إسرائيل اليوم: لا تنخدعوا بالسلام مع السعودية
كتب إيال زيسر، محاضر في قسم تاريخ الشرق الأوسط، في صحيفة "إسرائيل اليوم"، مقالاً قدّم فيه نظرة متشائمة لأصل فكرة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعود، معتبراً أن في حال إتمامه فإن الحال لن يتغير بما يتعلق بالمخاطر الحقيقية التي تتهدد أمن إسرائيل، وذلك انطلاقاً من كون الخطر الأمني على إسرائيل لم يأت يوما لا من البحرين ولا الإمارات ولا من السعودية.
Table of Contents (Show / Hide)
وفق تعبير الكاتب، يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يشعر بالغيرة من أسلافه ويريد أن يكون لديه خطة سلام خاصة به، وبلهجة ساخرة يقول الكاتب بأنها ستكون "خطة ستنهي بطريقة سحرية أطول صراع عرفه العالم وأكثرها تعقيدًا منذ الحرب العالمية الثانية، الصراع العربي الإسرائيلي".
وتشير التسريبات من واشنطن إلى أن الخطة تتضمن العناصر التالية: إنهاء الحرب في غزة وإقامة دولة فلسطينية، مقابل السلام مع جميع الدول العربية، وعلى رأسها السعودية.
ويتابع "في الواقع لا يوجد شيء جديد في خطته".. وحتى قبل عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول، واصل بايدن تنفيذ مثل هذه الخطة بنفس العناصر سالفة الذكر. ويلفت إلى أن السعودية ستكون على وجه التحديد، بمثابة الطعم الذي يتم وضعه أمام إسرائيل. مع ما أعربه –بنفسه- بايدن عن أمله في أن تؤدي مثل هذه الخطة إلى حقبة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط وتوصله إلى ملاذ آمن للفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.
مذكّراً بما آلت إليه انفاقيات أبراهام، نبّه من فيض الحماس لخطة "سلام" بايدن، معتبراً أنها مثل كل الخطط السابقة التي سبق ان صُنعب في واشنطن، فحتى لو تمكن بايدن من تقديم مثل هذه الخطة في ضوء جدول أعماله والقضايا الأمريكية الداخلية التي تشغله، فإنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن هذه الخطة أيضًا لن تنتهي في مزبلة التاريخ، تمامًا مثل جميع الخطط السابقة: عملية ألفا (في زمن أيزنهاور) "المزورة على يد الأميركيين بعد قيام الدولة"، وكان جوهرها عودة اللاجئين وتنازل إسرائيل عن النقب مقابل السلام مع العرب؛ وخطة ريغان؛ مبادرات باراك أوباما؛ وخطة السلام التي وضعها دونالد ترامب.واستطرد قائلا "كما يقول المثل: الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة".
وفي جوابه على سؤال "هل لا يزال أحد يتذكر اتفاقيات إبراهيم؟"، يقول الكاتب الصهيوني "نعم، لا شك أنها كانت تطوراً إيجابياً ومهماً، عزز إسرائيل سياسياً واقتصادياً، وفتح أبواب أبو ظبي ودبي أمام السياح الإسرائيليين"، ولكن يعيد التذكير بأن "هذه الاتفاقات لم تؤثر قيد أنملة على الوضع الأمني والتهديدات والتحديات التي نواجهها، ومن المؤكد أنها لم تضعنا في وضع أمني أفضل قبل أحداث 7 أكتوبر وما بعدها".
على عكس الصورة التي حاول البعض رسمها في الكيان بعد التوقيع على اتفاقيات ابراهام، ينبّه الكاتب إلى أنه "يجب أن نتذكر أنه لم تكن بعض الخلافات مع الإمارات أو البحرين، وحتى المغرب، هي التي شكلت تهديدًا لأمن إسرائيل، بل كانت قضايا مختلفة تمامًا: حماس وحزب الله وإيران. ."
متباعا "لسوء الحظ، تم حجب هذه الأمور وسط احتفالات السلام. وما ينطبق على اتفاقيات إبراهيم ينطبق أيضًا على الاتفاق مع المملكة العربية السعودية".
تشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "مثل هذا الاتفاق من شأنه أن يخدم إسرائيل ويعزز مكانتها الإقليمية والعالمية، وبالتأكيد اقتصادها، وبالتالي فهو يستحق ويتطلب متابعة نشطة"، ولكن تعود وتحذّر إلى أنه "وخلافاً لما يتصوره الأميركيون، وربما حتى الحكومة الإسرائيلية، فإن مثل هذا الاتفاق لا يعالج المخاطر الوجودية التي نواجهها حالياً."
في ختام المقال يشير إلى أنه "يجب علينا أن نتجنب المخاطرة أو الموافقة على التنازلات التي من شأنها أن تعرض أمننا للخطر. على أية حال، فإن مثل هذا الاتفاق لا يهم إلا إسرائيل القوية، وعندما نظهر الضعف، كما حدث في أعقاب 7 أكتوبر مباشرة، فإنه يفقد أهميته".
وفي السياق، قال موقع “جويش إنسايدر” الأميركي إنّ “تأثير” معركة “طوفان الأقصى” في 7 تشرين أول/أكتوبر 2023 “لم يقتصر فقط على تأجيل اتفاق التطبيع المحتمل مع السعودية، بل سبّب أيضاً منع اتفاق آخر كان من المتوقَّع توقيعه”.
وكشف الموقع عن أنّ “الاتفاق الذي تم تأجيله يتعلّق بعلاقات دبلوماسية تاريخية كان من المفترض أنْ تربط بين إسرائيل وأندونيسيا”.
ونقل الموقع عن مصادر قولها إنّ “الاتفاق كان جاهزاً للتوقيع في شهر أكتوبر، وكانت هناك جهود دبلوماسية سرية استمرت لـ 4 أشهر لإعداد الأرضية له”.
ووفق مصادر الموقع فقد كانت الاتفاقية تركّز بشكل اساسي على تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا والتطوير والثقافة.
ومع ذلك، “تداخلت الأمور بسبب التصعيد الحالي في المنطقة، وخاصة بعد إعلان السعودية عن عدم الاستعداد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل إلّا في حالة وقف الحرب على غزة وتحقيق تقدُّم في قضية حل الدولتين، والتأكيد على شرط إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 67″، بحسب الموقع.
المصدر: القدس العربي