في هذا الإطار، نشر المعهد الأميركي (responsible statecraft) مقالاً يشير فيه إلى تزايد الإجراءات القانونية من قبل دول العالم الثالث ودعمها من حوالي 59 % من سكان جنوب العالم ضد تصرفات الكيان اللاإنسانية في الأراضي الفلسطينية، الذي يساهم بعزل إسرائيل وسيطال الولايات المتحدة الأميركية أيضا .
أحالت المكسيك وشيلي مؤخراً إلى المحكمة الجنائية الدولية (ICC) لإجراء تحقيق في الجرائم ضد المدنيين في غزة خلال الحملة الإسرائيلية العسكرية الحالية، تعد هذه الخطوة علامة أخرى على زيادة الدعم من الجنوب العالمي، من خلال مسار قانوني دولي ضد الحرب والحصار المستمر على غزة. مما يزيد من عدد الدول التي تقود أو تدعم القضايا في المحاكم الدولية، الذي يؤثر على عزل إسرائيل والولايات المتحدة.
قوبلت مسألة ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ترتكب جرائم حرب في حرب مستمرة ومدمّرة، بمقاومة وغضب عميقين في إسرائيل، وبين أنصارها في الولايات المتحدة، بصفتها الداعم الأساسي لحرب إسرائيل، من الجدير بالذكر، أن هناك تداعيات على سمعة الولايات المتحدة أيضاً.
قدمت العديد من البلدان النامية صراحة دعماً لقضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية (ICJ) في أواخر ديسمبر 2023 بشأن تهمة الإبادة الجماعية، بينما فعلت دول أخرى ذلك بشكل غير مباشر، كجزء من القرارات التي اتخذتها منظمة التعاون الإسلامي (OIC) وجامعة الدول العربية.
هناك أيضاً قضية أخرى تشق طريقها عبر محكمة العدل الدولية بشأن فتوى "بما يتعلق بالنتائج القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية". القضية هي نتيجة قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة. في السياق، أعلنت إندونيسيا مؤخراً أن وزيرة الخارجية بنفسها، ريتنو مارسودي، ستسافر إلى لاهاي لتقديم حجج شفوية تدعم فلسطين في هذه القضية.
تظهر الإحصائيات اللجوء المتزايد إلى الإجراءات القانونية الدولية من قبل دول الجنوب العالمي ضد تصرفات إسرائيل في فلسطين، هو أمر يشير إلى أن الوقت لا يبدو إلى جانب إسرائيل عندما يتعلق الأمر بكسب أصدقاء من هذه الدول. وتمتد الدول التي تقود هذه الإجراءات أو تدعمها عبر جميع بلدان جنوب الكرة الأرضية تقريباً، بما في ذلك أمريكا اللاتينية وأفريقيا وغرب آسيا وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا. وتظهر الإجراءات التي بدأتها جنوب إفريقيا والمكسيك وتشيلي، والدعم الواسع لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2022، أن هذا الشعور يمتد إلى ما هو أبعد من الدول العربية أو ذات الأغلبية المسلمة.
عندما تم إحصاء سكان هذه الدول، فإن حوالي 59٪ من جنوب الكرة الأرضية قد قاد أو دعم الإجراءات القانونية الدولية ضد إسرائيل. علاوة على ذلك، أظهر رسمنا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 ديسمبر، تسجيل الغالبية العظمى من دول الجنوب العالمي دعمها لوقف إطلاق النار الإنساني غير المشروط في غزة.
المصدر: القدس العربي