الأطباء توصلوا إلى نتائج إيجابية.. دراسة تكشف تأثير جراحات إنقاص الوزن على ذاكرة الأشخاص
قالت صحيفة The Financial Times البريطانية نقلاً عن دراسة هولندية حديثة، إن جراحة إنقاص الوزن لا تُسهم فقط في تجميل الهيئة الجسدية لمن أجروا هذه العمليات وتقليل محيط أخصارهم، وإنما يمكن أن تسهم كذلك في تقوية ذاكرتهم.
Table of Contents (Show / Hide)
حيث وجدت الدراسة أن المرضى الذين كانوا يعانون السمنة المفرطة، وخضعوا لمثل هذه العمليات، قد تحسَّنت نتائجهم في الفحوصات والاختبارات المعرفية بعد ذلك.
جراحات إنقاص الوزن تقوي الذاكرة
قالت الدكتورة أماندا كيليان، الباحثة المشرفة على الدراسة من المركز الطبي التابع لجامعة رادبود الهولندية، إن ذاكرة من أجروا هذه العمليات وقدرتهم على التركيز "ما فتأت تتحسن حتى بعد مرور عامين من إجرائهم الجراحة".
أشارت الدكتورة كيليان إلى أن الدراسة وإن لم تتوصل إلى تغييرات واضحة في أدمغة من أجروا هذه الجراحات، إلا أنها سجَّلت شواهد على بعض التحسن في تدفق الدم إلى الدماغ نتيجة لانخفاض ضغط الدم، وهو أمر قد يكون له دور في تقوية الذاكرة وتحسين قدرات التركيز والانتباه.
في حين قالت الدكتورة كيليان: إن "الناس يزداد إقبالهم على ممارسة الرياضة بعد الجراحة، ويتحسَّن مزاجهم"، وقد انخفضت نسبة من "لا يزالون يتعاطون الأدوية الخافضة للضغط من 35% قبل الجراحة إلى 15% بعدها، ما يعني انخفاض ضغط الدم بين من أجروا العملية بنسبة كبيرة".
كما لفتت كذلك إلى أن فقدان الوزن بعد الجراحة قد يقلل من فرصة الإصابة بأعراض الخرف "فقد أظهرت كثير من الدراسات أن مشكلات الأوعية الدموية التي يتعرض لها المصابون بالسمنة المرضية هي عوامل خطر تهدد أصحابها بتفاقم (التنكس العصبي)، والاختلال المعرفي، والخرف"، ولهذه الأسباب "فإن السمنة المَرَضية هي أحد عوامل الخطر التي تزيد من احتمالات الإصابة بالخرف".
إجراء آلاف الجراحات سنوياً
من الجدير بالذكر أن نحو 7 آلاف بالغ يُجرون جراحة علاج السمنة -المصطلح الذي يستخدم عموماً لجراحات ربط المعدة وغيرها من عمليات إنقاص الوزن- كل عام.
كانت دراسات سابقة قد ربطت فقدان الوزن بتحسين قوة الدماغ، وتصفية عوامل التشتيت (زيادة التركيز)، والتحكم في الاندفاعات النفسية.
في سياق متصل، قُدِّمت هذه الدراسة في "المؤتمر الأوروبي لدراسات السمنة" في دبلن، وعُنيت بالبحث في كيفية تأثير جراحة علاج البدانة على الأداء الدماغي للمرضى. وعمدت الدراسة إلى إجراء اختبارات الذاكرة والكلام والانتباه للمرضى المشاركين في البحث، قبل خوضهم جراحة المجازة المعدية في عام 2018، وبعدها في عام 2021.
في المقابل، خضع نحو 40 مريضاً لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي قبل الجراحة وبعدها للوقوف على الكيفية التي تغيرت بها بنية الدماغ وذهب خبراء مستقلون إلى أن جراحات ربط المعدة يمكن أن تحسن القدرات الدماغية؛ لأنها تقلل من الوقت الذي يقضيه أصحاب السمنة المفرطة في التفكير في الطعام.
الضعف أمام مقاومة الأكل
من جانبه، قال البروفيسور جيسون هالفورد، رئيس الجمعية الأوروبية لدراسات السمنة، إن كثيراً من الأشخاص الذين يعانون مشكلات زيادة الوزن "أضعف قدرة على التحكم في سلوك الأكل"، ولذلك غالباً ما يكون موضوع الجوع حاضراً في أذهانهم. وهذا يقتضي منهم "أن يُخصصوا جزءاً كبيراً من قدراتهم التنفيذية، ووظائفهم الإدراكية، لكبح دوافعهم إلى تناول الطعام. وهذا الأمر قد يكون له تأثير على أداء المهام الذهنية الأخرى".
كما زعم البروفيسور هالفورد: "إن الجراحة ليست فقط تقلل الطاقة المخصصة للتفكير في الجوع، وإنما تعزز كذلك الإشارات الفسيولوجية للشبع، فتقلل من احتياج الشخص إلى تخصيص تركيزه لتثبيط رغبته في تناول الطعام، فتزداد الموارد المعرفية المخصصة لغير ذلك من الوظائف"، وهو "ما قد يفسر التحسن في المهام المعرفية الأخرى، لا سيما تلك التي تتطلب الانتباه".
لكن الدكتورة كيليان قالت إن جراحة المعدة ينبغي ألا يُنظر إليها إلا كملاذ أخير، وألا يستعان بها إلا إذا تعذَّر فقدان الوزن باتباع أنظمة الحمية الغذائية وممارسة الرياضة، "فهذه الجراحات تغير تشريح الجهاز الهضمي تغييراً لا رجعة عنه"، و"على الرغم من أن الأشخاص يفقدون ما بين 30 إلى 40 كيلوغراماً من أوزانهم، فإنهم يضطرون بعد الجراحة إلى الاعتماد على مستحضرات الفيتامينات بقية حياتهم".
أضافت كيليان: "تشير النتائج الأولية إلى أن بعض الأشخاص يشتكون آلام البطن بعد الجراحة، ولا يزال يتعين علينا إجراء المزيد من الأبحاث حول تأثير هذه العملية"، لذلك "يجب دائماً تجربة النظام الغذائي والتمارين الرياضية، وغير ذلك من الأنماط الصحية، قبل اللجوء إلى خطوة الجراحة".
المصدر: عربي بوست