ما سر دعم الهند للاحتلال الإسرائيلي في حربه الوحشية ضد قطاع غزة؟
ضمن مشهد يشير إلى عمق العلاقة بين الهند والاحتلال الإسرائيلي سلطت إحدى التقارير الإعلامية الضوء على تبدل السياسة الهندية تجاه القضية الفلسطينية وسر الدعم الكبير والتحول الجذري لدعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه الوحشية ضد قطاع غزة.
Table of Contents (Show / Hide)
وتحدث تقرير للجزيرة نت عن جوانب من دعم الهند لإسرائيل والعلاقة بينهما التي تحولت من النقيض إلى النقيض.
وجاء في المادة الصحفية: “في صباح يوم شديد البرودة في يناير، وقف فينود دانجي، 41 عامًا، في طابور طويل يمتد خارج جامعة ماهارشي داياناند في ولاية هاريانا، على بعد بضع ساعات بالسيارة غرب نيودلهي. ووقف معه مئات الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 24 و46 عاما، بعضهم ملفوف بأوشحة سميكة. أثناء الانتظار وحمل المرشحون نسخ السيرة الذاتية في أيديهم ونظروا إلى بعضهم البعض”.
ووفق المصدر: “يأمل المئات من أولئك الذين ينتظرون العثور على وظائف في قطاع البناء في إسرائيل – على الرغم من أن لا أحد منهم يعرف على وجه اليقين ما ينتظرهم في الداخل”.
و يشير ذلك إلى العلاقات بين الاحتلال والهند التي كانت قبل سنوات تدعم القضية الفلسطينية وتدعي عدم انحيازها الذي تبين أنه كذبة كبرى.
وتبدلت السياسة الهندية تجاه القضية الفلسطينية بشكل كلي ما بين الماضي والحاضر، ففي 1947 صوّتت الهند ضد تقسيم فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكانت أول دولة غير عربية تعترف بـمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب الفلسطيني في 1974.
كما كانت الهند من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين في 1988، ورغم أن الهند اعترفت بإسرائيل في 1950، فإنها لم تقم علاقات دبلوماسية معها حتى عام 1992.
وافتتح الاحتلال قنصلية له في بومباي في عام 1953. وتزايد التعاون تدريجيًا حيث أصبحت إسرائيل حليفًا هنديًا رئيسيًا وسط الهند.
كما افتتحت الهند سفارة في تل أبيب وكلا البلدين عضوان في مجموعة I2U2 ، التي تم تشكيلها في أكتوبر 2021
أكبر عميل لاسرائيل
وعلى المستوى العسكري زودت إسرائيل الهند بالأسلحة والذخيرة والاستخبارات خلال الحرب الهندية الباكستانية عام 1971 والحرب الهندية الباكستانية عام 1999 .
واعتبارًا من عام 2022 ،باتت الهند أكبر عميل لإسرائيل من حيث مبيعات المعدات العسكرية، وإسرائيل هي ثاني أكبر مورد للهند للمعدات العسكرية بعد روسيا.
وامتدت علاقات الهند والاحتلال الاستراتيجية إلى التدريب العسكري المشترك بالإضافة إلى تبادل المعلومات الاستخبارية حول ما يسمى “نشاط الجماعات الإرهابية”.
وفي عام 2009، كشفت دراسة دولية حول الصراع العربي الإسرائيلي أن حوالي 58% من المشاركين الهنود يتعاطفون مع إسرائيل، وهو الرأي الأكثر إيجابية في أي دولة شملها الاستطلاع.
وبحسب تقرير لصحيفة “العربي الجديد” بنسختها الإنجليزية تشير مثل هذه التصرفات إلى خروج عن سياسة الهند الطويلة الأمد المتمثلة في عدم الانحياز بين القوى العظمى لتتحول إلى سياسة عرجاء.
وهذا الموقف الذي حافظت عليه الهند منذ استقلالها في عام 1947 ووصفه رئيس وزرائها الأول جواهر لال نهرو بأنه “محايد بشكل فعال”، اتبعته بإخلاص طوال الحرب الباردة. مع التمسك بموقف مؤيد للفلسطينيين إلى حد كبير.
هنود يقاتلون في إسرائيل
ومع تواصل الحرب الإسرائيلية المستعرة على قطاع غزة، كان مثيرا للانتباه اتهام أستاذ القانون بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، خالد أبو الفضل، هنودا هندوسا بالقتال في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أبو الفضل إن الجنود الهندوس يسهمون في المجازر والمذابح التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرا إلى أن “القوميين الهندوس يحتفون صراحة بما يفعله الاحتلال الإسرائيلي بالفلسطينيين”.
ووفقا لـ”شافي إسرائيل”، فإن 99% من جميع الرجال في سن الخدمة العسكرية الذين هاجروا من الهند انضموا إلى حرب إسرائيل على غزة، في حين التحقت 90% من النساء بالخدمة الوطنية.
ويؤكد مؤسس منظمة “شافي إسرائيل” مايكل فرويند أنه “منذ اندلاع الحرب، تلقت المنظمة مئات الطلبات من أفراد مجتمع بني منشيه يطلبون الهجرة إلى إسرائيل على الفور”.
وأضاف “ليس هذا فحسب، إنهم يطلبون الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي على الفور للقتال جنبا إلى جنب مع إخوتهم وأخواتهم”.
المصدر: وطن