معطيات إسرائيلية تشير لتناقص أعداد اليهود خارج فلسطين
مع دخول سنة عبرية جديدة، كشفت معطيات إسرائيلية جديدة عن انخفاض لافت في أعداد اليهود خارج فلسطين المحتلة، بينما يستمر عددهم في إسرائيل في الازدياد، سواء بسبب تكثيف إجراءات دولة الاحتلال في استيعاب المهاجرين اليهود، أو زيادة معدل المواليد بينهم.
Table of Contents (Show / Hide)
وتذهب التقديرات الإسرائيلية إلى حدّ القول إنه إذا لم تحدث بعض الأحداث غير العادية كالحروب العالمية، أو تغير المناخ الذي سيؤدي لموجة من الهجرة، فإنه في غضون عشر سنوات، سيعيش معظم يهود العالم في دولة الاحتلال.
مع العلم أن هذه المعطيات طرحت علامات استفهام أمام دولة الاحتلال في كيفية تحديد من هو اليهودي، باعتباره التحدي الأكبر، ونقطة الخلاف الرئيسية المتعلقة باليهود الأمريكيين، في ظل الفجوة القائمة في هذا الموضوع الحساس، لأن إجابته تسمح أو تحظر بأن يكون هذا المهاجر في حدود المجتمع اليهودي أم خارجه.
خبير الديموغرافيا اليهودية البروفيسور سيرجيو ديلا فيرغولا ذكر أن "هناك مخاطر تتعلق بأن بعض المهاجرين إلى إسرائيل لا يستوفون تعريفات قانون العودة الخاص باليهود فقط، وبالتالي فإنهم مع مرور الوقت لا ينتمون إلى المجتمع اليهودي بأي معنى، ومن ذلك مثلا أن هناك ستة ملايين يهودي في الولايات المتحدة، بينما تتحدث أرقام أخرى عن أنهم 7.5 ملايين، هذا فرق بمليون ونصف، كيف يمكن جسره أو حلّه، مما قد يحمل دلالات مفادها أن بعض اليهود ينأى بنفسه عن يهوديته".
وأضاف في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "الخلافات بشـأن أعداد اليهود حول العالم يتعلق بعضها بمعايير الشريعة اليهودية، سواء في الولايات المتحدة أو بلدان الاتحاد السوفيتي السابق، حيث يصدر تعداد سكاني محلي، ويمكن التشكيك في مصداقيته، مع أنه اليوم يوجد 15 مليون يهودي في العالم، منهم من هو غير مهتم بالمجيء لإسرائيل، لكنهم موجودون، ويحق لهم الهجرة".
وكشف عن معطى لافت مفاده أن "اليهود حول العالم يموتون أكثر من أن يولدوا، حيث أن معظم اليهود في الشتات يسيرون في اتجاه تنازلي، مع توازن سلبي بين المواليد والوفيات، لكنهم في إسرائيل ينمو عددهم بمعدل مرتفع، في ضوء أن معظم يهود الخارج من المجتمعات الأكبر سنًا، أما في إسرائيل فمعدل الولادة يزيد عن 3 أطفال لكل أسرة، مع توافد يهود آخرين إلى دول غربية أخرى غير إسرائيل مثل ألمانيا وبولندا، رغم أن عدد مهاجري روسيا لإسرائيل تجاوز عدد مهاجري أوكرانيا".
ورصد أن "الهجرات اليهودية لإسرائيل تأتي من عدد كبير من الدول ذات الوضع الاقتصادي غير الجيد، مثل فرنسا وإيطاليا والأرجنتين والمكسيك، حيث يوجد استنزاف وأزمات اقتصادية، مما قد يؤدي أحيانا لنزوح جماعي، وصولا لحالة من توازن الهجرة السلبي، وعمليًا إلى تقليل الجالية اليهودية في تلك البلاد، رغم أن فرنسا مثلا فيها ثالث أكبر جالية يهودية في العالم، لكن هناك تراجع مستمر فيها، وكذلك بريطانيا حالة مثيرة للاهتمام، حيث ينمو فيها المجتمع اليهودي الأرثوذكسي، ولديه زيادة عالية".
وكشف عن مشكلة تواجه الهجرات اليهودية من الخارج إلى إسرائيل، وتتمثل في "زواج اليهود من غير اليهود، وعندما يولد طفل منهم تبرز إشكالية هويته، وما إذا كان ينبغي إدراجه في المجتمع اليهودي، في حين أن إسرائيل تشهد نموا كبيرا جدًا لا يقل عن 100 ألف يهودي سنويًا، مما يغير في نهاية المطاف ميزان القوى بين يهود إسرائيل ويهود الخارج، ولذلك فإنه في بداية 2022 يوجد 7 ملايين يهودي في إسرائيل، وكل عام تضيف إسرائيل نصفا بالمائة من 100٪ لجميع اليهود في العالم".
على الصعيد السياسي، يشير ديلا فيرغولا إلى أنه "في غضون 10 سنوات تقريبًا، وإذا استمرت الاتجاهات السكانية بالمعدل الحالي، وبدون أحداث دراماتيكية، فمن المحتمل أن يعيش معظم اليهود في العالم في إسرائيل، وإذا أخرجناهم من المعادلة، فلا أغلبية يهودية في الأراضي التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني، أي فلسطين المحتلة، مما قد يترك آثاره الديموغرافية في المناطق الواقعة خارج الخط الأخضر".
وأوضح أنه "في السنوات الأخيرة، وإذا نظرت إلى عدد اليهود مقابل الفلسطينيين في فلسطين المحتلة كلها، فإنهما في حالة التعادل قبل عشرين عامًا، وكنت أعتقد أن هذه المعادلة ستنكسر لصالح الجمهور اليهودي، لكن تقديري اليوم أن هناك نوعًا من الاستقرار فيها، فالعرب يواصلون النمو، وفيما اليهود الأرثوذكسيون المتدينون ينمون أيضًا، وبالتالي فإن المجموعتين تنموان بمعدل مماثل، مما سيترك تبعاته على الأرض، أهمها أنه لا توجد أغلبية يهودية في جميع مناطق فلسطين المحتلة".
وختم بالقول إنه "بلغة الأرقام، يشكل اليهود اليوم 52٪ في كل أنحاء فلسطين المحتلة بشقيها 1948، و1967، أي نوع من التعادل مع الفلسطينيين، وإذا أخرجت قطاع غزة من المعادلة، وأبقينا الحساب على الضفة الغربية وشرقي القدس، فإن الأغلبية اليهودية ترتفع إلى 60٪، أما إذا تحركنا للإشارة إلى داخل الخط الأخضر، فستكون أغلبية يهودية 80٪، وهذه النسب بحاجة لتفكير سياسي عميق".
المصدر: الخليج اونلاين