ما علاقة السعودية.. خطتان إسرائيليتان "سريتان" لوقف حرب غزة
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن وجود خطتين تناقشهما دولة الاحتلال الإسرائيلي "سرا" مع الولايات المتحدة، لإنهاء الحرب على غزة، الأولى وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصل إلى هدف محوري لوقف الحرب وهو التطبيع مع السعودية، وأخرى للوزيرين بيني جانتس وجادي آيزنكوت.
Table of Contents (Show / Hide)
ووفقا للتقرير، الذي كتبه المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي، فإن الحرب في غزة وصلت إلى "منعطف حاسم"، و"بات لزاما على صنّاع القرار في إسرائيل أن يضعوا خطة استراتيجية لإنهائها".
رفض إنهاء الحرب نهائيا
ويؤكد بن يشاي أن الخطتين ترفضان تماما مسألة إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل نهائي، وتتمسكان بهدن طويلة من أجل إطلاق سراح الأسرى في غزة، لكن المرونة في خطة "جانتس – أيزنكوت" أكبر، حيث لا يمنعان في هدنة طويلة يتم تمديدها لأشهر طويلة، في سبيل استعادة الأسرى، لكن خطة نتنياهو تعتمد على تصورات لديه بإمكانية تحقيق جيش الاحتلال الإسرائيلي نصرا عسكريا على "حماس" في غزة خلال فترة وجيرة من الآن.
وذكر بن يشاي أنه "لا اختلافات كبيرة بين الخطتين، باستثناء الجداول الزمنية وحقيقة أن جانتس وآيزنكوت مستعدان من حيث المبدأ للكشف عن موقفهما ومناقشته في مجلس الوزراء كقطعة واحدة، بينما يخشى نتنياهو من رد فعل شركائه في الائتلاف على ذلك".
واستدرك أنه "في الوقت نفسه، يتفاوض نتنياهو سرا حول خطته مع كبار المسؤولين في إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، عادة من خلال ديرمر، وسيكشف عن خطته، أيضا للأمريكيين، في الدقيقة 99" أي قبل موعد تنفيذها بقليل.
النصر "على مراحل"
ووفق بن يشاي، "من المفترض أن تحقق خطة جانتس وآيزنكوت النصر على مراحل، تشمل وقفا طويلا للقتال لمصلحة صفقة الأسرى في غزة".
وقال: "مع أن الخطة تعطي الأولوية لإطلاق سراح جميع الرهائن، فإنها لا تتخلى عن تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية وتحقيق الأمن لسكان الجليل (شمالا على الحدود مع لبنان)"، وفق كلامه.
وأضاف: "لهذا السبب، يقولون لا صريحة لمطلب الالتزام بإنهاء الحرب نهائيًا، كما ينفي جانتس وآيزنكوت الموافقة على صفقة بأي ثمن".
أما "الهدف الآخر لخطتهما، فهو الحفاظ على الشرعية والمساعدة العسكرية والسياسية من الحكومة الأمريكية وتعزيزها"، بحسب بن يشاي.
وفي هذا الصدد أشار محلل الصحيفة إلى "إن الإعلان الإسرائيلي عن هدنة طويلة للقتال بغرض تنفيذ صفقة الرهائن، سيخفف بشكل كبير الضغط الداخلي والخارجي على بايدن".
وذكر أن تحقيق بايدن لهذا الهدف الذي يساعده في الانتخابات "لا بد أن يحدث بحلول يونيو/ حزيران المقبل، نحو 5 أشهر قبل انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني، وذلك بحسب التقييمات السياسية الأمريكية التي أعطيت مؤخرًا لنتنياهو وجانتس بشكل منفصل".
التطبيع مع السعودية
وعن الخطة الثانية، أشار بن يشاي إلى أن نتنياهو "يجري مباحثات سرية مع الأمريكيين حول المبادئ التي ستؤدي بحلول أبريل/ نيسان ومايو/ أيار المقبلين إلى إطلاق سراح المختطفين وإنهاء القتال والتطبيع مع السعودية".
وأضاف: "خوفا من (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش، ينتظر نتنياهو اللحظة الأخيرة"، قبل الكشف عن خطته.
وأشار إلى أن "نتنياهو يعتزم تحقيق أهداف الحرب وتطبيع العلاقات مع السعودية، لكنه يفضل تعريفها بـ'النصر الكامل' الذي يعتقد أنه سيتحقق خلال وقت قصير".
وقال إن نتنياهو "مهتم جدًا بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح جميع المختطفين، إن أمكن قبل شهر رمضان الذي سيحلّ هذا العام في 10 مارس/ آذار تقريبًا، لكن في هذه اللحظة لا يبدو ذلك ممكنا بسبب المطالب التي طرحتها حماس، والتي لا ترغب في التنازل عنها والتي هي غير مقبولة بنظر إسرائيل".
هزيمة "مأمولة" لحماس
وأضاف بن يشاي: "يأمل نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت تحقيق هزيمة عسكرية كاملة لحماس والقضاء على (زعيمها في غزة يحيى) السنوار وقيادة الحركة في غزة، أو تحييدهما من خلال الاستيلاء على رفح، قبل شهر رمضان أو خلاله".
وادّعى أن "دخول رفح، حتى لو لم يؤدِّ على الفور إلى تصفية السنوار، سيلين قيادة حماس ويسمح بصفقة 'معقولة' لإطلاق سراح الرهائن، كما أنها ستمكن من اتخاذ قرارات من موقع قوة في اليوم التالي، بما في ذلك محور فيلادلفيا وفي الشمال".
وأشار إلى أنه "لهذا السبب فهو (نتنياهو) يحث رئيس الأركان هرتسي هليفي على استكمال تفكيك حماس في خان يونس وبدء الاستيلاء على رفح".
واستدرك: "لكن هاليفي يؤكد أنه لا يزال يحتاج إلى وقت لإنهاء العمل في خانيونس، وبضعة أسابيع أخرى لتنفيذ خطة إخلاء رفح من سكان غزة المليون الذين وجدوا فيها مأوى قبل أن يناور الجيش الإسرائيلي فيها، وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري أيضا التوصل إلى اتفاق مع المصريين".
ورأى أن نتنياهو "قد يعرض خطته في ربيع هذا العام، حوالي أبريل ومايو المقبلين، وهو الوقت الذي يبدو أن صفقة المختطفين ستكون فيه على قدم وساق".
وقال: "بحلول هذا الوقت، من المحتمل أن تنتهي المرحلة الثالثة من القتال العنيف في غزة وسننتقل إلى المرحلة الرابعة - السيطرة الأمنية على قطاع غزة من داخل الأراضي الإسرائيلية ومن داخل 'المنطقة الأمنية'، والتي تمثل فعليًا نهاية الحرب في الجنوب" أي غزة.
تطبيع السعودية
وأضاف بن يشاي: "في ذلك الوقت، يأمل نتنياهو أن يتم التوصل أيضا إلى اتفاق بشأن تطبيع العلاقات مع السعودية، التي، وفقا لمصادر مطلعة على الأمر، أبلغت الأمريكيين بالفعل بأنها مستعدة لذلك وأيضا للمشاركة في إعادة تأهيل غزة".
وتابع: "بحسب هذه التوقعات التي تتقاسمها واشنطن ونتنياهو، فإن الوسيط الأمريكي عاموس هوكستين سيحقق بحلول ذلك الوقت أيضاً تقدماً كبيراً نحو تسوية دبلوماسية تُبقي حزب الله بعيداً عن الحدود وتتجنب حربًا محدودة في لبنان".
المصدر: الأناضول