الرسالة ضمَّت صحفيين يعملون في "رويترز ولوس أنجلوس تايمز وبوسطن غلوب وواشنطن بوست"، وقالت إن "غرف الأخبار مسؤولة عن الخطاب اللاإنساني الذي يبرِّر التطهير العِرقي للفلسطينيين".
وفق واشنطن بوست، فإن رسالة الصحفيين هذه تعتبر الأحدث في سلسلة من التصريحات الجماعية التي ترتكز على رد الفعل من جانب الولايات المتحدة بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي حين انتقد كتَّاب وفنانون وباحثون وأكاديميون آخرون التغطية الإعلامية للصراع، فإن الرسالة الأخيرة تتميز بكشفها "الانقسامات والإحباطات" داخل غرف الأخبار بشأن كيفية تغطية الصراع في غزة.
بالنسبة لبعض الصحفيين، كان التوقيع على الرسالة خطوة جريئة أو حتى محفوفة بالمخاطر، حيث طُرد صحفيون من بعض المؤسسات بسبب تبنيهم مواقف سياسية عامة قد تعرضهم "لاتهامات بالتحيز"، لكن أولئك الذين نظموا الرسالة قالوا إنها دعوة لإعادة الالتزام بالعدالة، وليس التخلي عنها، وفق "واشنطن بوست".
"المعايير المزدوجة"
بدوره، قال عبد الله فياض، الذي وصل إلى نهائيات جائزة بوليتزر لعام 2022 وعضو سابق في هيئة التحرير في صحيفة بوسطن غلوب، والذي وقّع على الرسالة: "آمل بعد هذه الرسالة أن يتم التراجع عن ثقافة الخوف حول هذه القضية، وجعل صناع القرار والمراسلين والمحررين يفكرون مرتين بشأن اللغة التي يستخدمونها".
وشددت الرسالة على ضرورة منح الصحفيين حرية لاستخدام مصطلحات مثل "الفصل العنصري" و"التطهير العرقي" و"الإبادة الجماعية" لوصف الاضطهاد الذي يمارسه الاحتلال بحق الفلسطينيين.
ويؤكد الموقّعون على الرسالة أن هذه "مصطلحات دقيقة تم تعريفها جيداً من قِبل المنظمات الدولية لحقوق الإنسان"، في إشارة إلى وصف منظمات أممية ممارسات الاحتلال بأنها "فصل عنصري".
وقال فياض إنه لم يكن يدعو غرف الأخبار إلى اعتماد هذه المصطلحات لأوصافها الخاصة، "لكن من الحقائق ذات الصلة أن نقول إن جماعات حقوق الإنسان الرائدة وصفت إسرائيل بنظام الفصل العنصري"، كما تشير العديد من القصص الإخبارية إلى ذلك.
ويقارن ذلك بتصنيف الولايات المتحدة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" بأنها منظمة إرهابية، مشيراً إلى أن ذلك "هو نوع من المعايير المزدوجة الذي آمل أن تسلط عليه هذه الرسالة الضوء على ذلك."
استهداف الصحفيين في غزة
ويركز جزء كبير من النص على الصحفيين الذين قُتلوا في الصراع الذي استمر لمدة شهر والذي اندلع بعد أن عبَرَ مقاتلو حماس الحدود الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص واحتجاز حوالي 240 أسيراً.
وحتى الآن، قُتل 39 من العاملين في وسائل الإعلام، معظمهم في هجمات انتقامية شنتها إسرائيل، وفقاً لآخر إحصاء صادر عن لجنة حماية الصحفيين.
وتوصل تحقيق أجرته منظمة مراسلون بلا حدود إلى أن إسرائيل استهدفت صحفيين في أكتوبر/تشرين الأول. 13 غارة جوية أدت إلى مقتل صحفي رويترز عصام عبد الله وإصابة ستة آخرين.
وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول، أبلغ مسؤولون عسكريون إسرائيليون وكالة رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية بأنهم لا يستطيعون ضمان سلامة موظفيهم العاملين في قطاع غزة.
في السياق، أكد جو ريفانو باروس، المحرر في منظمة Mission Local غير الربحية في سان فرانسيسكو والذي وقَّع على الرسالة، أنه لم تكن هناك "إدانات واسعة النطاق [لقتل الصحفيين] من غرف الأخبار الغربية".
وقال ريفانو باروس: "يبدو أن هذا الصراع بالذات يجلب الكثير من المراوغة بطريقة لا تحدثها الصراعات الأخرى".
وتأتي رسالة الصحفيين في أعقاب عدة رسائل مفتوحة أخرى في الأسابيع الأخيرة، أعرب معظمها عن التضامن مع الفلسطينيين.
ومنذ 34 يوماً، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 10 آلاف و812 فلسطينياً، بينهم 4412 طفلاً و2918 سيدة، وفق وزارة الصحة في غزة.