عنف جنسي في فنادق النزوح بإسرائيل.. وقف التمويل الحكومي يزيد الأزمة
شهادات مقلقة شهدتها جلسة استماع في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، حول تبعات إجلاء مستوطني المستوطنات الشمالية ومنطقة غلاف غزة إلى الفنادق، التي أعلن بعضها أنها بصدد إخلاء عشرات المستوطنين، في ظل وقف التمويل الحكومي لإقامتهم في الفنادق التي نُقلوا إليها بعد الحرب.
Table of Contents (Show / Hide)
وقالت قناة "كان" العبرية (رسمية)، إنه خلال جلسة استماع خاصة في الكنيست عقدت مؤخرا بالخصوص، تم الإدلاء بشهادات مثيرة للقلق"، كاشفة أن "رجل يبلغ من العمر 23 عاما على علاقة بفتاة تبلغ من العمر 13 عاما، وشخص آخر اشتكى من تعرضه للاغتصاب في أحد الفنادق، وثالث كشف نفسه في المصعد لأطفال، وحالات عديدة".
ووفق القناة العبرية، فإن ما تسمى "لجنة النهوض بمكانة المرأة والمساواة بين الجنسين"، ناقشت الثلاثاء قضية منع العنف في الأماكن التي يوجد بها تركيز كبير من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم.
وتم خلال المناقشة الكشف عن حالات الاعتداء الجنسي والجسدي على النساء والقاصرين الذين تم إجلاؤهم إلى الفنادق، سواء من المستوطنات الشمالية أو الجنوبية وغلاف غزة.
وكشفت القناة، عن وجود صعوبة في حماية المراهقات من المستوطنين أنفسهم.
فيما عرضت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، بعض الروايات بشأن تعرض نساء وأطفال لعنف جنسي داخل فنادق تم إجلاؤهم إليها بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ونقلت خبيرة الرعاية الاجتماعية ميري فرانك، أمام اللجنة، كشفها أن فتاة صغيرة تعيش في فندق للنازحين الإسرائيليين جراء الحرب، تعرضت لاعتداء جنسي بواسطة رجل يعيش في نفس الفندق.
وقالت فرانك التي تشغل منصب مديرة الرعاية الاجتماعية الخاصة بفنادق النزوح في القدس: "كان هناك رجل عمره 23 عاما على علاقة بفتاة عمرها 13 سنة، ولم تكن والدتها على علم بالأمر في ظل فوضى عملية النزوح".
وأوضح تقرير الصحيفة، أن هذه الواقعة كانت واحدة من بين العديد من الروايات التي استمعت إليها اللجنة حول الاعتداءات الجنسية، والتي تحدث عنها ممثلو برامج الإجلاء الحكومية ومسؤولون آخرون، تطرقوا إلى ما يواجه النازحين في الفنادق.
من جانبها، قالت الناشطة باتحاد مراكز المساعدة لضحايا الاعتداءات الجنسية في إسرائيل مايا أوبرباوم، أمام لجنة الكنيست التي تترأسها النائبة بنينا تامانو شطا: "أحد السكان الذين تم إجلاؤهم تعرّى وتبول أمام الأطفال عند مدخل الفندق".
وتابعت: "اعتدى شخص مسن من النازحين على فتاة صغيرة داخل مصعد، وتم نقله إلى فندق آخر. اتصلت إحدى الناجيات وتحدثت عن تعرضها للاغتصاب على يد رجل قبل أن يتم نقله إلى فندق آخر أيضًا".
وتابعت: "قالت فتاة إنها تعرضت للضرب بواسطة فتى عمره 15 عاما.. وتحدثت أخرى عن شخص تعرى أمامها داخل المصعد".
كما أشارت إلى تقارير عن اعتداءات جنسية في الأنظمة التعليمية التي يتم تخصيصها للنازحين، مضيفة أن حارس أمن يواجه اتهامات بالاعتداء على فتاة صغيرة، حسب الصحيفة الإسرائيلية.
