وشاركت صفحات وحسابات من السلطنة في هذه الحملة الشعبية، رافضة لقرار سلطات بلادهم، مشددين على أن غالبية العمانيون يرفضون عبور الطائرات الإسرائيلية عبر الأجواء العُمانية.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت هيئة الطيران المدني العمانية، أن المجال الجوي للسلطنة سيكون مفتوحا أمام جميع الناقلات الجوية المدنية، في خطوة ستمكن شركات الطيران الإسرائيلية من استخدام ممر سعودي-عماني لاختصار أوقات الرحلات إلى آسيا.
بالتزامن، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن سلطنة عمان قررت السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق في مجالها الجوي.
وذكر موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية الخميس، أن القرار العماني جاء بعد شهرين من المفاوضات التي أجرتها إسرائيل مع السلطات في مسقط، لافتة إلى أن الخطوة العمانية ستقصر المدة الزمنية التي تستغرقها رحلات الطائرات الإسرائيلية إلى شرق آسيا بساعتين.
واحتل وسم "عمانيون ضد التحليق الصهيوني"، قائمة الأكثر تفاعلا في المملكة بعد ساعات من إعلان القرار، معتبرين القرار خذلان للقضية الفلسطينية.
وقال ناشطون إن أغلب الشعب العماني يرفض القرار، ويطالب بإلغائه، نصرة للقضية الفلسطينية.
وفي السياق، أطلق حساب "عمانيون ضد التطبيع" حملة شعبية ضد القرار، فيما شدد آخرون على أن "إسرائيل ليست دولة، وإنما كيان غاصب ينقض العهود في كل يوم".
ويخشى عمانيون أن تمهد هذه الخطوة لاستئناف العلاقات بشكل رسمي بين مسقط وتل أبيب، رغم أنهما لم يوقعا اتفاق سلام، ولم تنضم السلطنة لاتفاقات "إبراهام" بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين لكنها لم تعارضها.
ويرتبط الجانبان منذ العام 1994 بعلاقات رسمية بدأت في عهد سلطان عمان الراحل السلطان قابوس وتم تجميدها خلال الانتفاضة الفلسطينية في العام 2000، قبل أن تبرز بوادر تواصل بين الطرفين لاحقا وتأكدت خاصة بعد زيارة بنيامين نتنياهو في العام 2018 للعاصمة العمانية ولقائه بسلطان عمان الراحل.
وقالت السعودية التي لا تربطها علاقات رسمية مع إسرائيل مثل عُمان الصيف الماضي، إنها ستفتح مجالها الجوي أمام جميع الناقلات الجوية، لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا في وقت سابق إن الممر لا يمكن تنفيذه إلا بموافقة السلطنة لأنه سيتطلب أيضا التحليق فوقها.
وكان فتح المجال الجوي السعودي أمام الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل أحد محاور زيارة الرئيس الأميركي "جو بايدن" إلى المنطقة الصيف الماضي في إطار مساعي الولايات المتحدة وإسرائيل لإبرام اتفاقيات تطبيع للعلاقات بين إسرائيل ودولتين خليجيتين.
وسمحت السعودية، التي وافقت ضمنيا على الاتفاقيات التي أبرمتها الإمارات والبحرين في عام 2020 بوساطة أمريكية، لشركات الطيران، ومن بينها تلك الإسرائيلية، بتسيير رحلات جوية من البلدين وإليهما فوق أراضيها.
يشار إلى أن نتنياهو أعلن بعيد تشكيل حكومته أن توسيع مسار التطبيع مع الدول العربية سيكون على رأس أولويات حكومته.
المصدر: الخليج الجديد