أهمية يوم القدس في ضوء الأوضاع الراهنة في الأراضي المحتلة
سيكون يوم القدس لهذا العام هو يوم الغضب الكبير للرأي العام واحرار العالم ضد إسرائيل.
Table of Contents (Show / Hide)
يوم القدس العالمي هو آخر جمعة في شهر رمضان، والذي أسماه آية الله الخميني المرشد الراحل للثورة الإسلامية عام 1979، يوما رسميا لنصرة الشعب الفلسطيني ودعوة المسلمين واحرار العالم إلى العمل. من أجل تحرير فلسطين المحتلة وبيت المقدس يتحدون معًا.
ولاقت تسمية آخر جمعة من شهر رمضان بيوم القدس تأييدا من العديد من المثقفين والمطالبين بالحرية في العالم، حيث نظمت في السنوات الأخيرة مسيرات يوم القدس في 80 دولة في مختلف قارات العالم.
يوم القدس هذا العام، مع الأخذ في الاعتبار مرور ما يقرب من شهر على عملية اقتحام الأقصى والحرب الإسرائيلية على أهل غزة والضفة الغربية، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني، معظمهم من العزل. النساء والأطفال، وله أهمية خاصة.
ولهذا السبب، فمن المتوقع أن تقام مسيرة يوم القدس لهذا العام بمزيد من العظمة في مختلف البلدان، وستؤدي في الواقع إلى مشهد لإدانة إسرائيل وعزلها قدر الإمكان.
ونظرا لأهمية وخصائص يوم القدس هذا العام، لا بد من القول إن فلسفة وجود يوم القدس هي شرح جرائم إسرائيل، والتذكير باحتلال هذا النظام في فلسطين المحتلة.
في السنوات الـ 75 الماضية، طردت إسرائيل السكان الأصليين للأرض الفلسطينية من وطنهم واغتصبت ممتلكاتهم. لقد ارتكب هذا النظام خلال هذه السنوات العديد من الجرائم التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ، وفي يوم القدس، هذه الجرائم يدينها الرأي العام وطالبي الحرية في العالم. يوم القدس هو يوم استراتيجي للتعبير عن التعاطف مع الشعب الفلسطيني وإدانة الاحتلال.
ومنذ أن سمى آية الله الخميني الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوما مقدسا، اتسعت هذه الحركة عاما بعد عام وتزايد التنوير فيما يتعلق بالجرائم الإسرائيلية، وهذا العام بسبب الظروف الخاصة التي خلقتها إسرائيل في غزة. ولا شك أننا سنفعل ذلك ونشهد أبعاداً أوسع للتعبير عن الغضب والكراهية لدى شعوب العالم أجمع تجاه إسرائيل في يوم القدس.
وحاولت إسرائيل دائما في هذه السنوات تقديم نفسها كضحية وشرح فلسفتها الوجودية انطلاقا من هذه القضية، لكنها هذه المرة، وبسبب الجرائم الكبيرة التي ارتكبتها من أجل تعويض فشلها في اقتحام الأقصى، لقد دفع أموالاً طائلة، وقد خلق لنفسه، وأثار موجة من الغضب والكراهية بين الرأي العام العالمي.
وبالنظر إلى الوضع الذي آل إليه أهل غزة والمجاعة التي خلقتها إسرائيل للفلسطينيين في قطاع غزة وتزايد وفياتهم بسبب الجوع ونقص الغذاء والدواء، فإن ليوم القدس له خصائص خاصة.
ولذلك، فإن يوم القدس لهذا العام سيكون يوم عاصفة كبيرة من الغضب ضد إسرائيل في جميع أنحاء العالم، وسيدين الرأي العام العالمي وطالبي الحرية جرائم إسرائيل على نطاق واسع.
إن يوم القدس هذا العام ليس مهما فقط من حيث إبقاء القضية الفلسطينية حية، ولكنه مهم جدا أيضا في إعادة قراءة حالات الجرائم الإسرائيلية، الجرائم التي كشفت للعالم الحقيقة الحقيقية لهذا النظام في الحرب الأخيرة على الرغم من كل وجهات النظر المضطهدة في إسرائيل.
إن يوم القدس هذا العام له أهمية مضاعفة بالنظر إلى الإبادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، والجرائم الفظيعة التي لا توصف ضد الفلسطينيين والتي شهدها العالم كله.
إن مقاومة الشعب الفلسطيني ضد هذه الجرائم أعطت أهمية كبيرة ليوم القدس لهذا العام، وجعلت هذا اليوم مختلفا عن الأعوام السابقة. وبالطبع فإن حضور هذه المسيرة يمكن أن يشفي جزءاً من آلام جرائم إسرائيل في غزة ويضاعف العزلة والكراهية العالمية لهذا النظام.