وقال إنه يعمل حارس أمن في مناوبة ليلية في مستشفى خاص، بينما يعمل نهارا كسائق على تطبيق سيارات الأجرة في الرياض، مشيرا إلى أنه بدأ تعاطي "الكبتاغون" بعد نصيحة أصدقائه، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس".
وانتشر مخدر الكبتاغون خلال السنوات الماضية على نطاق واسع في الشرق الأوسط حيث تشكل السعودية أكبر سوق له.
وصادرت سلطات المملكة 119 مليون حبة العام الفائت، وهي تعلن عن مصادرة آلاف الحبوب أسبوعيا وأحيانا يوميا.
ويؤكد مدير مؤسسة السكينة لعلاج الإدمان في القاهرة، فراس الوزيري، أن "الشباب والميسورين يتعاطونه للحصول على السعادة والمزاج الجيد خصوصا في الإجازات، لكن العمال يتعاطونه بشكل أكثر بحثا عن ساعات عمل إضافية".
وتوضح كارولين روز، المحللة من "معهد نيولاينز" للأبحاث الذي يتخذ من واشنطن مقرا والذي نشر قبل أشهر، دراسة مفصلة عن تجارة الكبتاغون، لوكالة فرانس برس "بسبب الطبيعة المزدوجة للكبتاغون كعقار ترفيهي فضلا عن كونه يعزز الإنتاجية، فهو عقار جذاب لكل من الطبقات العليا والعاملة".
ولم يرد مسؤولو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات السعودية على طلبات "فرانس برس" التعليق على الموضوع.
العمل "بلا توقف"
وباتت سوريا حاليا المصدر الرئيسي لصناعة الكبتاغون والذي قُدرت تجارته في 2021 بأكثر من 5.7 مليار دولار، بحسب دراسة أصدرها معهد "نيو لاينز" مؤخرا.
ويطلق على الحبوب في السعودية اسم "أبو قوسين" و"أبو زهرة" و"لكسز" نسبة إلى الرسومات المنقوشة عليها، ويتراوح سعرها بين 25 و100 ريال، ما يعادل 6 إلى27 دولارا، بحسب "الجودة"، وفق ما أفاد به مروج في الرياض لـ"فرانس برس".
وأوضح المروج الذي يبيع بشكل أساسي الطلاب والعمّال، أنّ الحبوب البيضاء ذات جودة أعلى والحبوب الصفراء والرمادية ذات جودة أقل.
وبالنسبة لفيصل، فقد كان الكبتاغون عاملا مساعدا لمواجهة ديون زواجه البالغة أكثر من 120 ألف ريال (32 ألف دولار)، وأفاد الشاب الذي ينفق أكثر من 100 ريال أسبوعيا، ما يعادل 26 دولارا، على هذه الحبوب.. "أستطيع العمل ليومين أو ثلاثة بلا توقف وهو ما ضاعف من مكاسبي وساعدني على تسديد ديوني".
لكنه يوضح أن آثارا سلبية ترافق تعاطيه للحبوب، ويقول: "نعم، أعمل ليومين أو ثلاثة دون توقف، لكنني أفقد تركيزي أحيانا وأحتاج أحيانا أخرى للنوم ليوم كامل".
ويسبب استخدام الكبتاغون باستمرار آثارا جانبية أخرى من ضمنها عدم وضوح الرؤية وصعوبة التنفس واضطراب في ضربات القلب وتقلب المزاج.
وبحسب كارولين روز، فإن الأبحاث حول الكبتاغون محدودة للغاية لدرجة أن الخبراء في حيرة حتى بشأن التركيب الكيميائي للعديد من أنواعه.
وتقول: "المحظورات المتعلقة بتعاطي المخدرات بالإضافة إلى قلة الوعي بشأن الآثار الصحية للكبتاغون وأصله، تسهم بحسب رأيي، بشكل كبير في نقص البحوث حول هذه التجارة".