ما دلالات ظهور نجل الرئيس الإماراتي في لقاءات سياسية رفيعة
بعد شهور مرت على وفاة الرئيس الإماراتي الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وانتخاب الشيخ محمد بن زايد رئيساً للبلاد من قبل المجلس الأعلى للاتحاد، ظهر خالد بن محمد بن زايد، ممثلاً عن بلاده في أكثر من مناسبة، وهو ما يعكس وفق محللين تجهيزه لمنصب سياسي رفيع قد يكون ولياً للعهد.
Table of Contents (Show / Hide)
وظهر خالد بن محمد بن زايد، وهو رئيس جهاز أمن الدولة بدرجة "وزير"، مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، يوم (26 سبتمبر 2022) وهو يوقع معه اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وذلك على هامش الزيارة التي أجراها المسؤول الإماراتي لطوكيو.
وبعد يومين شارك خالد، وهو عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، في حفل استقبال رسمي لجمعية الصداقة اليابانية الإماراتية، تزامناً مع الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية المتينة بين البلدين.
وترأس كذلك، وفد بلاده المشارك في مراسم تشييع جنازة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، في العاصمة طوكيو، بحضور عدد من قادة وزعماء دول العالم.
ونقل تعازي رئيس الإمارات إلى الحكومة اليابانية، إضافة إلى عقده لقاءات مع "آكي" أرملة المسؤول الياباني الراحل، وعدد من أفراد الأسرة، حيث قدّم واجب العزاء لهم.
ويعد حضور خالد بن محمد بن زايد (40 عاماً)، جنازة رئيس وزراء اليابان السابق حدثاً لافتاً، خاصةً أن دول الخليج العربي أرسلت زعماءها أو وزراء بارزين للمشاركة في الجنازة، حيث شارك أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فضلاً عن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان.
ويعكس ظهور بن زايد، وهو أكبر أبناء رئيس دولة الإمارات، في أكثر من مناسبة، وتقديمه، رغبةً من الأخير في تحضيره لمنصب سيادي مهم خلال الفترة القريبة القادمة، حيث سيكون ولياً للعهد، وهو الأقرب، خاصة بعد انتخاب رئيس الإمارات من قبل المجلس الأعلى للاتحاد، في مايو الماضي.
وضمن المهام السياسية التي وُكلت إلى خالد بن محمد بن زايد، استقباله المبعوث الخاص لسلطان عُمان هيثم بن طارق، فاتك بن فهر آل سعيد، لدى وصوله إلى الإمارات منتصف سبتمبر 2022، إضافة إلى حضوره مراسم تسليم الرسالة الخطية من المبعوث العُماني، إلى الرئيس الإماراتي.
ولياً للعهد؟
يؤكد الكاتب الخبير بالشؤون الخليجية، سليمان نمر، أن الرئيس الإماراتي يعمل من خلال إشراك ابنه الشيخ خالد في كثير من المناسبات واللقاءات، على تأهيله ليكون ولياً لعهد أبوظبي.
ويقول "نمر" في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "على مدار السنوات الماضية تولى الشيخ خالد بعض الملفات في الديوان الأميري، ويطمح رئيس الإمارات إلى الحصول على موافقة من أشقائه لتعيين ابنه ولياً للعهد في وقت قريب".
ويبين أن بعض أبناء زايد يرفضون تولي الشيخ خالد منصب ولي العهد، كالشيخ حمدان الذي يعارض ذلك. ويوضح أن الدستور الإماراتي يعطي الحق لرئيس الدولة في تعيين ولي العهد، ولكن جرت العادة في الإمارات بأن يتم الأمر بالتوافق من الأغلبية على ذلك.
ويرى أن الرئيس الإماراتي غير مستعجل على تعيين ابنه ولياً للعهد، وسيكلفه في الفترة القادمة بكثير من المهام ليقوم بها نيابة عن رئيس الدولة.
ويخلص في ختام حديثه، إلى أن تعيين الشيخ خالد بمناصب جديدة "سيزيد من نفوذه داخل الدولة، وسيتم تأهيله ليكون ولي عهد قوياً".
بدوره تطرق موقع "تاكتيكال ريبورت" الدولي إلى دور خالد، النجل الأكبر للرئيس الإماراتي محمد بن زايد، المتصاعد على جميع المستويات في الإمارات.
وقال الموقع في تقرير له نشر مؤخراً: إن "خالد بن محمد بن زايد الذي يشغل منصب رئيس جهاز أمن الدولة ونائب مستشار الأمن الوطني، يثبت وجوده المتزايد في الإمارات على جميع المستويات".
وبيّن أن الرئيس الإماراتي "تعمّد إلقاء مزيد من الضوء على دور نجله خالد، في ضوء حضوره المتزايد بالمحافل الحكومية".
وينافس خالد بن زايد ثلاثة أشخاص من الأسرة الحاكمة لتولي منصب ولاية العهد، وهم: الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني، وهزاع بن زايد نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
خالد بن محمد بن زايد
خالد بن محمد بن زايد آل نهيان مولود في 8 يناير 1982، وهو أكبر أبناء رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتقلد الشيخ خالد عدة مناصب، آخرها عام 2016، نائباً لمستشار الأمن الوطني ورئيساً لجهاز أمن الدولة في الإمارات.
وتخرج في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وخدم بجهاز أمن الدولة.
وظهر اسمه على الساحة السياسية رئيساً للمجلس الأعلى للأمن القومي بإمارة أبوظبي في مطلع عام 2010، فيما تقلد منصب رئيس جهاز أمن الدولة بدرجة "وزير" في فبراير 2016، إثر مرسوم اتحادي صدر حين كان خليفة بن زايد رئيساً لدولة الإمارات.
وأصبح في يناير 2017، مستشاراً لنائب رئيس الأمن القومي، ثم أصبح رئيساً للجنة التنفيذية لعملاق النفط الإماراتي "أدنوك"، وعُين في مارس 2021، عضواً بمجلس إدارتها بقرار من والده، الذي كان رئيساً لمجلس الإدارة حينها.
كما تقلد عضوية المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية المشرف على جميع الأصول الاقتصادية لإمارة أبوظبي مثل: "مبادلة" و"القابضة"، و"جهاز أبوظبي للاستثمار"، و"شركة بترول أبوظبي الوطنية".
وانخرط خالد في مشروع والده الضخم الهادف إلى تنويع اقتصاد أبوظبي من خلال شركة (Hub71)، أو منظومة التكنولوجيا التي تمولها شركة "مبادلة".
وفي عام 2008، تزوج خالد بفاطمة بنت سرور آل نهيان، وأنجب منها ولداً وبنتاً.
المصدر: الخليج اونلاين