وأوضح تقرير الصحيفة، أن ممثل للشرطة أمام لجنة الكنيست، تحدث عن فتح 116 قضية تتعلق بأشخاص يعيشون في فنادق النزوح، ومن بينهم 40 حالة عنف منزلي.
وخلال كلمتها أمام اللجنة، أصدرت تامانو شطا، تعليمات لممثلي الحكومة والشرطة بجمع بيانات دقيقة من الفنادق، لمعالجة العنف المتزايد.
ونزح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من البلدات القريبة من الحدود مع غزة، منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، كما تم إجلاء مجتمعات أخرى شمالي البلاد، بعدما بدأ حزب الله اللبناني في شن هجمات شبه يومية هناك.
وحسب التقرير، فإن نحو 200 ألف شخص تم إجلاؤهم مباشرة عقب الهجمات، في حين أنه تم إجلاء نحو 56 ألفًا آخرين خلال الأشهر اللاحقة، ويعيشون في 380 فندقا في جميع أنحاء إسرائيل.
فيما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن الحكومة ستوقف "الحل الفندقي" في مارس/آذار المقبل، لأسباب اقتصادية، ولإعادة الإسرائيليين إلى البلدات التي تركوها.
وأمام ذلك، نصبت قوات الجيش الإسرائيلي حواجز، وأغلق طرقا رئيسية في غلاف غزة، وأعلنها مناطق عسكرية مغلقة.
ووفق مصادر، فإن قوات الجيش بدأت في إعادة فرض السيطرة على مستوطنات غلاف غزة.
ولفتت الصحيفة، إلى أن الحكومة ستبقي على المنحة التي تقدمها لهؤلاء الأشخاص، وقدرها 200 شيكل يوميا للبالغين حتى يوليو/تموز المقبل.
فيما ذكر تقرير لموقع "واللا" العبري، أن سلسلة فنادق شهيرة في إسرائيل، أعلنت أنها بصدد إخلاء عشرات المستوطنين، الذين أقاموا في فنادقها عقب إجلائهم من المستوطنات شمالي البلاد، بموجب اتفاق مع الحكومة، ينتهي سريانه أواخر فبراير/شباط الجاري.
ورصد موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، الأربعاء، القرار وتداعياته، وقال إن مستوطنين جاؤوا من أماكن إقامتهم جراء تهديدات ميليشيا "حزب الله"، يواجهون الآن خطر انتقال جديد، إلا أن الانتقال هذه المرة سيكون من الفندق حيث مقر إقامتهم المؤقت.
وتريد سلسلة الفنادق الإسرائيلية "إسروتيل" إعادة زخم السياحة، إلا أن المشكلة التي رصدها الموقع هي أن المستوطنين المقيمين داخل أحد الفنادق التي تتبع تلك الشركة، تلقوا رسالة قصيرة يطالبهم فيها الفندق بـ"الإخلاء من الآن وحتى نهاية الشهر الجاري".
وأضاف أنه حتى هذه اللحظة لم يتلقَ المستوطنون تعليمات من الحكومة بشأن وجهتهم الجديدة، وأن قرابة 200 مستوطن، جميعهم من مستوطنة "متسوفا" بالجليل الغربي، أخلوا عقب التصعيد مع ميليشيا "حزب الله"، سيكون عليهم الرحيل مرة أخرى وترك الفندق، الذي يحمل اسم "غابات الكرمل" بعد أن استضافهم طوال الأشهر الماضية.
وينتهي سريان الاتفاق بين الحكومة الإسرائيلية وسلسلة فنادق "إسروتيل" بعد 3 أسابيع، فيما تلقى المستوطنون تعليمات الفندق بحالة من الغضب والدهشة، وفق الموقع.
