحن نعتذر إذا شعر أي شخص بالإهانة. سنضع الأمور في نصابها ونوضح لجميع المعنيين بالجهد الإعلامي”.
محض خيال
وكان تحقيق نشرته صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية واستندت فيه إلى خدمة “تشك نيوز” لتدقيق الحقائق، كشف عن حملة تضليل إعلامية واسعة، قامت بها جهات إسرائيلية رسمية وعسكرية وأهلية، وشاركت فيها حكومات ومسؤولون غربيون ووسائل إعلام عالمية.
وتضمنت مراسلات دبلوماسية، نقلت حقائق مغلوطة عمّا حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول خلال عملية “طوفان الأقصى”، من دون أي تدقيق.
وخلص تحقيق الصحيفة الفرنسية و”تشك نيوز” الذي تداولته وسائل إعلام عربية إلى أن العديد من “الفظائع” التي تم الحديث عنها سواء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو مسؤولين أمريكيين كوزير الخارجية أنتوني بلينكن وغيرهم، لم تحدث وهي محض خيال.
المصدر: عربي 21