وتعود قصة هذه الجوهرة إلى القرن الـ18، حيث كان البحارة الجزائريون يقطعون أوقاتاً طويلة في القرصنة والصيد وسط البحر، وللتعبير عن حبّهم لنسائهم كانوا يرتدون هذه القلادة.
صنعة البحارة لترجمة مشاعرهم
في القرن الثامن عشر، كان العديد من البحارة يرتدون أو يحملون معهم عقدة الحب لتذكير أنفسهم بأحبائهم الذين ينتظرونهم في المنزل.
في الواقع كانت مهنة البحارة من أخطر المهن في ذلك الوقت، فقد كان البحار يخرج من منزله، وقد لا يعود أبداً، كونه حين يركب سفينته يكون في مواجهة مباشرة مع الخطر، فقد يختطفه الموت أي لحظة ولأي سبب كان، كما أنه يكون عرضةً للأسر والغياب عن أهله لسنواتٍ عديدة، ومن ذلك كان الوضع العاطفي للبحارة يستلزم عليهم ابتكار أشياء تجعلهم على ارتباط مع أحبابهم. ومن ذلك اخترع هؤلاء عقدة الحب.
كانت عقدة الحب قبل أن تصبح قطعة مجوهرات شهيرة، في البداية عبارة عن حبل قصير أو مجموعة خيوطٍ يلفّها البحارة على أعناقهم أو معصم اليد، قبل أن تبدأ في التطوّر شيئاً فشيئاً، مع تعقيد البحارة لعقدها، فكلما زاد تعقيد الجوهرة كان تعبير البحار عن حبّه أكبر.
ثم سرعان ما بدأت هذه القلادة في الانتشار، حتى أخذت شكلها النهائي، حيث قام الحرفيون فيما بعد بتحويلها إلى قلادة مصنوعة من الفضة: ثلاث خيوط من الفضة يتم ربطها معاً، ثم يقومون بتسطيحها. ثم صارت تُصنع من الذهب، ما زالت الجزائريات يرتدينها كإرث عن الجدات إلى يومنا هذا.
عقدة الحب تدخل السينما والموضة العالمية
لا شكّ أن ظهور جوهرة عقدة الحب في أفلام جيمس بوند Casino Royale وQuantum Of Solace قد زاد من شهرة هذه الحلي التاريخية، وذلك عندما قامت بارتدائها الممثلة Eva Green، وكانت القلادة جزءاً من شخصيتها، وترمز إلى الحب الأبدي، الصحة، السعادة والحظ الطيب.
وتباع القلادة حالياً في واحد من أشهر المحلات في لندن والعالم، وهو متجر Sophie Harley London الذي يقوم بصناعة المجوهرات لأفلام جيمس بوند.
وأصبحت عقدة الحب تُصنع في عدة تصميمات وأنواع وأشكال، يصل سعرها إلى نحو 5 آلاف دولار أو أكثر، وذلك حسب المواد النفيسة المستعملة، بالإضافة لاكسسوارات أخرى مثل الأقراط والأساور.
المصدر: عربي بوست