بدأ انسحاب طلاب جامعة ييل عندما شرع رئيس الجامعة، بيتر سالوفي، في الإعلان عن العرض التقليدي للمرشحين للحصول على الدرجات العلمية لكل كلية بحضور آلاف الخريجين الذين كانوا يرتدون قبعات وعباءات التخرج، وأثار الانسحاب عاصفة من هتافات التشجيع من طلاب آخرين داخل الحرم، لكن الاحتجاج كان سلميا ولم يوقف المراسم. كما لم تتم الإشارة له من على المسرح.
ووقف ما لا يقل عن 150 طالبا كانوا يجلسون بالقرب من مقدمة المسرح وأداروا ظهورهم له وخرجوا من الحفل عبر إحدى البوابات، بينما حمل العديد من المحتجين لافتات صغيرة تحمل شعارات مثل "الكتب لا القنابل" و"لا تستثمروا في الحرب". وارتدى البعض قفازات مطاطية حمراء اللون ترمز إلى الأيدي الملطخة بالدماء، في إشارة إلى حجم الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وكُتب على لافتات أخرى "أسقطوا التهم" و"احموا حرية التعبير" في إشارة إلى 45 شخصا اعتقلوا في حملة قمع نفذتها الشرطة الشهر الماضي استهدفت المظاهرات داخل وحول حرم نيو هيفن بولاية كونيتيكت. وصاحبت انسحاب الطلاب الذي لم يوقف مراسم حفل التخرج موجة من الهتافات التشجيعية من طلاب آخرين داخل الحرم.
الشرطة الأميركية تفكك مخيم احتجاج داعم لغزة في جامعة ميشيغن
من جهة أخرى، فككت الشرطة الأميركية مخيم احتجاج داعما للفلسطينيين في جامعة ميشيغن، اليوم الثلاثاء، بعد أقل من أسبوع من تجمع متظاهرين عند منزل مسؤولة بالجامعة ووضع أكياس جثث مزيفة في حديقتها. وأظهر مقطع مصور تداولته محطات التلفزيون في منطقة ديترويت عبر الإنترنت أفراد الشرطة أثناء اقتياد أشخاص بعيدا عن المخيم في دياغ، وهو موقع شائع لاحتجاجات الحرم الجامعي.
وقال رئيس الجامعة، سانتا أونو، في بيان، إن المخيم أصبح يشكل تهديدا للسلامة بسبب الضغط الزائد على مصادر الطاقة وألسنة اللهب المكشوفة، مضيفا أن المنظمين رفضوا الامتثال لطلبات إجراء تغييرات بعد التفتيش الذي أجراه مسؤول الإطفاء. وتابع: "تجاهل توجيهات السلامة لم يكن سوى الأحدث في سلسلة من الأحداث المثيرة للقلق".
ويطالب المحتجون، الذين أنشأوا مخيمهم الاحتجاجي أواخر إبريل/نيسان مع اقتراب نهاية العام الدراسي، الجامعة بالتوقف عن الاستثمار في الشركات التي لها علاقات مع إسرائيل، لكن الجامعة تصر على أنه ليس لديها أي استثمارات مباشرة في إسرائيل، وأنها خصصت أقل من 15 مليون دولار من الأموال للاستثمار في شركات ربما تشمل بعض شركات إسرائيل، فيما يمثل أقل من 0.1 بالمائة من إجمالي الاستثمارات.
يذكر أن الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية الداعم للفلسطينيين والرافض للحرب الإسرائيلية على غزة في تصاعد، وتكمن مطالبه في وقف الحرب على غزة، ووقف الاستثمارات مع الشركات الداعمة للحرب.
وانطلقت شرارة الحراك الطلابي الداعم لغزة في الجامعات الأميركية من جامعة كولومبيا، التي شهدت اقتحام الشرطة لمخيم الاعتصام، واعتصام الطلاب بقاعة هاملتون التاريخية، وهي الأحداث التي أعادت للواجهة احتجاجات العام 1968 الرافضة للحرب في فيتنام وللعنصرية الأميركية.
المصدر: رويترز