نتنياهو وجولة التصعيد المقبلة
عدم المصادقة على الميزانية حتى 29 أيار/مايو الجاري سيؤدي إلى حل الكنيست أوتوماتيكياً والتوجه لانتخابات جديدة.
Table of Contents (Show / Hide)
الخوف من سقوط الحكومة والذهاب لانتخابات مبكرة هو الدافع الحقيقي لنتنياهو لعقد مجلسه الوزاري في أنفاق تقبع تحت حائط البراق، وتهدد الحرم القدسي الشريف بالانهيار.
لم يكن خطاب ابو مازن في الأمم المتحدة السبب الحقيقي للتصعيد الذي اندفع باتجاهه نتنياهو؛ فاستطلاعات الرأي تؤكد أن ائتلاف نتنياهو الحريدي الفاشي لن يحصل على مقاعد كافية في الكنيست في حال عقد انتخابات مبكرة، اذ لن تتجاوز حصته الـ 55 مقعداً في مقابل خصومه من الفاشية العلمانية التي يقودها غانتس ولبيد.
التصعيد بات خيار نتنياهو الوحيد للنجاة من السقوط امام خصومه في المعارضة، وهو ما دفعه للموافقة على اقتحام بن غفير وزير الامن القومي باحات الاقصى، وإقرار موازنة بـ 17 مليون دولار للمضي قدمًا في توسعة الأنفاق تحت الحرم الشريف.
لم يخف نتنياهو دوافعه في التصعيد، فخلال جلسة الحكومة قال: "من أجل استمرار وجود الحكومة القومية، علينا تمرير ميزانية الدولة. وتعالت دائما نقاشات في الدقيقة الأخيرة، وأنا مقتنع أننا سنتغلب عليها".
وتابع موجهًا كلامه "للخصوم" أنه "لا تطوروا توقعات (حيال سقوط الحكومة) لأن أملكم سيخيب"، وهو خطاب موجه للبيد وغانتس.
التصعيد قاد لموجة إدانات واسعة من الدول العربية والاسلامية على رأسها الاردن والسعودية ومصر وتركيا، وفي الآن ذاته قاد لتحذيرات من فصائل المقاومة بتحميل الاحتلال المسؤولية عن التداعيات المحتملة لهذا التصعيد الفاشي الذي سيقود لجولة رابعة من القتال في اقل من شهرين.
نتنياهو وضع الأراضي الفلسطينية والمنطقة على حافة مواجهة جديدة لإنقاذ حكومته الفاشية، دافعًا نحو مواجهة مع الفلسطينيين للمرة الرابعة في اقل من شهرين بعلم من حلفائه وشركائه في الغرب الذين تابعوا المشهد دون أن يُحركوا ساكنًا.
نتنياهو عالق في مسار تصعيدي ارتهن فيه لسموتريتش وزير المالية وبن غفير وزير الامن القومي، حفاظًا على حكومته التي تدار عملياً من قبل بن غفير وسموتريتش؛ ما يعني ان المواجهة المقبلة باتت مسألة وقت لا أكثر ولا أقل؛ فالتصويت على الموازنة ما هو إلا محطة من محطات متتالية تدفعه لمواجهة رابعة لاسترضاء بن غفير وسموتريتش.
ختامًا..
هل تكفي الإدانات العربية والاسلامية للتعامل مع هذه الحقيقة، ام ان الوقت حان للإعلان عن إستراتيجية عربية وإسلامية جديدة للتعامل مع الاحتلال وداعميه في الغرب، قوامها نزع الشرعية، وفرض العزلة الدولية والدبلوماسية بما فيها وقف كافة اشكال التطبيع السياسي والدبلوماسي مع الاحتلال، وفي لبها دعم المقاومة الصاعدة في الضفة والقطاع بكافة الأدوات والوسائل؟
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر: السبيل