وبدأت الثلاثاء، الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في دورتها العادية الثانية والثلاثين، على مستوى الوزراء والمندوبين، لمناقشة أهم القضايا التي سيطرحها القادة في اجتماعهم، المقرر الجمعة 19 مايو/أيار بالعاصمة الرياض.
والثلاثاء، وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى السعودية، للمشاركة في اجتماعات غابت عنها سوريا منذ عام 2011.
وقال المقداد خلال تصريحات نقلتها وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري "سانا"، إن مشاركة بلاده في هذه القمة تعتبر "فرصة جديدة حتى تقول دمشق للعرب إنها لا تتطلع إلى الماضي وإنما إلى المستقبل".
وقبل أيام، شارك وزير الاقتصاد السوري محمد الخليل، في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيرية للقمة، ودعا الدول العربية إلى "المشاركة بالاستثمار في سوريا في ظل وجود فرص واعدة وقوانين جديدة جاذبة للاستثمار"، وفق "سانا".
وقررت جامعة الدول العربية في 7 مايو/أيار، استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها بعد أكثر من عقد على تعليق عضوية دمشق؛ إثر قمعها الاحتجاجات التي تحولت إلى نزاع دامٍ أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص، وشرّد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وبعد أيام قليلة، تلقى الأسد دعوة رسمية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، للمشاركة في القمة.
لكن قرار إعادة إدماج سوريا في محيطها العربي لا يحظى بإجماع، إذ أعلنت قطر المعارضة الصريحة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، أنها لن تطبّع العلاقات مع حكومة دمشق، لكنها أكدت أيضا أنها لن تكون "عائقا" أمام الخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية.
وأنهى قرار عودة مشاركة وفود الحكومة في اجتماعات الجامعة العربية، عزلة دبلوماسية فرضتها دول عربية عدة على دمشق التي تتطلع اليوم إلى أموال إعادة الإعمار.
وستكون مشاركة الأسد في قمة الجمعة الأولى منذ ظهوره الأخير بقمة سرت في ليبيا في 2010، قبل أقل من عام من اندلاع النزاع في بلاده واتهامه بقمع شعبه.
وتتزامن عودة سوريا إلى الحضن العربي أيضاً مع تغيّر في الخارطة السياسية الإقليمية بعد الاتفاق بين السعودية وإيران، أبرز حلفاء دمشق، والذي تُعلَّق عليه آمال بعودة الاستقرار في منطقة لطالما هزتها النزاعات بالوكالة.
ومن المقرر أن تناقش القمة العربية تطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، خاصة ما تتعرّض له مدينة القدس المحتلة من انتهاكات جسيمة، إضافة إلى بحثهم تطورات الأوضاع في السودان.
المصدر: العربي الجديد