يرجح العلماء أنه خلال 100 مليار عام، سيزول نظامنا الشمسي من خارطة الكون، ولن يبقى منه إلا شمسنا التي ستنطفئ وتتحول إلى قزم أبيض صغير الحجم وباهت الإضاءة.
كما نعلم جميعاً فإن "الماء السائل" هو من المتطلبات الأساسية لوجود حياة على سطح الكوكب، لكن مع الأسف فإن الماء المكون 71% من سطح الأرض سيتبخر يوماً ما.
فمن أجل الحفاظ على المياه السائلة على سطح الكوكب يجب أن يكون هناك توازن بين الطاقة القادمة إلى الأرض والطاقة الخارجة منها.
وإذا زادت كمية غازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض (كما هو الحال اليوم)، فإن التأثير "الكلي" لهذه الغازات يخل بتوازن الطاقة في الغلاف الجوي ويجعل سطح الأرض أكثر سخونة.
وبالتالي فإن مشكلة الاحترار المناخي تجعل الغلاف الجوي وكأنه بطانية تحتفظ بالحرارة داخل الأرض وتمنعها من الانطلاق نحو الفضاء.
من جهة أخرى، يزداد سطوع الشمس ببطء مع الوقت نتيجة احتراق المزيد من الهيدروجين داخلها وتحوله إلى هيليوم؛ مما يعني أن مزيداً من الطاقة (الحرارة) ترد إلى الأرض مع مرور الوقت بينما تقل كمية الطاقة (الحرارة الناتجة عن الغازات الدفيئة) الخارجة من الأرض بسبب احتفاظ الغلاف الجوي بها.
مع مرور الوقت -ونعني هنا الكثير الكثير من الوقت- سيؤدي ذلك إلى زيادة سخونة الأرض لدرجة غير محتملة تؤدي إلى تبخر المياه رويداً رويداً في البحار والمحيطات. ويتوقع العلماء أنها ستختفي تماماً بعد مرور مليارات السنين.
يقول العلماء إنه بعد حوالي 10 إلى 100 مليون عام ستدب الفوضى في مدارات الكواكب الصخرية ويصبح من الصعب التنبؤ بحركتها.
ويتوقع العلماء أن تلك المدارات لن تبقى منتظمة ومستقرة مدى الحياة، فعلى سبيل المثال وجدت الدراسات أن مدار عطارد سيصبح ممتداً للغاية وغير منتظم ويمكن أن يحدث هذا إذا تداخل مدار عطارد مع المشتري.
وبمجرد أن يصبح مدار عطارد ممتداً لدرجة أنه يعبر مدار كوكب الزهرة، يمكن أن تحدث الكثير من الاحتمالات المرعبة. على سبيل المثال، يمكن أن يقترب عطارد من الشمس لدرجة أنها ستبتلعه.
وقد يصطدم عطارد بكوكب الزهرة مما يؤدي إلى دمار في الكوكبين سيمتد أثره إلى الكواكب المجاورة.
في غضون حوالي 5 مليارات سنة، سينفد الهيدروجين من قلب الشمس، مع العلم أن الهيدروجين هو الوقود الذي يساعدها على الاحتراق والسطوع.
لكن ستستمر الشمس في دمج الهيدروجين في غلاف متوسع، وهذا سوف ينفخ الشمس لتصبح عملاقاً أحمر.
مع العلم أن العمالقة الحمراء أكثر برودة من النجوم الشبيهة بالشمس (وبالتالي أكثر احمراراً) ولكنها مشرقة للغاية بسبب أحجامها الكبيرة جداً.
وستبقى الشمس عملاقاً أحمر لحوالي نصف مليار سنة. وسيزداد سطوعها، مما يجعل كواكب مثل المشتري وزحل صالحة للحياة.
وخلال هذه المرحلة، قد يكون لدى الأقمار الكبيرة للكواكب العملاقة ظروف تساعدها على تكوين المياه السائلة على أسطحها؛ إذ تحتوي العديد من هذه الأقمار على الكثير من المياه في داخلها تحت أصداف جليدية.
لكن شمسنا لن تبقى عملاقاً أحمر مدى الحياة، بل ستخفت وتتحول في النهاية إلى قزم أبيض.
لكن هذه ليست النهاية، إذ إن خمسة (أو ربما ستة كواكب -من بينها الأرض إذا كانت محظوظة كفاية) ستبقى على قيد الحياة لرؤية الشمس كقزم أبيض.
قبل أن تتحول الشمس إلى قزم أبيض ستكون قد ابتعلت اثنين أو ثلاثة من الكواكب الحائمة حولها (في مرحلة العملاق الأحمر)، وبعد موت الشمس (بتحولها إلى قزم أبيض) ستظل خمسة أو ستة من الكواكب الأصلية الثمانية للشمس سليمة، لكنها بالتأكيد لن تكون كواكب مرتبطة بمدار شمسي إنما ستبقى هذه الكواكب على قيد الحياة ككواكب حرة أو "مارقة".
وهذه ستمثل نقطة النهاية لما نسميه اليوم "مجموعتنا الشمسية" .
المصدر: عربي بوست