بعد 6 شهور بلا جدوى.. إلى أين يتجه العدوان الإسرائيلي على غزة؟
مع مرور 6 أشهر على بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، يخيم الجمود على المشهد الدبلوماسي والعسكري في ظل ثبات المقاومة وفشل الاحتلال في تحقيق أي هدف من مخططاته المرجوة
Table of Contents (Show / Hide)
وفي هذا السياق، نشر مركز دراسات الشرق الأوسط "أورسام"، مقالاً للكاتب التركي "جوكهان باتو" سلط فيه الضوء على مسار العدوان الإسرائيلي ومرحلة الفشل التي وصل إليها في الوقت الراهن.
مسار فاشل
وقال المركز التركي إن الإستراتيجية الإسرائيلية كانت تهدف في البداية إلى إنهاء قدرة فصائل المقاومة المسلحة في غزة على القتال وتحرير الأسرى الصهاينة.
لكن على الرغم من مرور ستة أشهر على العدوان، لم يتم تحقيق أي من الهدفين. بل وتسبب في مقتل أكثر من 32 ألفا من سكان غزة، بينهم نساء وأطفال، ما زاد الغضب ضد إسرائيل في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وزادت التنديدات ضد إسرائيل في الرأي العام الغربي. وهو أمر يؤثر على دعم الحكومات الغربية لإسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، تحظى قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية باهتمام دولي واسع.
فضلا عن أزمات نقص المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة ومشاكل الغذاء التي تزيد من الضغوط على إسرائيل.
وإلى جانب كل ذلك، تواجه عملية اجتياح رفح انتقادات من الدول العربية المجاورة والولايات المتحدة والغرب، نظرا لأنها المدينة الوحيدة المتبقية بالقطاع التي لم تتدمر ويعيش فيها 1.5 مليون، أغلبهم نازحون.
تحديات الاحتلال
ولفت المركز التركي النظر إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق أهدافه بسبب أدائه السيئ على الأرض وعدم موضوعية الأهداف التي تم تحديدها، بالإضافة إلى المقاومة الفلسطينية وقدراتها النوعية.
فاستخدام القوة الجوية بشكل كبير من قبل جيش الاحتلال أدى إلى زيادة الخسائر المدنية والإضرار بالبنية التحتية.
ووجود الأسرى في غزة يشكل ضغطا اجتماعيا على الحكومة الإسرائيلية ويؤثر على القدرة العملياتية للجيش.
من ناحية أخرى، هناك استقطاب داخل إسرائيل ومخاوف بشأن حياة الأسرى وسلامة الجنود المشاركين في العدوان.
من جهة أخرى، يتعارض تحقيق العودة الآمنة للأسرى دون التوصل إلى اتفاق مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وذلك في ظل إستراتيجية إسرائيل الحالية التي تهدف إلى تدمير الفصائل الفلسطينية بغزة.
وهذا التناقض يعكس التحديات والصعوبات التي تواجه عملية الإفراج عن الأسرى وتحقيق السلام في المنطقة.
ومع ذلك، يمكن القول إن نتنياهو من الممكن أن يستخدم عملية اجتياح رفح كورقة سياسية.
ومع ذلك إذا تم تحقيق تبادل محتمل للأسرى فلن يكون هناك عائق يحول دون العملية الإسرائيلية في رفح.
وتدرك الفصائل الفلسطينية ذلك، وتسعى للوصول إلى اتفاق يسمح بوقف دائم للقتال بعد تبادل الأسرى.
ومن ناحية أخرى، تظهر الفصائل الفلسطينية مقاومة تتحدى قدرات الجيش الإسرائيلي بأساليب أكثر تعقيدا.
ويلاحظ أن استخدام الأنفاق بشكل فعال من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية يزيد من خسائر الجيش الإسرائيلي ويبطئ تقدمه.
كما يقيد فعالية القوة الجوية الإسرائيلية ويوفر مجالًا لفصائل المقاومة الفلسطينية للهجوم من الخلف.
تداعيات اجتياح رفح
وبينما يتقدم الجيش الإسرائيلي داخل خانيونس، فإن إحدى القضايا الأكثر إلحاحا على جدول الأعمال هي العملية المحتملة ضد رفح.
وعلى الرغم من الضغوط الدولية، تهدف إسرائيل إلى قطع الروابط بين غزة ومصر، ومن ثم قطع التدفق اللوجستي للقطاع.
وتعد استعادة السيطرة على ممر فيلادلفيا من أهم أهداف العدوان الإسرائيلي ضد رفح.
ومن المؤكد أن بدء هذه العملية سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على صورة إسرائيل الدولية.
فقبل الحرب كانت مدينة رفح تضم حوالي 275 ألف نسمة، ولكنها أصبحت الآن في وضع إنساني حساس بعد أن هاجر ما يقرب من 1.3 مليون شخص من غزة إلى هناك.
حيث تعد المنطقة آخر ملاذ للفلسطينيين. وبالتالي فإن العملية الإسرائيلية ضد رفح ستزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بشكل كبير.
وعلاوة على ذلك، فإن إطلاق هذه العملية المحتملة ستزيد من التوتر مع الولايات المتحدة ومصر.
لا سيما أن إسرائيل في وضع مزر، بعد قتلها في 2 أبريل/ نيسان 2024، 7 بريطانيين وأستراليين وبولنديين وكنديين في غارة جوية على مركبات موظفي "المطبخ المركزي الدولي" العاملين في غزة.
ومع ذلك، يمكن القول إن الضغوط على نتنياهو لم تسفر عن أي نتائج لوقف العدوان حتى اليوم.
المصدر: الاستقلال