إيلات تحت مرمى “أنصار الله”
أفادت“يديعوت أحرنوت” العبرية عند إعلان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانييل هاغاري، الثلاثاء الماضي، أنّ صاروخ كروز أُطلق من اليمن في بداية هذا الأسبوع، وانفجر شمال مستوطنة “إيلات”. إذ قالت إنها: “المرة الأولى التي يدخل فيها صاروخ باليستي من البحر الأحمر، والجيش الإسرائيلي أعلن عن ذلك تقريبًا بعد يوم على حدوث الأمر”.
Table of Contents (Show / Hide)
المتحدث باسم جيش الاحتلال صرّح لـ”يديعوت أحرونوت” حول هذا التطوّر؛ فقال: “لقد واجهنا تهديدات من لبنان وسورية والعراق واليمن أيضًا. بداية هذا الأسبوع حصل دخول صاروخ كروز، أصاب منطقة قريبة للحدود. هذا الأمر يجري التحقيق فيه، نحن نستخرج العِبر وسنعرف كيفية الرد لاحقًا”.
وأوردت الصحيفة تصريحات لمستوطني مستعمرة “إيلات” تعقيبًا على إعلان جيش الاحتلال، الليلة الماضية، عن اعتراض هدف “مشبوه” حتى قبل دخول البحر الأحمر. وفي هذا السياق، وصف ديفيد (40 عامًا) لحظات الانفجار، قائلًا: “سمعتُ صوت طائرة ثم حدث دويّ. لم يكن هناك إنذار. لا أفهم هذا الأمر، هل يخفون عنا شيئًا؟”.
بدورها، رأت روني شوشان (36 عاما) في “إيلات” أيضًا أنه جرى التخلّي عن “سكان المدينة”، على حدّ تعبيرها، مضيفة: “لحظة دخولي المنزل وأنا أقف في المطبخ، سمعت ضجيجًا و”بوم”. ركضنا كي نتأكد أننا لا نتوهم. نحن بحاجة إلى صفارات إنذار. بمجرد أن يخرج الاعتراض، يجب أن يكون هناك صفارة إنذار”.
وذكّرت الصحيفة بأن أنصار الله اليمنية أطلقت صواريخ وطائرات من دون طيّار إلى “إسرائيل”، ولفتت الى أنها المرة الأولى التي يؤكد فيها دخول صاروخ كروز. ورأت أنّ: “في حوزة الحوثيين أسلحة مختلفة: صواريخ باليستية، صواريخ كروز، صواريخ مضادة للسفن، طائرات مسيّرة وزوارق متفجرة. وتستخدمها الجماعة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في مختلف المناطق البحرية التي أعلنت عنها منطقة قتالية- البحر الأحمر، مضيق باب المندب والآن أيضًا المحيط الهندي – لكن أيضا ضد أهداف في إسرائيل، وبشكل خاص في إيلات”.
وأشارت الصحيفة الى أنّ: “ترسانة الحوثيين الصاروخية تضمّ نماذج عديدة، بعضها جرى تطويره في البلاد بمساعدة إيران، والبعض الآخر جاء للحوثيين منها مباشرة.
في الختام، عرضت الصحيفة الصواريخ التي يمتلكها أنصار الله في اليمن من صواريخ بركان من مختلف الأنواع والتطويرات، بما فيها بركان 3، والذي يمكن أن يصل مداه إلى أكثر من 1000 كيلومتر، وحاتم وهو من الصواريخ الإيرانية التي يبلغ مداها 1450 كيلومترًا.
واستشهدت بما أوردته صحيفة “الشرق” السعودية، في هذا السياق، حول أن الترسانة تضم أيضًا صواريخ طوفان التي يتراوح مداها بين 1350 و1950 كيلومترًا، وهي الأطول مدى في ترسانة الصواريخ “الحوثية”، على حدّ قولها، إضافة الى صاروخ قدس 1، وهو صاروخ كروز بمدى يتراوح بين 700 و800 كيلومتر، وصواريخ كروز “صياد” التي يمكن أن يصل مداها إلى 800 كيلومتر، وصواريخ سجيل التي يبلغ مداها 180 كيلومترًا.
إلى ذلك، لفت قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى أن الجرائم الصهيونية الرهيبة في غزة تقرع جرس الإنذار حول خطورة ممارساتها تجاه غيرها من الشعوب، كاشفًا عن رفض دول عربية فتح الحدود للمجاهدين اليمنيين ليساندوا المقاومة الفلسطينية، مؤكدًا استمرار وتطوير عمليات وقدرات القوات المسلحة اليمنية بالتزامن مع الفشل الأمريكي والبريطاني في حماية سفن العدو الإسرائيلي وحتى حماية سفنهم.
وقال السيد الحوثي، في كلمة متلفزة الخميس 21 آذار/مارس 2024، إن “الإبادة الجماعية شاهد حي على بشاعة وإجرام الصهاينة وهم بذلك يمثلون خطرًا على البشرية بكلها”، مشيرًا إلى أن “الصهاينة تربوا منذ طفولتهم على أفكار ومناهج تعليمية ترسخ الكراهية وحب القتل لكل عربي ومسلم”.
ونبّه السيد الحوثي إلى أن “الأعداء قاموا بعمليات تمويه كبيرة لسفنهم عبر نشر عقود جديدة للتمويه على أنهم قد باعوا تلك السفن”، مضيفًا أن “الأمريكي يتظاهر وكأنه مفلس ويبيع سفنه بشكل عاجل ويخادع برفع أعلام دول أخرى ويقدم معلومات مغلوطة عن السفن”.
وأكد السيد الحوثي أن “الأعداء مع كل تمويههم وخداعهم لحماية سفنهم يفتضحون ويندهشون كيف أمكن اكتشافهم”، وقال إنهم “يحاولون توريط الآخرين ليخففوا الكلفة عليهم وهذه سياسة أمريكا في كل الصراعات والاعتداءات”.
وحذر السيد الحوثي من أنه “لا يجوز لأي مسلم أن يكون بدون موقف تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني”، وقال إن “الشعوب المغلوبة على أمرها تستطيع المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والمساندة الإعلامية وتقديم التبرعات”.
وكشف السيد الحوثي عن رفض دول عربية “فتح ممرات برية لعبور المجاهدين من أبناء شعبنا وقواته المسلحة للاشتراك مع الشعب الفلسطيني”، مضيفًا: “نحن على المستوى العسكري نستمر في تطوير الفعل العسكري والعمليات العسكرية أكثر وأكثر والخيارات في ذلك أكثر فأكثر”.
وفي ختام كلمته، قال السيد الحوثي: “نستمر في التحرك الشامل في شهر رمضان، شهر فتح مكة، شهر غزوة بدر الكبرى ويوم الفرقان”، مضيفًا أن “خروج شعبنا الأسبوعي في وسط التخاذل والصمت المطبق هو شرف كبير وتجسيد لانتمائه الإيماني وقيمه”.
المصدر: مرآة الجزيرة