وذلك بهدف الحفاظ على احتياطياتها الضئيلة من العملات الأجنبية، في الوقت الذي تحاول فيه درء الانهيار الاقتصادي، حسبما قالت صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 26 أغسطس/آب 2022.
وأعلن رانيل ويكرمسينغ، الرئيس الجديد لجزيرة سريلانكا التي كانت مزدهرة في يوم من الأيام، عن هذه الخطوة عندما بدأ محادثات مع فريق صندوق النقد الدولي الذي سيقضي أسبوعاً بالعاصمة كولومبو؛ في محاولة للاتفاق على حزمة إنقاذ للبلاد بمليارات الدولارات. وكانت سريلانكا قد تخلّفت عن سداد جزء من ديونها الخارجية البالغة 51 مليار دولار قبل أربعة أشهر.
حلَّ ويكرمسينغ محل الرئيس غوتابايا راجاباكسا، الذي فرّ من الجزيرة ويختبئ حالياً بفندق في بانكوك بتأشيرة دبلوماسية لمدة 90 يوماً. وقد أبلغته السلطات التايلاندية ألا يغادر المبنى؛ حفاظاً على سلامته.
سلع أساسية جداً
فيما قال إشعار من وزارة المالية السريلانكية إنَّ حظر الاستيراد توسّع ليشمل الشوكولاتة والعطور والمكياج وغسول الشعر وكذلك الأدوات المنزلية. وتسعى الدولة، التي تحتاج إلى استيراد المواد الغذائية والأسمدة والوقود، إلى عدم حرق ما تبقى لديها من الدولار.
يزيد القرار من البؤس الذي يعيشه 22 مليون مواطن بالبلاد نتيجة النقص في الأرز والعدس والسكر ومسحوق الحليب، إلى جانب البنزين وغاز الطهي، منذ شهور.
ويبلغ احتياطي النقد الأجنبي للبلاد 1.8 مليار دولار، في انخفاض من 7.5 مليار دولار في عام 2019. ومع تجاوز الدين 100% من الناتج المحلي الإجمالي، من المقرر أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 8% هذا العام، ومن المتوقع أن يصل التضخم إلى 65% الشهر المقبل.
من جانبه، قال صندوق النقد الدولي، في بيان، إنه يحتاج إلى "تأكيدات كافية من دائني سريلانكا بأنها ستستعيد القدرة على تحمُّل الديون".
وتلقّت سريلانكا مساعدات بمليارات الدولارات من الهند المجاورة منذ بداية الأزمة. لكن الصين تمتلك مفتاح حزمة إنقاذ صندوق النقد الدولي؛ لأنها هي من يتعين عليها الموافقة على إعادة هيكلة قروضها لسريلانكا قبل أن يعطي المُقرِض الدولي الضوء الأخضر لحزمة المساعدات.
خلال العقدين الماضيين، ازداد اعتماد سريلانكا على القروض من الصين، أكبر مستثمر أجنبي فيها والشريك التجاري الرئيس.
لكن من جانبها، رفضت الصين إعادة هيكلة قروضها، وعرضت بدلاً من ذلك إقراض مزيد من الأموال، وهي خطة يقول صندوق النقد الدولي إنها ستكون "غير مستدامة" بالنسبة للاقتصاد المحاصر.
وفرّ الرئيس السابق راجاباكسا إلى سنغافورة في منتصف يوليو/تموز، بعدما اقتحمت حشود ضخمة مقر إقامته الرسمي يدفعها غضبها من مضخات البنزين الفارغة وانقطاع التيار الكهربائي والتضخم المتصاعد. وانتقل إلى تايلاند بعد أن رفضت سنغافورة تجديد تأشيرته.
المصدر: الخليج اونلاين