وبسرعة تبيّن أن عملية اختطاف سفينة "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغار، لها عواقب اقتصادية واسعة النطاق على "إسرائيل"، وبحسب المعلومات التي نشرت فإن السفينة كانت تحمل آلاف السيارات المتجهة إلى الهند.
والخشية الأساسية الآن في كيان العدو هي أن تتسبب هذه الحادثة بارتفاع أسعار النقل البحري إلى "إسرائيل" بسبب ارتفاع تكلفة التأمين وحتى إلغاء المسارات إلى الأراضي المحتلة، وقد يؤدي هذا بدوره إلى زيادة أسعار المنتجات المستوردة عن طريق البحر، حيث هناك عدد لا بأس به منها، مثل السيارات من الشرق والمواشي من أستراليا.
وفي هذا السياق، أشار مدير عام معهد الأبحاث GFI الإسرائيلي، نير غولدشتاين، في حديث مع صحيفة "إسرائيل هيوم" إلى أن "الضرر الذي ألحقته حركة "أنصار الله" بممرات الشحن يمكن أن يكون له تأثير استراتيجي على الواردات إلى "إسرائيل" وخاصة على عالم المواد الغذائية.. منذ بداية القتال رأينا تخوفاً من شركات الشحن من الرسو في "إسرائيل"، وفي الوقت نفسه ارتفاع أسعار التأمين والنقل البحري إلى "إسرائيل". والآن، من المتوقع أن يتزايد هذا الاتجاه بشكل كبير ويضر بما يُسمى "الأمن الغذائي الإسرائيلي"، في إشارة من غولدشتاين إلى القدرة على ضمان الإمدادات الغذائية للبلاد خلال ساعات الطوارئ.
وأضاف غولدشتاين أن "أكثر من 70% من المواد الغذائية لدينا يستورد عبر البحر، 85% من لحوم البقر تصل إلينا بواسطة السفن، عبر ميناء إيلات، أشدود وحيفا، الموانئ الثلاثة أو طرق الوصول إليها مهددة من قبل أعدائنا، وعلينا أن نستعد لذلك.. يهدد الحوثيون مدخل البحر الأحمر الذي نستقبل من خلاله سفنًا من أستراليا تحتوي على 15% من واردات لحم العجل إلى "إسرائيل"".
ويخلص غولدشتاين إلى أن "ربط القتال في غلاف غزة ولبنان (حيث يتم تربية معظم الدجاج)، ونقص الأيدي العاملة، والأضرار التي لحقت بالمستوردات البحرية، سيؤدي إلى ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج والبيض.. واليوم بالفعل يدفع الإسرائيليون 40% أكثر من الأوروبيين مقابل اللحوم، وربما ستزداد هذه الفجوة بشكل كبير في الأشهر المقبلة، الحل هو التحرك نحو زيادة إنتاج منتجات البروتين في "إسرائيل"، من بين أمور أخرى من خلال التقنيات الجديدة مثل البروتين البديل".
بدوره، كبير الاقتصاديين في الشركة الاستشارية BDO، حان هرتسوغ، تحدث عن العواقب الواسعة النطاق التي قد تنشأ نتيجة اختطاف السفينة، مشيرًا إلى أن "القلق الاقتصادي هو من الآثار الجانبية على النقل البحري إلى "إسرائيل".. في أعقاب الحرب، حدثت بالفعل زيادة كبيرة في أسعار الشحن الجوي بسبب الأضرار التي لحقت برحلات الشركات الأجنبية إلى "إسرائيل"".
وتخوف هرتسوغ من "زيادة مقابلة في تكلفة الشحن إلى "إسرائيل" أيضًا، بسبب زيادة تكلفة التأمين أو إلغاء المسارات إلى "إسرائيل"، لافتًا إلى أن ارتفاع أسعار النقل له تأثير على تكاليف المعيشة، سواء في أسعار البضائع المستوردة أو في احتمال تأخير مواعيد التسليم إلى "إسرائيل".
وبحسب هرتسوغ "قد يكون هناك ضرر على مواعيد التسليم وتكاليف جميع المنتجات المستوردة، وهناك قلق خاص بشأن المنتجات التي تصل إلى "إسرائيل" عبر البحر الأحمر إلى ميناء إيلات، وخاصة السيارات من الموانئ الشرقية".