وكانت قوات الشرطة قد انسحبت أمس من المنطقة، التي تشهد توترا منذ الاثنين، بعد أن هدد أحد أفراد العائلة بتفجير اسطوانة غاز في حال دخول القوات إلى منزله بهدف إخلائه.
لكن القوات الإسرائيلية عادت فجر اليوم لتقتحم المنزل وتعتقل من بداخله، قبل أن تقوم الجرافات بهدمه.
وقالت ابنة محمود صالحية، صاحب المنزل، إن القوات الإسرائيلية داهمت البيت بشكل فجائي، واعتدت على والدها وهو نائم قبل أن تعتقله و26 شخصا آخرين، من بينهم عدد من المتضامنين مع العائلة، عقب الاعتداء عليهم.
وقال مراسل بي بي سي عربي في القدس، مهند توتنجي، إن عناصر الشرطة انسحبت من الحي بعد إتمام عملية الإخلاء والهدم.
وتواجه عائلة صالحية تهديدا بالإخلاء منذ عام 2017، عندما قررت بلدية القدس تخصيص الأرض التي يقع عليها المنزل لبناء مدرسة.
وكانت محكمة إسرائيلية قد أيدت في وقت سابق قرار بلدية القدس بمصادرة الأرض، وأمهلت العائلة حتى 25 من الشهر الجاري كي تقوم بإخلاء المنزل تمهيدا لهدمه.
ويوم الاثنين حاصر العشرات من رجال شرطة مكافحة الشغب منزل العائلة في مواجهة استمرت لساعات، كما نقلت وكالة رويترز للأنباء. كما أُغلقت الطرق حول المنطقة الواقعة على بعد كيلومتر واحد شمال أسوار البلدة القديمة بالقدس، التي شهدت اندلاع اشتباكات العام الماضي بين الفلسطينيين وجماعات من المستوطنين اليهود.
وأصدرت الشرطة وبلدية القدس بيانا مشتركا قالا فيه إن مفاوضين توجهوا إلى المنزل فجر يوم الاثنين لتنفيذ أمر إخلاء بعد أن تجاهلت عائلة صالحية "فرصا لا حصر لها" لإخلاء الأرض كما أمروا.
وكانت العائلة تطالب بتأجيل قرار إخلائها بانتظار انعقاد جلسة محكمة للنظر في الأمر الأحد المقبل.
وقال محمود صالحية أمس إن محاميه قدم التماسا للمحكمة العليا الإسرائيلية لإلغاء قرار الإخلاء.
وكانت أليغرا باتشيكو، من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قد وصفت إجراءات السلطات الإسرائيلية بأنها "غير قانونية".
وأضافت: "هدم وإجلاء المدنيين من الأراضي المحتلة انتهاك للقانون الدولي طالما أنه لا ينطوي على ضرورة عسكرية. وبناء عليه لا نرى أي سبب عسكري لأية عمليات إخلاء وهدم ونطالب الحكومة الإسرائيلية بوقف كل هذه الإجراءات التي تبدو وكأنها انتهاك للقانون الدولي".
وشهد العام الماضي اندلاع حرب في غزة، استمرت 11 يوما بين إسرائيل والفلسطينيين، أججها الغضب في حي الشيخ جراح حيث تقاوم عائلات أوامر بإخلاء منازلهم.
ويواجه المئات من الفلسطينيين أوامر طرد من منازلهم في حي الشيخ جراح وأحياء أخرى في القدس الشرقية.