فظائع بحق أسرى فلسطين في سجون الاحتلال.. "أبو غريب" الإسرائيلي
صحيفة "هآرتس" العبريه كشفت في افتتاحيتها، عن ارتكاب سلطات الاحتلال فظائع بحق الأسرى الفلسطينيين، ما يعيد إلى الأذهان جرائم جنود الاحتلال الأمريكي بحق سجناء "أبو غريب" بالعراق قبل عشرين عاما، والتي أثارت غضبا في أنحاء العالم إثر تسريب صور الانتهاكات آنذاك.
Table of Contents (Show / Hide)
الصحيفة دعت، إلى "اهتمام فوري (بأوضاع الأسرى) في ظل الأدلة المتراكمة على المعاملة القاسية التي يتعرض لها سكان غزة المحتجزون في مركز الاعتقال العسكري "سدي تيمان" (قرب مدينة بئر سبع- جنوب)، وكذلك السجناء والمعتقلين المتهمين بارتكاب جرائم أمنية والمحتجزين في سجني "جلبوع" و"مجدو" (شمال)".
وأوضحت أن "المحطة الأولى للمعتقلين في غزة هي "سدي تيمان"، حيث يتم ضربهم وتقييد أيديهم إلى السياج وإجبارهم على الوقوف وأيديهم مكبلة فوق رؤوسهم".
وأضافت أنه "في سجن "جلبوع"، يقول مَن يسمون بالسجناء الأمنيين، معظمهم من الفلسطينيين من الضفة الغربية، إنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول (الماضي)، هاجمهم الحراس وأهانوهم وأساءوا إليهم، وهو ما غض عنه كبار مسؤولي مصلحة السجون الطرف".
وفي ذلك اليوم، وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شن مقاتلو حركة "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات بغلاف غزة، بعد أن اخترقوا جدارا عازلا مزودا بتكنولوجيا دفاعية متقدمة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع دولة الاحتلال، التي تحتجز في سجونها نحو 8600 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
وقوف على أربع
أحد السجناء المفرج عنهم قال إن "الحراس كانوا يدخلون (الزنزانة) حاملين العلم الإسرائيلي، وأي شخص يرفض تقبيل العلم يتعرض للضرب على جميع أنحاء جسده. وطالب الحراس السجناء بالوقوف على أربع (إذلال عبر التشبيه بالحيوانات) لتقبيل العلم".
و"ظهرت روايات مماثلة في شهادة سجين آخر تم تقديمها إلى مركز "هموكيد" (الحقوقي) وجرى تحويلها مؤخرا إلى النائب العام غالي باهاراف ميارا. وقال هذا السجين إن الحراس كانوا يدخلون الزنزانة ويضربون النزلاء ويجبرونهم على لعن أنفسهم والوقوف على أربع والعلم الإسرائيلي على ظهورهم"، بحسب الصحيفة.
وأردفت: "كما تظهر الشهادات التي أدلى بها كل من الفلسطينيين من الضفة الغربية والمواطنين العرب في إسرائيل (الداخل الفلسطيني المحتل) المحتجزين في الأجنحة الأمنية في سجن "مجدو"، أن وضعا مماثلا كان موجودا في هذا السجن منذ بدء الحرب مع حماس".
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء 22 ألفا و313 شهيدا، و57 ألفا و296 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
و"يقول هؤلاء الأسرى إن الحراس قيدوا أيدي النزلاء الجدد وضربوهم حتى نزفوا. وقال سجين لمحاميه إنهم أُجبروا مرارا وتكرارا على الاستلقاء على الأرض وقول "يحيي شعب إسرائيل". وإذا لم يفعلوا ذلك، يتم ضربهم"، كما أدفت الصحيفة.
وقال أحد المحتجزين: "عندما وصلنا، قسمونا إلى مجموعتين وجعلونا ننتظر"، فيما قال آخر: "دخل أربعون حارسا وضربونا بشدة، وفي الزنزانات تم تقييدنا لمدة تسع ساعات. وفي المساء جاءوا وضربوا كل من في الزنزانة".
مقتل أسرى
الصحيفة قالت إنه "منذ بداية الحرب، توفي خمسة أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وفُتحت تحقيقات في اثنتين من هذه الوفيات؛ لوجود آثار عنف على جسديهما. فيما توفي عاملان من غزة في ظروف غامضة، أحدهما في سجن "عناتوت" العسكري والآخر في سجن "عوفر" العسكري".
وشددت على أنه "لا يوجد أي مبرر للتصرف كالحيوانات تجاه الفلسطينيين المحتجزين. ولا يمكننا أن نتوقع أي شيء من وزير الأمن القومي (اليميني المتطرف) إيتمار بن غفير، لكن مطلوب تدخل عاجل من النائب العام ميارا".
وبالإضافة إلى اعتقالات في غزة لا يُعرف عددها على وجه الدقة، اعتقلت قوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة منذ 7 أكتوبر الماضي 4 آلاف و860 فلسطينيا، خلال عمليات اقتحام مكثفة، وفقا لمنظمات فلسطينية معنية بشؤون الأسرى.
وحوالي ألفين و870 من بين إجمالي الأسرى الفلسطينيين هم معتلقون إداريون، أي صدر بحقهم قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم أنهم يمثلون تهديدا أمنيا، ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد هذا الاعتقال إلى 6 شهور قابلة للتمديد.
المصدر: الخليج اونلاين