لتعرف أكثر عن عيد الفصح وعلاقته بذبح قرابين داخل المسجد الأقصى!
طوال أشهر والفلسطينيون يحذرون من أن الإسرائيليين لديهم خطط لاقتحام المسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية، قائلين إن ذلك سيؤدي إلى إشعال حرب دينية . ما قصة عيد الفصح اليهودي؟ وكيف له أن يجر المنطقة والعالم بأسرة إلى "حرب دينية عالمية"؟
Table of Contents (Show / Hide)
يحذر الفلسطينيون منذ أشهر من خطط اليهود المتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي، قائلين إن ذلك سيؤدي إلى "حرب دينية". فيما اتهم محمود الحبش، كبير القضاة الشرعيين والمستشارين الرئيسيين للشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية، إسرائيل بالسعي إلى إشعال حرب دينية "تحرق العالم بأسره".
ورغم التحذيرات المتكررة والدعوات التركية المستمرة إلى عدم إشعال موجات اشتباكات جديدة بالقدس خلال شهر رمضان، نفذ عدد من الحاخامات اليهود ما أسموه اقتحاماً تحضيرياً لعيد الفصح الأحد الماضي معلنين أن الوقت قد حان وأن كل شيء بات جاهزاً لتقديم قرابين الفصح (خِراف بلا عيون) في جبل الهيكل، وتحديداً في قبة السلسلة، التي يدعون أنها بنيت لإخفاء بقايا المذبح الخاص بالمعبد المزعوم.
في هذا التقرير نروي لكم قصة عيد الفصح اليهودي، ونستعرض كيف له أن يجر المنطقة والعالم بأسره إلى "حرب دينية".
عيد الفصح اليهودي
عيد الفصح اليهودي، هو أحد الأعياد الرئيسية في الديانة اليهودية وأكثرها تقديساً. في اليهودية، يخلد عيد الفصح ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية كما يوصف في سفر الخروج. ويُحتفل به لمدة 7 أيام بدءاً من 15 أبريل/نيسان حسب التقويم العبري.
يتغير تاريخ عيد الفصح كل عام لأن التاريخ لا يُحدد بواسطة التقويم الغريغوري ولكن من خلال التقويم العبري الذي يتخذ القمر أساساً له. ويصادف العيد دائماً خلال شهر أبريل/نيسان العبري، أول أشهر الربيع (أبيب) بالتقويم العبري.
ويحتفل اليهود بعيد الفصح، الذي يعد أحد أكثر الطقوس انتشاراً في اليهودية، بعدد من الطقوس المهمة، بما في ذلك وجبة عيد الفصح التقليدية المعروفة باسم "سيدر"، وإزالة المنتجات المخمرة من منازلهم، بالإضافة لإعادة سرد قصة الخروج.
ووفقاً للتعاليم التوراتية فإنهم يذبحون القربان عشية عيد الفصح وينثرون دمائه، وذلك تخليداً لرواية سفر الخروج التي تقول إن الله أمر موسى أن يخبر بني إسرائيل أن يضعوا علامة دم حمل على أبوابهم حتى لا يدخلها ملك الموت ويقتل أبقارهم. الأمر الذي مهد خروجهم من أرض العبودية في مصر إلى أرض الحرية في كنعان.
تحضيرات استثنائية
وُصفت التحضيرات التي يجريها اليهود المتشددون هذا العام بـ"الاستثنائية"، إذا قورنت بالسنوات الفائتة والتي تخللتها محاولات جديدة لتقديم القرابين في ساحات المسجد الأقصى.
ومنذ عدة سنوات، حاولت الجماعات المتطرفة، التي تطالب بإعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى، للاقتراب أكثر فأكثر من ساحات الأقصى لتنفيذ طقوس الذبح ونثر الدماء، ففي عام 2015 أقيمت الطقوس بمستوطنة بالقرب من رام الله، وفي الأعوام التالية أقيمت في جبل الزيتون وحارة المغاربة بالقدس. أما العام الماضي فقد قُدم القربان بأحد الكُنس القريبة من حائط البراق.
نجاحهم في الاقتراب طوال الأعوام الماضية دفعت الجماعات المتطرفة إلى الاعتقاد أن الوقت قد حان لتقديم القربان في ساحات المسجد الأقصى عند قبة السلسلة. وهو ما دفع زعيم حركة "العودة إلى جبل الهيكل" المتطرفة، رفائيل موريس، إلى تقديم طلب للشرطة الإسرائيلية من أجل السماح لجماعة تقديم قربان هذا العام في ساحات المسجد الأقصى مساء الجمعة 15 أبريل/نيسان الجاري. ورغم أن طلبه قوبل بالرفض، هدد موريس بالقدوم وتقديم القربان في المكان والموعد الذي حدده.
هل يُشعل عيد الفصح حرباً جديدة؟
حذر مسؤولون في السلطة الفلسطينية الشهر الماضي من محاولات المستوطنين اليهود لاقتحام المسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية بغية مساعيهم لفرض أمر واقع هناك في إطار مخططات التهويد التي تستهدف القدس والمقدسات الإسلامية، قائلين إن ذلك سيؤدي إلى "حرب دينية تحرق العالم بأسره".
وقال محمود حبش إن هذه التوغلات جزء من مخطط إسرائيلي لتقسيم الحرم القدسي الشريف في الزمان والمكان بين المسلمين واليهود. ودعا الفلسطينيين وجميع المسلمين إلى التأكيد على الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى، وتوجيه رسالة واضحة للعالم مفادها أن الإضرار بالقدس والمسجد الأقصى سيعتبر اعتداءً على عقيدة أكثر من مليار ونصف المليار مسلم.
وبعد يومين فقط من تحذير المقاومة الفلسطينية إسرائيل من مغبة السماح للمستوطنين اليهود بذبح قرابين داخل المسجد الأقصى، نفى متحدث رسمي إسرائيلي صحة هذه الأنباء، مشيراً إلى أنها كاذبة، في إشارة إلى أن المحكمة لن تسمح للمستوطنين بتقديم القرابين داخل باحات المسجد.
المصدر: وكالات