ميدل إيست آي: “يجب على الولايات المتحدة إنهاء احتلالها للشرق الأوسط”
سلط موقع “ميدل إيست آي” البريطاني الضوء على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، داعياً واشنطن لإنهاء احتلالها للمنطقة ومؤكداً أن أمريكا تحولت إلى العدو العالمي للديمقراطية.
Table of Contents (Show / Hide)
وأرجع الموقع ذلك إلى دعم واشنطن لهجوم الإبادة الجماعية الذي ترتكبه إسرائيل ضد الفلسطينيين، وقبل ذلك تأجيج الصراعات لسنوات طويلة في سوريا والعراق.
واستذكر التقرير حادثة اغتيال أمريكا بطائرة بدون طيار لقائد الميليشيا العراقية أبو باقر السعدي في قلب بغداد.
تصعيد أمريكي ودعم للإبادة والتطهير العراقي
ورأى التقرير أن هذا كان بمثابة تصعيد إضافي في جبهة جديدة رئيسية في الحرب الأمريكية الإسرائيلية في الشرق الأوسط.
وتتمحور هذه الحرب حول الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة وتمتد إلى التطهير العرقي في الضفة الغربية المحتلة، والهجمات الإسرائيلية على لبنان وسوريا وغارات الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن.
وجاء هذا الهجوم الأمريكي الأخير في أعقاب سلسلة من التدخلات الأمريكية السيئة للغاية، ضد عشرات الأهداف في العراق وسوريا في الأسبوع السابق.
عواقب وخيمة
أسفرت تلك الغارات والعمليات عن مقتل 39 شخصًا على الأقل ووصفت إيران الضربات بأنها ” خطأ استراتيجي “، بينما قال العراق إنها ستؤدي إلى “عواقب وخيمة” على الشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه، قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بجولة في عدد من عواصم المنطقة حيث لا يزال القادة يتحدثون معه، ويلعبون الدور الأمريكي التقليدي كوسيط بين إسرائيل وجيرانها.
وهؤلاء القادة العرب في الواقع يتشاركون مع إسرائيل لتقديم عروض للفلسطينيين، ودفعهم للموافقة على صفقة ما لوقف إطلاق النار في غزة.
ويرى موقع “ميدل إيست آي” أنه إذا حصل بالفعل وأطلقت المقاومة الفلسطينية سراح جميع الرهائن الإسرائيليين كجزء من صفقة تبادل الأسرى، فإن ذلك من شأنه أن يزيل العقبة الوحيدة أمام التصعيد الكارثي للإبادة الجماعية.
وعندما ردت حركة المقاومة الإسلامية حماس باقتراح مضاد لوقف إطلاق النار الكامل والانسحاب الإسرائيلي من غزة، رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن الاقتراح جملة وتفصيلا ووصفه بأنه “مبالغ فيه”.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرد الفلسطيني بأنه “غريب” و”وهمي”.
الموقف الأمريكي في غزة
ويتلخص موقف الولايات المتحدة وإسرائيل اليوم في أن إنهاء المذبحة التي أسفرت بالفعل عن قتل وإبادة أكثر من 27 ألف شخص ليس خياراً جدياً، حتى بعد أن قضت محكمة العدل الدولية بأنها قضية إبادة جماعية.
والآن يطلب بايدن من إسرائيل “حماية” المدنيين قبل شن هجوم شامل على رفح، لكن من الواضح أن هذا مستحيل أيضاً وفق “ميدل إيست آي”.
وتعني التصريحات الإسرائيلية الأمريكية أنه إذا سُمح لتل أبيب بالاستمرار في الحرب، فإن الدمار والمذبحة القادمة ستكون أسوأ حتى من المذبحة غير المسبوقة التي ارتكبتها بالفعل. ملتزم.
وبات الدعم الأمريكي لسياسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية يذهب إلى ما هو أبعد من فلسطين، مع توسيع الحرب إلى العراق وسوريا واليمن في محاولة لمعاقبة دول وقوى إقليمية أخرى لتدخلها للدفاع عن الفلسطينيين.
واشنطن أغرقت المنطقة بالعنف والفوضى
ورأى التقرير أن هناك سؤالا يجب على الأميركيين أن يسألوه لحكومتهم وهو: لماذا لا يزال هناك 2500 جندي أميركي في العراق؟ بعدما مرت 21 سنة منذ غزت الولايات المتحدة للعراق وأغرقت البلاد في ما يبدو أنه لا نهاية له من العنف والفوضى والفساد؟
وبحسب المقال أحدثت الولايات المتحدة دماراً شاملاً لا طائل من ورائه في دولة تلو الأخرى، وأدى هذا إلى تحويل الولايات المتحدة إلى عدو عالمي لمبادئ الديمقراطية وتقرير المصير التي يؤمن بها أغلب الأميركيين.
ولهذا إلى جانب المساع الأمريكية لتقليل مأساة المدنيين في غزة ينبغي للأميركيين أيضاً أن يعملوا من أجل انسحاب قوات الاحتلال الأميركية الذي طال انتظاره من العراق وسوريا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط، حسب ميدل إيست آي.
المصدر: ميدل إيست آي