الاحتلال يكشف عن وحدة استخبارية خاصة بالحوثيين قدمت معلومات عن هجوم الحديدة
يكشف ما أسماه الإسرائيليون "استعراض القوة الاستثنائي" في اليمن عن ما يعتبرونه المعلومات الاستخباراتية التي تراكمت لدى أجهزة الأمن عن ساحة الحوثيين منذ بداية الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث أنشأ جهاز الاستخبارات العسكرية - أمان وحدة خاصة تركز على هذه المنطقة.
Table of Contents (Show / Hide)
وتعمل هذه الوحدة في تجنيد خبراء متخصصين، لكن الاختبار الحقيقي أمام الاحتلال سيأتي في اليوم التالي، حول مسألة ما إذا كان الهجوم على ميناء الحديدة اليمني "سـيردع" الحوثيين أم لا.
وقال خبير الشؤون الاستخبارية بصحيفتي يديعوت أحرونوت ونيويورك تايمز، رونين بيرغمان، إن "هجوم سلاح الجو الاسرائيلي في الساعات الأخيرة على اليمن كان رحلة طويلة، وأطول بكثير من معظم الرحلات الجوية، وربما جميع الرحلات الجوية التي قام بها منذ السابع من أكتوبر، وفي الوقت ذاته كانت أبطأ من سرعة الطائرات المقاتلة من طراز إف 16 وإف 35، التي توقفت في الطريق للتزود بالوقود في الجو، وهو أمر معقد".
وأوضح مقال ترجمته "عربي21" أن ذلك جاء مع طائرات "التزود بالوقود القديمة التابعة للقوات الجوية، وبعد تأخير في تسليم الطائرات الجديدة من الولايات المتحدة".
وأضاف أن "الهجوم في النهاية نجح، وتفاجأ الحوثيون على ما يبدو، وشاهد مئات الآلاف ألسنة اللهب المشتعلة في مخازن الوقود والنفط من بعيد، وعادت جميع طائرات الاحتلال إلى قاعدتها، ما شكل للمرة الأولى قدرتها على شن حرب على جبهتين، وهذه المرة بعمل دقيق بعيد جدا من قواعدها، وقد تم ذلك دون مشاكل، وبالتنسيق مع دول الحلف والدول الصديقة الأخرى، تحت مظلة القيادة المركزية للولايات المتحدة، للتأكد من أن الجميع يعرف ما سيحدث، وأن أحدا لن يخطئ في اعتبار أن الأسطول الجوي الإسرائيلي الطائر بات تهديدا".
وأشار إلى أن "الهجوم الإسرائيلي على اليمن يجب أن يوضع في إطاره الدقيق، حيث جاء ردا سريعا بعد يوم من هجوم مسيّرة الحوثيين على تل أبيب، وقبل يوم واحد من مغادرة بنيامين نتنياهو لإلقاء كلمة أمام الكونغرس، مع العلم أنه في حالة الحوثيين، فلا توجد فجوات كبيرة بين واشنطن وتل أبيب، وبالتالي فقد شهدنا عملية عسكرية إسرائيلية نادرة تحظى بدعم أمريكي في هذه الأسابيع، ليس أكثر من ذلك".
وزعم أن "الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء من اليمن، شنّوا سلسلة هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على أهداف إسرائيلية وأمريكية في كانون الأول/ ديسمبر، وسرعان ما برزوا باعتبارها الأقل شهرة، والذراع الأكثر شراسة في محور المقاومة الذي تدعمه إيران، وهي التي اختارته لمحاولة توسيع الحرب مع إسرائيل على جبهات أخرى، وباتوا الخيار المفضل لخامنئي لتصعيد القتال ضد الاحتلال في جميع أنحاء الشرق الأوسط على افتراض أنه لن يؤدي إلى تصعيد شامل وتهديد مباشر".
وأوضح أنه "رغم التقييمات العديدة، بما في ذلك التقييمات العامة، التي أجراها كبار مسؤولي المخابرات قبل هجوم حماس في السابع من أكتوبر، فقد كان هناك حديث عن حرب متعددة الساحات، تشمل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وتشير التقديرات إلى أنها ستشمل الحوثيين، لكن الساحة اليمنية لا تزال تمثل أولوية منخفضة للغاية بالنسبة لإسرائيل، التي لم تعمل في المنطقة منذ أواخر الستينيات".
وأكد أنه "مع مرور السنوات فقد تغير اليمن كثيرا، ومنذ موجة انقلابات العالم العربي قبل عقد من الزمن، وتحول فيلق القدس التابع للحرس الثوري إلى الذراع المركزية والأكثر وضوحا لإيران، وزيادة نفوذه بشكل كبير في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقد فاز الحوثيون بمساعدة هائلة في حربهم ضد الإمارات والسعودية، بعدما تلقوه من مساعدة إيرانية شملت طائرات بدون طيار وصواريخ من أنواع مختلفة، وطلبت إيران منهم مهاجمة سفن الشحن المملوكة لإسرائيل، وواظبوا على مهاجمتها مباشرة بالصواريخ والطائرات بدون طيار لعدة أشهر".
وذكر أن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وبعد وقت قصير من بدء حرب غزة، أنشأت وحدة خاصة لتعزيز جمع المعلومات عن الحوثيين، بما فيها تجنيد أو نقل خبراء الاستخبارات للتركيز على جمع المعلومات حولهم، وعلاقاتهم مع إيران، وتقول مصادر استخباراتية أمريكية وإسرائيلية إن الحرس الثوري، بأوامر مباشرة من خامنئي، أمر أو طلب من الحوثيين شن سلسلة هجمات على دولة الاحتلال، لكنهم لاحقا فعلوا أكثر بكثير مما طُلب منهم، ما دفع إيران لتهدئتهم، بوقف مؤقت لضرب الأهداف الأمريكية فقط، لكن ضبط النفس هذا سيواجه اختبارا صعبا إذا لم يتم اعتراض إحدى الهجمات، وتسبب في أضرار كبيرة في دولة الاحتلال".
يشير هذا الاستعراض إلى أن الهجوم الإسرائيلي على اليمن، ورغم نجاحه في تحقيق أهدافه، وفق رواية الاحتلال، فإنه وهو الذي يقاتل بالفعل على جبهتين، والبعيد عن اليمن، ولديه طائرات قديمة للتزود بالوقود، قد لا يرغب، بل وسيواجه صعوبة، في مواصلة حملة جوية نشطة ضد الحوثيين، وفي حال ردّوا على الهجوم الإسرائيلي، بمساعدة التقنيات والوسائل التي تلقوها من إيران، ففي هذه الحالة قد تبادر الولايات المتحدة لأخذ زمام المبادرة بدلا من دولة الاحتلال ذاتها.
المصدر: عربي 21