الصحيفة أوضحت أن الطائرة التي حملت نانسي بيلوسي ومشرّعين ديمقراطيين آخرين تحركت من العاصمة الماليزية كوالالمبور بعد ظهر الثلاثاء، واتخذت مساراً ملتوياً صُمّم على ما يبدو لتجنب عبور بحر الصين الجنوبي؛ حيث تملك بكين وجوداً عسكرياً راسخاً هناك.
إذ إن مئات الآلاف من الأشخاص الذين تعقبوا عن كثب مسار الطائرة SPAR19 التي تحمل نانسي، تعقباً آنياً عبر موقع تعقب الرحلات الجوية Flightradar24، لاحظوا أن الطائرة اتخذت مساراً غير اعتيادي.
حيث طارت الطائرة في مسار يشبه القوس فوق جزيرة بورنيو وحول الفلبين، بدلاً من اتخاذ المسار شبه الخطي الذي يمر عبر بحر الصين الجنوبي والذي تتخذه غالبية طائرات الرحلات التجارية، وذلك حسبما قال المتحدث باسم موقع تتبع الرحلات الجوية، إيان بتشينك.
كما أوضح بتشينك أن متوسط زمن أي رحلة تجارية من كوالالمبور إلى تايبيه هو حوالي أربع ساعات و 15 دقيقة. وأضاف أن الطائرة استغرقت أكثر من سبع ساعات.
بينما قالت بوني جلايسر، مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني (GMF)، وهو مؤسسة فكرية مستقرة في واشنطن العاصمة، إن سبب اتخاذ هذا المنعطف يتعلق بضمان السلامة. وأضافت أن المسار تجنب مضيق تايوان. وتابعت قائلة: "كانوا يفعلون أي شيء يرونه ضرورياً للمحافظة على سلامة الطائرة".
فيما رد الجيش الصيني على زيارة نانسي بيلوسي بعرض لإظهار القوة. واستدعى نائب وزير الخارجية الصيني، شيه فانغ، السفير الأمريكي لدى الصين، نيكولاس بيرنز، وذلك حسبما أفادت وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا.
كما أولى آلاف الأشخاص اهتماماً وثيقاً لمواقع تعقب الرحلات الجوية في آسيا أمس الثلاثاء كي يعرفوا بأنفسهم ما إذا كانت نانسي سوف تتوجه بالفعل إلى تايوان.
فقد أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي مسار رحلتها إلى آسيا يوم الأحد 31 يوليو/تموز دون استبعاد تايوان أو التأكيد على زيارتها. ورفضت الصين بشدة الزيارة التي تعد الأولى لمسؤول أمريكي رفيع منذ حوالي 25 عاماً.
تجمع مواقع تعقب الرحلات الجوية البيانات من الإشارات التي تُرسل بصورة أوتوماتيكية من الطائرات التي تطير في الجو لتحديد مواقعها بصورة آنية.
في لحظة ما، كان أكثر من 700 ألف شخص يتتبعون مسار الطائرة التي تحمل نانسي بيلوسي، لتصبح الطائرة صاحبة الرحلة الأكثر تتبعاً على الموقع حتى الآن، وذلك وفقاً لبتشينك.
بينما أثار المسار غير الاعتيادي الذي اتخذته الطائرة SPAR19 نحو إندونيسيا سلسلة من التكهنات على موقع تويتر، وضمت هذه التكهنات احتمالية تجنبها الطيران فوق بحر الصين الجنوبي؛ حيث تجري الصين تدريبات عسكرية وحيث سلحت هناك عدداً من الجزر الاصطناعية.
المصدر: عربي بوست