الإمارات بعد السعودية لم تعد تعتبر أمريكا والغرب نموذجا لهذه الأسباب
موقع مودرن دبلوماسي اعتبر أن الإمارات لم تعد تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية والغرب نموذجا مثاليا، مشيرا إلى أن ذلك يأتي بعد توجه مماثل من السعودية.
Table of Contents (Show / Hide)
واستشهد الموقع في تحليل حديث نشره على موقعه، على التوجه السعودي، بتوتر العلاقات الحالي بين الرياض وواشنطن والاستقبال البارد الذي حظي به الرئيس الأمريكي جو بايدن في الرياض خلال يوليو/ تموز الماضي، فضلا عن اختيار المملكة الصين كوسيط للتقارب مع إيران.
وأوضح أنه إقدام السعودية على الخطوات المذكورة وغيرها، هناك الآن الإمارات التي أصبحت تعمل وفقا لمصلحتها فقط حتى لو استلزم ذلك منها مخالفة الولايات المتحدة في الأمور ذات الأهمية الجيوسياسية.
وأضاف الموقع أن الرئيس الأمريكي وجهة الدعوة لنظيره الإماراتي محمد بن زايد لزيارة واشنطن الصيف الماضي، لكن لم تتم تلبية الدعوة حتى الآن بسبب وجود عراقيل في العلاقة بين الجانبين.
وبحسب ثيودور كاراسيك، وهو مستشار أول في مركز جلف ستيت أناليتكس في واشنطن: "من المستبعد للغاية أن يقوم رئيس الإمارات بزيارة العاصمة الأمريكية بسبب التوترات السياسية بينهما، خاصة مع العلاقات المتنامية والمتطورة لأبوظبي مع الصين وروسيا، والتي هي قيد الإعداد منذ فترة طويلة".
وأوضح أن الإمارات لديها نظرة خليجية خاصة تشكل من خلالها رؤيتها للعالم، كما أنه قريبة في وجهة نظرها من دول في الشرق على عكس الغرب.
وذكر أن الإمارات ترى قضايا السياسة بشكل مختلف، حيث ترى أن الصبر هو المفتاح، ودائما ما ينتظر الإماراتيون ويترقبون ما يحدث لأن السياسة تتغير باستمرار (في الولايات المتحدة وأوروبا). لكن في كل الأحوال لم يعد الغرب هو "النموذج" للدولة الخليجية.
العلاقات مع روسيا
وبحسب الموقع فإن نفوذ أمريكا على شركائها الإقليميين يخضع للاختبار حاليا، ويحتاج مراقبو العالم النامي فقط إلى النظر إلى عدم نجاح الولايات المتحدة في فرض عقوباتها على روسيا كمؤشر رئيسي، حيث تقدم الإمارات مثالا آخر على الانسحاب من السيطرة الغربية.
وأضاف أنه على مدى الأشهر الماضية، سافر كبار المسؤولين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى أبو ظبي لسد واحدة من أكبر الثغرات في نظام العقوبات ضد روسيا.
وذكر أنه خلال العام الماضي فقط زادت صادرات الأجزاء الإلكترونية من الإمارات إلى روسيا سبعة أضعاف. وتضاعفت صادرات الرقائق الدقيقة من الإمارات إلى روسيا 15 مرة في عام 2022 مقارنة بعام 2021، وفي العام الماضي باعت الإمارات 158 طائرة بدون طيار إلى روسيا. وجاء ذلك كله على الرغم من فرض واشنطن عقوبات قيودا على كل هذه البنود.
وإضافة إلى ذلك فهناك إحباط في واشنطن بسبب دور الإمارات في تمكين الأعمال التجارية ورؤوس الأموال الروسية من العثور على ملاذ من العقوبات.
تكيف مع الواقع
ووفق كريستيان كوتس أولريشسن، زميل الشرق الأوسط في معهد بيكر: "مع وجود بعض الاعترافات بأن الإماراتيين والسعوديين لن يرضخوا للضغط للانحياز إلى جانب بين الغرب وروسيا، فإن الجميع يتكيف الآن مع الوضع الجديد الذي أصبحت فيه العلاقة غير منحازة أكثر من أي وقت مضى".
وأوضحت واشنطن أن تطبيق العقوبات على روسيا هو أمر حتمي، وخص وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية الإمارات بالفعل بملحوظة حول "الامتثال الضعيف للعقوبات".
وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، قامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على 3 كيانات إماراتية على الأقل بسبب تجارتها غير المشروعة مع روسيا.
ومع ذلك، فإن الإمارات ودول الخليج الأخرى ملتزمة بالتكيف مع حقيقة ما يعتبرونه الآن عالمًا متعدد الأقطاب السياسية بشكل دائم، وفقا لماثيو ليفيت، مدير برنامج راينهارد لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.
وأضاف أن الدول الخليجية "ترى الولايات المتحدة كشريك أمني مفضل لديهم ولكنهم يريدون علاقات وثيقة مع الصين وروسيا ويرفضون النظر إلى العلاقات من منظور ثنائي".
دبلوماسية صعبة
وذكر الموقع أن الإمارات تتمتع بأهمية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، فعلى الصعيدين التجاري والسياسي، فإن الإمارات هي رابع أكبر متلقٍ للأسلحة من الولايات المتحدة بعد السعودية وأستراليا وكوريا الجنوبية.
ةمنذ عام 2009، كانت الإمارات سوق تصدير البضائع الأول للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ويعتبر الفائض التجاري مع الإمارات هو سادس أكبر فائض تجاري لأمريكا على مستوى العالم، وهو أمر مثير للإعجاب بالنظر إلى الولايات المتحدة تدير عجزًا مع معظم البلدان تقريبًا.
في عام 2020، بلغت التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الولايات المتحدة حوالي 45 مليون دولار.
ونقل الموقع عن دبلوماسي متقاعد لم يسمه: "إذا كانت الولايات المتحدة جادة في جعل عقوبات روسيا تنجح، فلن يكون الأمر سهلاً عندما يتعلق الأمر بالإمارات".
وأضاف الدبلوماسي: "إذا كان الرئيس بايدن وفريقه يقصدون حقًا ما يقولونه عن كونهم صارمين مع روسيا، فيبدو أنه يتوجب عليهم أن يكونوا مستعدين للانخراط في دبلوماسية صعبة مع الإمارات بشأن علاقتها مع روسيا".