ونقل "واللا" عن مسؤول بوزارة السياحة الإسرائيلية (فضَّل عدم كشف هويته)، أن "الأمر لا يقتصر على هؤلاء المستوطنين، فقرار الحكومة بشأن الإخلاء ينتهي بنهاية فبراير/شباط، وقد صدر بناء على رأي جهات أمنية ووزارة الدفاع وسلطة الطوارئ الوطنية، وبالتالي فوزارة السياحة ما هي إلا الجهة التي تنفذ القرار".
ويواجه المستوطنون أزمة بعدم معرفتهم لوجهتهم التالية، ولا سيما بعد تعليمات إدارة الفندق التي تلاها اجتماع بينهم وبين ممثلي المجلس المحلي، أبلغوهم خلاله أنهم يحاولون ترتيب فندق بديل في "معالوت" أو "طبريا".
ولفت التقرير إلى أن الفنادق المقترحة في البلدتين تعني أن أطفال هؤلاء المستوطنين سيصبحون بعيدين للغاية عن المدرسة الخاصة، التي أسسها المجلس مؤقتًا لاستيعاب أبناء المستوطنين، رغم عدم تبدد الخيار العسكري بين إسرائيل وميليشيا حزب الله نهائيًّا .
ونقل الموقع عن رئيس المجلس المحلي "ماتيه أشير" بالجليل الغربي موشي دفيدوفيتش، أن سلسلة "إسروتيل" أبلغت المستوطنين بأن فترة استضافتهم أوشكت على النهاية، وأنه بحلول الأول من مارس/آذار لا يتعين عليهم التواجد بفندق "غابات الكرمل".
ورأى أن القرار "يعد ضربة لمئات العائلات التي انقلبت حياتها رأسًا على عقب منذ 120 يومًا"، وقال إن الدولة "تلقي بهم إلى الشارع، في وقت تدور فيه بالفعل عمليات حربية في الشمال، دون وجود مأوى يمكنهم العودة إليه".
يأتي ذلك في وقت تناقلت وسائل إعلام عبرية، الأسبوع الماضي، خبرًا حول وقوع عملية اقتحام جديدة لغلاف غزة، للمرة الأولى بعد هجوم "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وعرضت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، تسجيلًا مصورًا قالت إن كاميرات مراقبة في غلاف غزّة التقطه، ويوثّق تسلل 5 فلسطينيين إلى الداخل على بعد مئات الأمتار فقط من الجدار قرب مستوطنة "نتيف هعسراه".
وعلقت القناة العبرية على الفيديو بالقول: "توثيق مقلق اليوم تأتي به يتسحاق زوهر.. مخربون يقتربون مئات الأمتار فقط من الجدار.. هذا يحدث شمالي قطاع غزة أمام نتيف هعسراه يمكنكم الآن رؤيته".
وقال مراسل القناة في أثناء تعليقه على مقطع فيديو يظهر أشخاصًا يتحركون في مكانٍ مفتوح: "هناك تبادل إطلاق نار بين الجيش والمخربين.. في النهاية قتل جنود المدرعات اثنين من خلية المخربين التي تضم 5 أفراد".
ويتخوف الإسرائيليون من تكرار هجوم "طوفان الأقصى"، مع نشر محطة إسرائيلية مقطع فيديو تقول إنه لاقتحام مجموعة من القطاع لغلاف غزة.
في هذا الصدد، قال المراسل الإسرائيلي، إن المتسللين الثلاثة الباقين "نجحوا في الهروب إلى عمق قطاع غزة.. انظروا إلى هذا التوثيق المصور عبر كاميرات مراقبة في غلاف غزّة.. المخربون يقتربون كثيرًا في اليوم الـ 115 للحرب ويحدث ذلك على بعد مئات الأمتار من المستوطنة".
ويأتي ذلك توازيًا مع إعلان من مكتب رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قالت عنه القناة إنه "لا يمكن فهم الكثير منه"، وجاء فيه: "تقدم كبير في الاستعداد لعودة سكان الجنوب إلى بيوتهم تجرى مشاورات أخيرة للتقدم في الموضوع".
المصدر: الخليج الجديد