في الوقت الذي تعمل “السعودية” فيه على تنفيذ “خطط كبيرة لتعزيز صناعة السياحة إلى 150 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030” بهدف بناء منتجعات ومدن جديدة ستكون بمثابة مراكز سفر على طراز دبي في المنطقة. يقول موقع “بزنس انسايدر” أن التهديدات المتصاعدة في الشرق الأوسط تهدد نجاح خطط رؤية 2030، وخاصة مدينتها الصحراوية الضخمة التي تسمى نيوم ،إلى جانب العديد من هذه الوجهات السياحية المخطط لها الواقعة على ساحل البحر الأحمر، حيث تصاعدت التوترات منذ السابع من أكتوبر 2023.
وفقا لتوصيف الموقع فقد ترك الصراع في المنطقة المسؤولين السعوديين يسيرون على حبل سياسي مشدود. بما يشكله الصراع في المنطقة كتحدّي لآمال السعودية في جذب ملايين الزوار الأجانب الجدد.
وقال كريستيان كوتس أولريشسن، زميل الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، لموقع “بزنس انسايدر”: السعوديون قلقون للغاية بشأن أي تصعيد محتمل لأنهم يدركون أن لديهم هذا الساحل غير المستغل إلى حد كبير على البحر الأحمر، والذي يقومون بتطويره الآن.
وتقع العديد من مشاريع نيوم التي تهدف إلى الاستحواذ على سوق السياحة الفاخرة على طول ساحل البحر الأحمر. من المقرر افتتاح منتجع جزيرة سندالة الفاخر في نيوم العام المقبل، ويتم الإعلان عنه على أنه “بوابة حصرية إلى البحر الأحمر المذهل”.
ويحتاج المسؤولون السعوديون إلى إثبات أن المواقع آمنة من مناطق النزاع القريبة حتى يتمكنوا من جذب السياح المستعدين للإنفاق.
وقال أولريشسن: “إن رؤية الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تضرب المدن السعودية عندما تحاول جذب هذا النوع من الأسواق الفاخرة ستكون كارثية”.
وقال للموقع أنه لم يغب عن ذهن المسؤولين سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 لعام 2022 في جدة، والذي أقيم على خلفية “دخان أسود كثيف بعد أن أصابت صواريخ الحوثيين مستودع وقود على بعد خمسة أميال من مضمار السباق”، يتابع “أعمدة الدخان الأسود التي ظهرت بعد الهجوم من الحلبة وشوهدت خلال جلسة التدريب الأولى، أثارت قلق السائقين الدوليين”.
ليس فقط السيّاح.. لكن أيضا سرعة البناء
قد يتسبب الصراع في المنطقة أيضًا في حدوث مشكلات عندما يتعلق الأمر بوتيرة بناء مشاريع كبيرة مثل نيوم.
قال روبرت موغيلنيكي، الباحث البارز المقيم في معهد دول الخليج العربية، للموقع الأميركي إن “الموقع البعيد للمشروع، إلى جانب التوترات المتجددة في البحر الأحمر، يطرح أيضًا قضايا محددة حول البناء وتسليم المعدات والمواد”.
وسيحتاج المسؤولون السعوديون أيضًا إلى إقناع الشركات والمقيمين بالشراء في نيوم وجذب السياح لزيارتها. وقال موجيلنيكي إن هذه المتغيرات المرتبطة بالطلب تعني أن الحكومة السعودية والمخططين لديهم سيطرة مباشرة أقل على نجاح نيوم.
ويكافح المسؤولون السعوديون بالفعل لمواجهة الكلام الذي يدور بأن نيوم تواجه تأخيرات وانتكاسات.
في الأشهر الأخيرة، أفادت وسائل الإعلام الغربية أن البلاد تعمل على تقليص تقديراتها السكانية لمشروع ذا لاين وتسعى إلى اقتراض الأموال.
في الشهر الماضي، ذكرت بلومبرج أن الحقائق المالية للمشروع، والتي قد تشهد تكلفة تصل إلى 1.5 تريليون دولار ، بدأت تثير القلق داخل الحكومة السعودية.
وقد تؤدي الصعوبات في توصيل مواد البناء إلى ساحل البحر الأحمر إلى تأخير بعض مشاريع نيوم، والتي أصبحت في الأساس “أهدافًا متحركة”، وفقًا لأولريشسن.
المصدر: مرآة الجزيرة