غزة تجوع.. وابن سلمان يتواطأ في توفير طوق نجاة جديد لإسرائيل
بينما تتعرض غزة إلى مجاعة كبرى منذ أربعة أشهر ويفتقد 2.3 مليون فلسطيني فيها إلى أدنى مقومات الحياة، عمد ولي العهد محمد بن سلمان إلى التواطؤ في توفير طوق نجاة جديد لإسرائيل.
Table of Contents (Show / Hide)
إذ لأول مرة وتحت غطاء من السرية يحدث أمر مهم ومغيّر للمعادلة ويقوم بتغيير الواقع، إنه افتتاح هادئ وسري الطريق التجاري الجديد بين الإمارات وإسرائيل مرورا بالسعودية يلتف حول الحصار البحري الذي فرضه الحوثيون.
وفيما يستمرّ حصار غزة ومنع وصول المساعدات لأهلها، يستمر تواطئ دول عربية عدة لكسر الخناق والتضييق الذي تعانيه إسرائيل في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وذلك بعد أن وفّر حكام الإمارات والسعودية والبحرين والأردن بديلًا للاحتلال الإسرائيلي يمكّنه من نقل بضائعه، والأهم المزيد من الاختراق لدولهم.
ففي ديسمبر الماضي، كشف الإعلام العبري عن توقيع اتفاق بين الإمارات وإسرائيل لإنشاء جسر بري بين البلدين على خلفية تزايد الهجمات التي تتعرّض لها مصالح الاحتلال التجارية في البحر الأحمر!
والاتفاق ضم أطرافًا أخرى هي السعودية والبحرين والأردن التي ستكون أراضيها جسرًا لنقل البضائع التي تنقل عبر مسارين، أحدهما يبدأ من ميناء دبي مرورًا بالسعودية فالأردن وصولاً لميناء حيفا، والآخر تشارك فيه أراضٍ بحرينية.
خط النقل الجديد سيقلّل المخاطر ويختصر الوقت ويوفر أكثر من 80% من تكلفة نقل البضائع عبر الطريق البحري حسب إعلام الاحتلال.
وقّع الاتفاق كل من شركة PURE Trans FZCO عن الجانب الإماراتي، وشركة Trucknet عن الجانب الإسرائيلي.
الشركة الإماراتية (ومن يتبعها من شركات بحرينية) ستتولّى تأمين الشاحنات المستخدمة في نقل البضائع وتقديم الخدمات اللوجستية. فيما ستضطلع الشركة الإسرائيلية بدور أهم وأخطر.
إذ أن خطورة دور الشركة الإسرائيلية Trucknet أنه متعلّق بالجانب المعلوماتي والتقني عبر تطبيقاتها الذكية، الذي سيسعى لتحديد أقصر مسار وأفضلها للشاحنات بين الدول الأربعة بحسب حجم الشاحنة ونقاط التحميل والتفريغ، مع التتبّع الفوري للشاحنات على مدار الرحلات التجارية!
ويعني ذلك أن الدول العربية ستوفرّ شاحنات النقل، وتترك للشركة الإسرائيلية رصد أراضيها بتقنياتها الحديثة وجمع المعلومات الكاملة والمستمرة بحجة رصد ومراقبة مسار شاحنات النقل لتأمين وصول البضائع.
وبحسب مراقبين فإن هذا اختراق إسرائيلي استخباراتي خطير آخر، خصوصًا مع التفوق الواضح في مجال التجسّس.
والمفاجأة أن شركة PURE Trans FZCO الإماراتية تابعة لشركة Al Phoenix Group الإسرائيلية المتخصصة بتقنيات المعلومات.
وشركة Cox Logistics W.L.L البحرينية للنقل والشحن، أسّسها ضابط أمريكي متقاعد Radford Cox ومرتبطة أيضًا بأعمال مع شركات إسرائيل بمعنى كل الخيوط في قبضة إسرائيل.
والمفاجأة الأخرى أن الخط الجديد ليس من تداعيات 7 أكتوبر بل من مُخرجات اتفاقات إبراهام، فالرئيس التنفيذي لشركة Trucknet الإسرائيلية صرح بذلك، والإمارات بادرت لتهيئة أرضياته بعد إعلان التطبيع بدخول شركة 56 World الإماراتية في شراكة مع “بنك لئومي” الإسرائيلي لتطوير موانئ إسرائيل.
ولمحمد بن سلمان دورا محوريا في اتفاقيات إبراهام باعتراف وزير خارجية أمريكا السابق بومبيو: “العالم مدين لمحمد بن سلمان لجهوده في صفقات التطبيع مع إسرائيل”
وأكّد نتنياهو في 2022 دور ولي العهد بإنجاز 4 اتفاقيات سلام (تطبيع) وصفها بـ”التاريخية”.
كما أن محمد بن سلمان متواطئ بشكل مباشر منذ سماحه للمرة الأولى لطيران الاحتلال بالتحليق فوق أجواء المملكة فكانت رحلاتهم التجارية في سماء بلادنا تختصر الوقت وتوفّر معها مليارات الدولارات!
واليوم لا يقتصر دور محمد بن سلمان على توفير أراضي المملكة بل إن هناك خفايا وتسهيلات قد تُكشف مستقبلًا.
المصدر: سعودي ليكس