اليوم الثلاثون للحرب على غزة.. مجزرة جديدة في المغازي واحتدام الاشتباكات البرية
في اليوم الـ30 من الحرب على غزة، واصلت إسرائيل ليل السبت/الأحد، قصف المدنيين، وارتكبت مجزرة جديدة في مخيم المغازي، خلّفت عشرات الشهداء والمصابين، كما استمرت في استهداف المستشفيات ومراكز إيواء النازحين.
Table of Contents (Show / Hide)
يأتي ذلك في وقت احتدمت الاشتباكات البرية بين قوات جيش الاحتلال التي تسعى لفتح جبهات في قطاع غزة، والمقاومين الذين يتصدون لهم على كافة الأصعدة.
سياسيا، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن إحراز تقدم باتجاه هدنة إنسانية في غزة.
واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيما جديدا في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط 51 شهيدا على الأقل، وعشرات المصابين، جراء استهداف قوات الاحتلال لمنازل عدة بمنطقة الصالحات في مخيم المغازي، وسط قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن عددا كبيرا من الشهداء والجرحى من النساء والأطفال.
وأضافت "سقط عدد كبير من الشهداء والجرحى نتيجة مجزرة المغازي وسط غزة وتكدس الأرض في أقسام الطوارئ بالمستشفيات بالإصابات الخطيرة".
فيما أكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، أن المصابين بلغ عددهم نحو 100 جريح.
وفي سياق متصل، شنت طائرات الاحتلال غارات مكثفة على أحياء غرب وشمال غزة، وألقت قنابل الفسفور الأبيض المحرّم دولياً على تلك الأحياء، خاصة على مخيم الشاطئ غرب غزة.
كما شنت طائرات الاحتلال 15 غارة على الأقل على محيط المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة.
ولم يعرف بعد أي تفاصيل عن سقوط ضحايا في القصف، الذي يأتي وسط اتهامات فلسطينية لإسرائيل باستهداف البنية التحتية الطبية في القطاع.
وقالت بلدية بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، إن طيران الاحتلال قصف آبار وخزانات المياه التي تخدم نحو 70 ألف مواطناً يقطنون المنطقة، في ظل أزمة المياه الناجمة عن الحصار الإسرائيلي.
في غضون ذلك، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية، عن وفاة عدد من الجرحى في مستشفيات القطاع، بسبب عدم توفر الإمكانيات الطبية ونفاد الوقود.
وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة، في بيان: "كارثة داخل المستشفيات بقطاع غزة، حيث يلفظ العديد من الجرحى أنفاسهم الأخيرة، نتيجة عدم توفر الإمكانيات الطبية ونقص الوقود".
وأضافت الكيلة أن "الانتهاكات الإسرائيلية بحق القطاع الصحي في غزة تسببت حتى ظهر اليوم باستشهاد أكثر من 150 كادراً صحياً، وتدمير 27 سيارة إسعاف، إضافة إلى خروج 16 مستشفى و32 مركزاً للرعاية الصحية الأولية عن الخدمة".
وأشارت إلى أن "استمرار الاحتلال في قصف محيط وبوابات مستشفيات غزة وشمالها يهدف إلى إجبار الكوادر الطبية على ترك مرضاهم ومغادرة المستشفيات، في مجزرة مُركّبة تمارس بحق الجرحى والمرضى، حيث ترفض إسرائيل علاجهم داخل المشافي، وترفض كذلك نقلهم إلى مصر للعلاج من خلال استهداف قوافل الجرحى".
وعلى صعيد العملية البرية، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لمحاولات التقدم الإسرائيلية بمحاور القتال، معلنة بين الحين والآخر عن إيقاع خسائر في الأرواح والمعدات بصفوف جيش الاحتلال.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إن اشتباكات عنيفة دارت في ساعات فجر الأحد، بين المقاومة وقوات الاحتلال المتوغلة شمال غربي غزة.
وفي خان يونس جنوبي قطاع غزة، سمعت أصوات اشتباكات عنيفة، تزامناً مع قصف إسرائيلي مدفعي مكثف.
وقال مصدر في المقاومة إنّ اشتباكات عنيفة بين عناصر المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي تجري شرقي مدينة خان يونس، مشيراً إلى أنّ "الاشتباكات من مسافة صفر مع قوات الاحتلال والمقاومة تستخدم الصواريخ المضادة للدروع وقذائف الهاون".
ولاحقا، أعلنت كتائب "القسام"، أنها دمرت آليتين لجيش الاحتلال أثناء توغلهما في منطقة الفراحين شرقي خان يونس بقذائف "الياسين 105".
وأضافت: "مقاتلينا أوقعوا قوات الاحتلال المتوغلة شرقي خان يونس بكمين محكم"، بعد استهدافها بقذائف "الياسين 105" وأسلحة القنص".
ولم تذكر الكتائب أي تفاصيل عن سقوط ضحايا في صفوف القوات الإسرائيلية، لكنها أكدت "عودة مقاتليها بسلام".
فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية، أنّ صورايخ مضادة للدبابات أطلقت على قوات الجيش في منطقة كيسوفيم.
وذكرت أنه "لم يصب أي جنود في الحادثة"، وأن القوات "ردت النار".
سياسيا، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، إحراز تقدم في تأمين "هدنة إنسانية" في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، في وقت يعمل وزير خارجيته على نفس المسألة في الشرق الأوسط.
وردا على سؤال عما إذا كان قد تم إحراز أي تقدم في هذه المسألة، أجاب بايدن السبت: "نعم"، وذلك أثناء مغادرته كنيسة في ولاية ديلاوير، ورفع إبهامه قبل ركوب سيارته.
في وقت، نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية (رسمية) عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان القول، إن اتساع نطاق الحرب في غزة "أمر لا مفر منه"، في ظل تصاعد ما وصفه بـ"العدوان على المدنيين".
ونسبت الوكالة للوزير الإيراني القول في اتصال هاتفي مع نظيره العراقي فؤاد حسين، إن الدعم الأمريكي لإسرائيل هو "السبب الرئيسي في تصاعد حدة الأزمة الحالية في المنطقة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أعلن رفضه "الهدنة المؤقتة من دون إطلاق سراح الرهائن"، الذين تحتجزهم "حماس" منذ هجومها.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنهم نحو 240 شخصا بينهم مواطنون أجانب.
وقد اختطف هؤلاء خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنته "حماس" على إسرائيل، وهو الأعنف منذ قيام إسرائيل عام 1948.
وقتل في هذا الهجوم أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، تقصف إسرائيل قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، يعانون من وضع إنساني كارثي. واستتبعت القصف المدمر بعمليات برية.
وتجاوزت حصيلة القصف الإسرائيلي في قطاع غزة 9488 شهيدا، بينهم 3900 طفل و2509 نساء، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.